- وزارة الإرشاد والأوقاف تختص بوضع السياسات فى مجال الدعوة والتسامح الديني لغرس القيم الفاضلة فى المجتمع وتوجيهه نحو نحو الاحكام الشرعية والفضيلة ومحاربة الأفكار والعادات الضارة ، ولأهمية هذا الصرح الديني ومايقوم به من دور فاعل في حياة المجتمع ألتقت ( سونا ) بالدكتور عمار ميرغني حسين الوزير الاتحادي لهذه الوزارة وتجاذبت معه أطراف الحديث حول خطط وبرامج الوزارة للعام الحالي 2016م ......فالى مضابط الحوار:- س - حدثنا عن الوزارة وبرامج العام الحالى ؟ ج - وزارة الارشاد والاوقاف باقسامها المتعددة لها أهميتها الإستراتيجية ، حيث يحلو للبعض ان يسميها وزارة ( الدين ) ، والإرشاد أصلا هو توجيه المجتمع نحو الاحكام الشرعية والفضيلة ومحاربة الافكار والعادات الضارة والوزارة تستعين بالادارات المتخصصة والعلماء المنضوين تحت لوائها ولها بهذا الخصوص خطة واضحة وبرامج عمل كبيرة . ويقع تحت طائلتها المجلس الاعلى للدعوة والحج والعمرة وديوان الاوقاف والمجلس الأعلى للذكر والذاكرين وغيرها من الإدارات وكل هذه المسميات تنم عن هوية الوزارة وما تكنه من اهتمام بالمجتمع وتهتم بقضية الدعوة لله سبحانه وتعالى . س - خطط الوزارة فى ظل المؤثرات الخارجية ؟ ج - معلوم أن أمر الدعوة فى هذه الفترة يكتسب اهمية بالغة جدا لاسيما فى وجود المؤثرات الخارجية المتمثلة في القنوات الفضائية المتعددة التي تبث برامج لها تاثيرات على المجتمع خاصة الشباب والاطفال وكل الشرائح مما يستلزم أن يكون هناك عمل موازي يضبط للإنسان وقته بماهو مفيد . ولابد ان نكثف العمل الدعوي لمواجهة الغزو الفكري الهائل عبر مشاهدة الكثير من البرامج والقنوات غير الهادفة ، وربما يكون الإنسان قابع فى منزله وتأتيه السموم من حيث لايدري وهذا يستدعى ان يكون هناك برامج دعوية بالتنسيق الكامل مع ادوات واجهزة الاعلام من اجل ان نضع نوع من الترتيب والتحكم والتوجيه على ماياتى الينا من الخارج ومعلوم ان من الاسباب التى تشعر باهمية امر الدعوة فى هذه الايام ظاهرة التطرف الديني بكل اشكاله وانواعه وجماعاته ولاشك ان التطرف الدينى لم يبرز الا لاسباب كثيرة جدا لعل واحدة من هذه الاسباب ان هناك فجوة كبيرة جدا بين الموروث الثقافي لامة الاسلام فى الفقه والحديث والتفسير وهذه العلوم الموجودة فى بطون الكتب وبين مايعيشه المجتمع وهذه الفجوة ماحدثت الا بقصور فى مجال الدعوة . والجماعات المتطرفة التى ظهرت فى الساحة لان المناشط الدعوية غير كافية لاحتواء كل شرائح المجتمع والشباب بالجامعات والمعاهد كما القصور من جانب الدعوة دعا البعض من الشباب والناس للجوء الى بعض الكتب فى الفقه والحديث والتفسير ولكن من غير دليل . والنبى عليه الصلاة والسلام يقول انما العلم بالتعلم ولذلك لا يذهب الانسان الى النصوص مباشرة لكى لاياخذ فهما معكوسا يخالف مقاصد الشريعة ومفاهيم الاحاديث ، والانسان الذى يقرا نصوص الاحاديث النبوية الشريفة لابد أن ياتى الى العلماء لتفسير المعاني حتى يخرج برؤية واسعة فى فهم الحديث ويستند الى اراء العلماء المختصين فى هذه العلوم .فهذا من جملة الاسباب التى أدت الى التطرف . ويحتاج التدين والاستقامة على امر الدين الى الاستعانة بالعلماء والسابقين من اهل الفقه فى هذا المجال . وكما تعلمون ان النبى صلى الله عليه وسلم حين قال ( العلم بالتعلم ) هذه اشارة واضحة ان العلوم الدينية انما تؤخذ من صدور العلماء ولاتؤخذ من السطور الا اذا كان الانسان اخذ مباديء علوم الاصول فيما يتعلق بالفقه والحديث واكتسب مهارة فى هذه المجالات بعد ذلك يجوز له ان يطالع مايشاء من كتب . س - المعايير التى يجب ان توضع فى مجال الدعوة ؟ ج - مجال الدعوة يحتاج الى عمل كبير جدا في هذا الخصوص والى وضع معايير ومضابط وان الانسان لايستطيع ان يكلف شخص لا يعرف مهارة الطبيب او الطب لاجل ان يتطبب عنده ، والنبى عليه الصلاة والسلام قال من يتطبب ولم يعلم منه طب فهو ضامن يعنى اذا مارس مهنة الطب وادعى انه طبيب واضر بانسان فهو ضامن لما أتلفه فى هذا الشخص من ممارسة التطبيب الخاطيء واذا اتلف منه عضو يدفع قيمة هذا العضو كماهو موجود فى باب الاحكام اذا كان هذا فيما يخص الشان البدنى للانسان فمن باب اولى ان الذى يفسد على الناس دينهم فلابد ان تكون هنالك ترتيبات وموجهات تضبط الخطاب الدينى . س - ماهو دوركم فى هذا الشان ؟ ج - نحن فى وزارة الإرشاد والاقاف نعتزم الاضطلاع بالعديد من البرامج استنادا الى قول الله تبارك وتعالى (ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) واستنادا الى اجتهادات العلماء السابقين ، واعتقد ان هذا كله اسباب ادت الى التطرف فضلا على الغزو الخارجى من بعض الدول لتشويه صورة الاسلام وغرس القيم الفاسدة والمفسدة .والوزارة مناط بها دور كبير فى خلق برامج تزيد من ثقافة المجتمع فيما هو متعلق بالعبادات والاحكام فتجد الكثير من الناس فى احتياج لثقافة الاسلام وماهو متعلق بالعبادات والمعاملات . س - مشاركات الوزارة فيما يتعلق بالتطرف الدينى ؟ ج - سوف تعقد الوزارة مؤتمر فى شهر مارس القادم حول محاربة التطرف وهناك التخطيط للعديد من المؤتمرات وورش العمل وايضا الوزارة تلتحم مع جهات خارج السودان وكنا قبل ايام بمؤتمر بالمغرب تحدث عن ظاهرة وجود غير المسلمين فى البلاد المسلمة والاحكام الاصيلة التى تنظم وجود هذه الاقليات ومسالة التعايش السلمى ، فهناك خطة سيصحبها برامج واسعة فى المساجد بالخرطوم وامدرمان وبحرى لننتقل الى بقية الولايات لنتحدث عن التطرف والتسامح الدينى وادب الاختلاف وكما قال العلماء (كل الائمة من معين واحد اخذوا وما اخذوا عن الاهواء ينبوعهم دين النبى محمد لما اتى بالسنة الغراء للناس فيها رحمة وخلافه حق بلا استجداء) . س - هل ترون هناك اى معوقات تواجه العمل الدعوي ؟ ج - حسب التقارير التى استلمتها منذ حضورى قبل شهر من الان ان تقارير الاداء كانت مقبولة بدرجة كبيرة جدا خاصة فيما يتصف باداء خطة المجلس الاعلى للدعوة الا ان هناك العديد من الاشكالات ونحن الان فى طاولة كبيرة جدا جدا نناقش ملفات الوزارة وماهو متصل بالعمل الدعوى وتنشيطه الذى هو اصل اصيل فى هذه الوزارة . س - التحديات التى تواجه الوزارة فى انفاذ برامجها ؟ ج - نحن امام تحدى كبير جدا ماثل امامنا وهو شبح الارهاب او التطرف الدينى وينبغى للوزارة ان تلعب فيه دورا كاملا ولابد فى هذا الخصوص التنسيق مع الدولة باجهزتها المختلفة والمجتمع بعلمائه ومفكريه وباحثيه حتى نواجه هذا التحدى ولاشك ان العلم هو السلاح لمحاربة هذه القضايا الاجتماعية والدينية الشائكة التى ينبغى على الناس ان يعالجوها سدا لهذه الفجوة الكبيرة التي فى جسد الدعوة الى الله سبحانه وتعالى ، وايضا من التحديات التى تواجهنا هو ضرورة تحسين الاداء عما كان عليه العام السابق فلابد ان نحسن من ادائنا بادارة الحج والعمرة بحيث نعمل على ترتيبات هذه الادارة ونحاول تقديم خدمة جيدة ومميزة للحاج ونعطي الحاج جرعات فقهية ازيد مما كان عليه فى السابق ونحاول الاستعانة بالاكفاء من الخبراء فى تجويد خدمة الحج ومسعانا لهذا ان الحج ركن من اركان الاسلام ومحور هام فى سبيل الدعوة الى الله تعالى وتم الجلوس مع ادارة الحج والعمرة. وتفاكرنا مع الجهات ذات الصلة مثل وزارة النقل فيما يمكن تقديمه من خدمة جيدة ووقفنا على مدى جاهزيتهم لحج العام المقبل وذلك كله فى سبيل اصحاح العمل والتجويد والاتقان . ووجدنا ان هناك جهود فى المركز الالكترونى والتقديم عن طريق التقنية وضبط هذه المسائل الا اننا نطمع هذا العام ان نجود العمل وأن نسد الذرائع ونقضي على كل خلل ، ونحن مستبشرين بأداء اداري جيد في العام المقبل . ومن تحديات الوزارة ملف الاوقاف بمافيه وماله وماعليه ولاشك ان هذا الملف موروث من القدم وقد اجتهد السابقون من الوزراء اجتهادات كبيرة في وضع لمسات لمعالجة كافة المشاكل ، وسوف نعقد اجتماع للوقوف على تجربة الاوقاف فى السودان وقد أصدرنا قرار للاخوة فى ديوان الاوقاف بضرورة عمل مؤتمر جامع لإحياء سنة الوقف ، ونعتزم تصحيح مايمكن تصحيحه . س - حدثنا عن إدارة الحج والعمرة والملابسات التى إثيرت حولها ؟ ج - الحج والعمرة إدارة تابعة للوزارة وعند حضوري للوزارة ، اثير موضوع الحج والعمرة فى المجلس وكونت له لجان تحقيق وفى جزئيات منه تم الوصول الى نتائج وما زال التحقيق مستمرا فى بعض الإمور ، وانا بفتكر ان الحج من الناحية الادارية بلغ مرتبة جيدة من التجويد والاتقان وتلمسنا بصمات موجودة فى الاداء الاداري وهذا ماشهد به الاخوة بالمجلس الوطنى الا ان هناك بعض الامور يجري البحث والتقصي حولها وان شاء الله نحن حريصين كل الحرص على ان يكون أداءنا في الحج متكامل بغض النظر عن المعالجات والحلول فى الوقت الراهن ، والترتيبات التي يجب ان تكون لضمان أداء إداي جيد متكامل فى الحج والعمرة . والحج والعمرة كادارة تقوم بكامل مهامها وهياكلها وتابعة لوزارة الارشاد والاوقاف واعتقد ان هذا يمكننا مع الاستعانة بالاخوة الاداريين لتجويد أداء فريضة الحج والعمرة ووضع التراتيب الادارية والنظام المحكم حتى لاتحدث اي مشكلة . س - ماذا تم في مادار من جدل بالاوقاف بالمملكة العربية السعودية . ؟ ج - الحكومة مهتمة بملف الأوقاف وتعلم أن هناك أوقاف بالمملكة العربية السعودية وسوف يتم علاج كبير جدا لخلل موروث من سنين طوال و الامر يحتاج الى احكام فى التنسيق وجهد ومثابرة ومتابعات وهذا ما نعتزم القيام به فى الايام القادمة لحل بعض الاشكالات التى تواجه الاوقاف السودانية خارج السودان . كما سيكون هنالك تفاعل كبير جدا من خلال العلاقات المتميزة التى نشات مع المملكة . س - دور وزارات الشئون الاجتماعية بالولايات ؟ ج - الوزارة لها اشراف كامل للعمل الدعوي بالسودان وهناك تنسيق وارتباط اداري واشرافي مع وزارت الشئون الاجتماعية بالولايات وقبل ايام اصدرنا قرار بتكوين مجلس الولايات ويتكون من وزراء الشئون الاجتماعية من الولايات المختلفة ومدراء ادارات الحج ويجتمع المجلس كل فترة من اجل التباحث فى القضايا المشتركة خاصة فيما يتعلق فى امر الحج والعمرة والدعوة والمساجد والخلاوى وغيرها من المواضيع لذلك هناك علاقة وطيدة جدا تربط المركز بمجالس الدعوة والارشاد والذكر والذاكرين بالولايات . س - علاقة الوزارة مع المنظمات الاقليمية ذات الصلة ؟ ج - مشاركتنا فى المؤتمرات التي تعالج الشان الديني ونقوم بتلبية اى دعوة للمشاركة فى مثل هذه المؤتمرات كما نقوم بكتابة تقارير لمجلس الوزراء ونضيف توصياتنا عليها ونجد اذان صاغية والحكومة مهتمة بالشأن الدعوي واي منشط ديني أو توصيات ترفع وجميعها تجد الاهتمام لاسيما في وجود التطرف الديني ، فلابد من ان تكون هناك جهود لاظهار سماحة الاسلام فى التعامل واظهار الصورة الحقيقة ونحن نعمل على إظهار صورة الاسلام بمنهجه الواسع فى التعامل مع غير المسلمين ومرعاة الجانب الانسانى والمواطنة والحقوق الانسانية المكفولة س - ماهى خططكم إذاء المجلس الاعلى للذكر والذاكرين ؟ ج - الذكر والذاكرين اصلا تم تكوينه بقرار جمهوري وهو مجلس به وجود صوفي كبير ونحن عازمين لزيارته وسوف يشهد بعد الاتصال برئاسة الجمهورية نقلة كبيرة ولابد لهذا المجلس بالتنسيق مع الوزارة والجهات التى تحمل مشاعل الدعوة ان يكون له دور ملموس ولابد من تجديد العمل وتكثيف النشاطات ولاسيما فى ظل التغيرات السكانية الكبيرة . س - علاقة الوزارة مع بعض المؤسسات الدعوية كهئية علماء السودان وغيرها من المؤسسات ؟ ج - المؤسسات العاملة فى الدعوة كثيرة جدا اغلبها تربطنا بهاعلاقات تنسيقية والهم الواحد ولديها قانون لتسجيلها وعازمين فى الفترة المقبلة بتسجيل زيارات للتنوير والتنسيق . س - دور الوزارة فى رتق النسيج المجتمعي ومسالة الهوية السودانية ؟ ج - النسيج المجتمعي لا يتأتى الا من خلال الدور الدعوى الذى تطلع به الوزارة ونعتزم اصدار منشورات واقامة محاضرات يتم نقلها عبر اجهزة الاعلام فى مسالة الهوية ومحاربة القبلية والتطرف والعادات الضارة والمفاهيم الخاطئة ولدينا خطة محكمة سوف تؤتى أكلها وتفيد المجتمع كثيرا ان شاء الله . س - كلمة اخيرة ؟ ج - لا شك ان الاعلام يمثل اهمية استراتيجية وله تاثير بالغ على المجتمع مما يستوجب تنسيق الجهود وترتيب الاعمال حتي تكون المنافع اكثر فائدة واعظم انتشارا .ونحتاج لتنسيق اكبر مع الاعلام ولابد ان يكون للوزارة منبر اعلامي فى كل القنوات الفضائية نستضيف من خلاله العلماء للحديث عن قضايا المجتمع . والشكر لوكالة السودان للانباء التى تقوم بدور كبير وعظيم فى نشر القضايا التى تهم المجتمع .