بلغت إنتاجية الفدان من القمح لأحد المزارعين التقليديين بريفي أرقو بالولاية الشمالية ثلاثين (30) جوالاً فى موسم الحصاد الأخير. ووصفها أحد الخبراء الزراعيين بأنها عالية جداً وسط معدلات تدنى الإنتاجية لكنها يمكن أن تكون أعلى من ذلك كثيراً في هذه المنطقة . حصدا لمزارع عبد الغنى عبد اللطيف وهو مزارع تقليدي بجزيرة بلنارتى بريفى أرقو، أكثر قليلاً من 300 جوالاً من القمح كان قد زرعها فى10 أفدنة بالجزيرة التى يسكنها . وقال عبد الغنى (لسونا) أنه استخدم ما مقداره، 7.5 جوالاً من بذور القمح عينة وادي النيل في زراعته بعد أن قام بتنظيفها جيداً من الشوائب، كما استخدم مبيدات جيدة وحوالى 15 برميلاً من الجازولين تكلفة الواحد 3900 جنيهاً. وقال انه مول زراعته بنفسه وقد أرهقه ذلك كثيراً خاصة الجازولين الذي ظل سعره يرتفع باستمرار وقد زاد مؤخراً حوالي 80 جنيها . ووصف نائب المنسق للمشروع القومي لإنتاج القمح د. أسلام محمد خير، إنتاجية هذا المزارع بأنها (عالية جداً) عندما يتم مقارنتها بحجم الإنتاجية فى معظم مناطق زراعة القمح لأكثر من موسم إنتاج خلال موسم الحصاد الأخير والمواسم السابقة له . واستدرك قائلاً يمكن ان يحقق المزارعون في شمال السودان إنتاجا للفدان يصل حتى 45 جوالاً أو أكثر إذا ما كانت الأرض شديدة الخصوبة وتوفرت جميع حزم الإنتاج وأهمها التوقيت المبكر للزراعة والبذور الجيدة والري المحدد . وبين أن بعض المشاريع الاستثمارية بالشمالية ونهر النيل حققت متوسط إنتاج جيد أيضا لمحصول القمح هذا الموسم حيث، حقق مشروع هوي مية المصري بالشمالية 24 جولا للفدان في المتوسط ومشروع الراجحي ببربر 17 جوالا للفدان في المتوسط . وأضاف أن صنف بزور وادي النيل أوصت هيئة البحوث الزراعية بزراعته بكل من ولايتي الشمالية ونهر النيل لانه يحتاج إلي شتاء أطول. وقد تمت أجازته العام 1987 م من قبل هيئة البحوث الزراعية. ويحتاج إلى حوالي 65- 70 يوما للإزهار وعدد أيام نضجه تتراوح ما بين 80-90- يوما وطول سنبلته ما بين 70-8- سم ويحقق إنتاجية للفدان تتراوح ما بين 10-14 جوالا للفدان. وذكر أن المزارعين هناك يمكنهم أن يزرعوا مساحات أكبر من القمح ويولون زراعته أهمية أعلى اذا ما اشترت الحكومة منهم القمح بسعر يبلغ حوالى 250 جنيهاً فقط للجوال قائلاً " هذا ما يجب أن تفكر وتخطط له الحكومة بصورة إستراتيجية لرفع إنتاج القمح ورفع نسبة الاكتفاء المحلى منه فى البلاد مستقبلاً. وقد اتجه المزارعون هناك ، بحسب قوله، الى زراعة الفول المصري والاهتمام به أكثر من القمح لان سعر جواله في السوق يبلغ حوالي 300 جنيهاً فيما يبلغ سعر جوال القمح 150 جنيهاً فقط. وقال إن متوسط إنتاجية الفدان في موسم الحصاد الأخير 2011م، بلغ 4 جوالات فقط فى المشاريع التي تتبع للمشروع القومي لإنتاج القمح في تسع ولايات يزرع فيها هذا المحصول . وبحسب الإحصاءات التي قدمها د. إسلام فان متوسط إنتاجية الفدان من القمح في الموسم المنصرم بلغت في مشروع الجزيرة 9 جوالاً وفى الشمالية 13 ونهر النيل 10 وشندى 11 وحلفا الجديدة 6 ومشروع السوكى 4 جوالاً. فيما بلغ المتوسط العام في جميع هذه المشاريع 4 جوالات . وذكر أن حجم الإنتاج الكلى من القمح من المساحات التي تمت زراعتها خلال الموسم والبالغة 415 ألف فدان بلغت 385 ألف طن من القمح وهى تعادل حوالي 15% من حجم الاستهلاك المحلى في البلاد . وتواجه الزراعة في الولاية الشمالية بصورة عامة وتوطين القمح على وجه خاص على أرضها الخصبة ومناخها البارد، تحدي ارتفاع أسعار مدخلات الانتاج بها مما يهدد مستقبلها والملامح الاقتصادية والاجتماعية لأغلب سكان الولاية الذين ارتبطوا تاريخيا بالأرض وزراعتها . ويقول المزارعون إنهم ظلوا ولسنوات طويلة يكابدون الظروف للاستمرار في الزراعة، وتحديدا القمح ولكن تحدي ارتفاع أسعار مقومات الإنتاج صار أكبر من تشبثهم بالزراعة وإصرارهم عليها احبط هممهم، وأن على الحكومة أن تخطط وتدرس جيدا دعم الزراعة هناك بمستوى مقدر نتيجة لارتفاع تكاليفها قياسا على باقي أنحاء ولايات البلاد الاخرى . أمين الشئون المالية بالمكتب التنفيذى لاتحاد مزارعى الشمالية عبد الشافع خبير ، كان قد ذكر (لسونا) ان سياسات الدولة تجاه الزراعة تشكل أحد أهم أسباب المشكلة . ويضيف "إذا أردنا تصحيح هذا الوضع وإعادة الزراعة بالولاية إلى مجدها لابد ان تتحمل الدولة جزء من التكلفة وتدعم الجازولين وتسرع بكهربة المشاريع من جهة أخرى تقول المنظمة العالمية للأغذية والزراعة(فاو) إن توقعاتها المطروحة لإنتاج القمح خلال عام 2012 بحدود 690 مليون طنّ، أي ما يقل بمقدار 1.4 بالمائة عن الرقم القياسي المسجل في عام 2011، وبلا تغيير عن الشهر الماضي. ورغم هذا الهبوط، فالمنتظر أن تتجاوز إمدادات القمح لعام 2012 / 2013 الاحتياجات المتوقّعة نظراً إلى ضخامة الأرصدة، طبقاً لتقرير الشهر الجاري من مؤشر المنظمة "فاو" لأسعار الغذاء. صرح جوزيه غرازيانو دا سيلفا، المدير العام للمنظمة أول أمس الأثنين، أمام الجلسة الافتتاحية لمجلس المنظمة الرئاسي بأن انخفاض أسعار المواد الغذائية بفضل مواسم الحصاد الجيّدة وتزايد أرصدة المخزونات ينبغي أن ينعكس عملياً على تراجع أعداد الجياع في العالم عام 2012. وقال غرازيانو دا سيلفا، أن "ما يعنيه ذلك أننا ينبغي أن نتوقّع انخفاضاً في عدد الجياع على الصعيد العالمي خلال عام 2012". لكن المدير العام للمنظمة "فاو" حذّر مع ذلك من أن حالة الأمن الغذائي في إقليم الساحل ومنطقة القرن الإفريقي ما زالت حرجة. أق