الخرطوم 22/7/سونا يذخر السودان بأعداد ضخمة من الأبقار والأغنام والماعز والجمال، إلا انه وعلى الرغم من ذلك فان الإحصاءات تشير إلى أن الألبان ومنتجاتها تحتل مراتب متقدمة في قائمة السلع الغذائية التي يتم إستيرادها، حيث يبلغ المتوسط السنوي للواردات من الألبان ومنتجاتها نحو 40 ألف طن، تكلف نحو 140 مليون دولار وذلك كمعدل للفترة 2001 - 2010، ويعود ذلك إلى أن قطاع الألبان يعاني من العديد من المشاكل الإنتاجية والتسويقية والتصنيعية وخاصة لدى صغار المنتجين. ونظرا لكون القطاع التقليدي لإنتاج الألبان يساهم بنحو 90% من إجمالي حجم الإنتاج فقد تم إجراء دراسات بهدف التعرف على الأوضاع الحالية والمستقبلية لإنتاج وتسويق وتصنيع الألبان و تحديد المشاكل والمعوقات والتعرف على السياسات والبرامج الهادفة إلى تطوير الإنتاج والتسويق وتوثيق التجارب الناجحة والرائدة في مجالات إنتاج وتسويق وتصنيع الألبان. أكد بروفيسور/ حسين إبراهيم حامد أبو عيسى فى ورشة الثروة الحيوانية الحاضر والمستقبل بمركز دراسات المستقبل إن الأبقار المصدر الرئيسي لإنتاج الألبان في السودان بالاعتماد للمنتج التقليدي الذي شهد نموا كبيرا خلال السنوات الأخيرة لمواكبة الطلب المتزايد على الألبان ومنتجاتها ,مشيرا الى ان إحصاءات المنظمة العربية للتنمية الزراعية بأن إنتاج الألبان في الوطن العربي قد ارتفع بنسبة 54% خلال الفترة 1991-2001 حيث ازداد من نحو 12.6 مليون طن عام 1991 إلى حوالي 19.37 مليون طن عام 2001 ، حيث ازداد إنتاج السودان من الألبان من نحو 3.4 مليون طن عام 1991 إلى نحو 7.1 مليون طن عام 2010. واضاف أبو عيسى ان المنتجون الرحل الغير مستقرين والذين يعتمدون على المراعى الطبيعية في تربية حيواناتهم ان الكثير من ألبانهم غير متاحة للتسويق بسبب بعد مناطق الإنتاج عن مراكز الاستهلاك وضعف الحلقات التسويقية ,متطرقا الى نوع اخرمن المنتجين التقليديين فهم الذين يستقرون حول المدن والمشاريع الزراعية ويعتمدون أساساً على الرعي فى المناطق المحيطة وعلى المخلفات الزراعية في تغذية حيواناتهم. وهؤلاء لا يجدون صعوبة كبيرة في تسويق ألبانهم لقربهم من مراكز الاستهلاك. أما القطاع الحديث فيتواجد دائماً حول المدن ومصانع الألبان، ويمارس في هذا القطاع أساليب التربية الحديثة والإنتاج المكثف في مزارع متخصصة لإنتاج الألبان اعتماداً على الأبقار المستوردة والمهجنة والمحلية. ويعتمد هؤلاء على الأعلاف الخضراء والمركزة في تغذية أبقارهم. وأشار البروفيسور إن إنتاج الألبان والى حد كبير يتأثر إيجاباً أو سلباً بالسياسات التي تنتهجها الدولة في مجالات إنتاج وتصنيع وتسويق الألبان مطالبا بتبني سياسات تهدف إلى ترقية المهن الطبية البيطرية وإنشاء المجالس والمؤسسات والشركات العامة المتخصصة في إنتاج الألبان مع التركيز على تشجيع الاستثمار الوطني والأجنبي في قطاع الألبان بتوفير البني التحتية من طرق ومواصلات واتصالات وغيرها مما ساعد في العمليات الإنتاجية . والتسويقية مع تخفيض وإلغاء بعض الرسوم والضرائب على أنشطة الإنتاج الحيواني والنباتي. وشدد حسين إبراهيم على تشجيع قيام مصانع الأعلاف حول بعض المدن مما كان له الأثر الإيجابي على قطاع الألبان.مع دعم صغار المزارعين من خلال تقديم القروض الميسرة والمساعدات العينية ,والعمل على تشجيع استيراد سلالات أجنبية من الأبقار عالية الإنتاجية ، إضافة إلى نشر عمليات التلقيح الصناعي والتهجين واعتماد سياسة التأمين ضد نفوق الحيوانات وذلك من خلال تقديم تعويضات مناسبة مقابل أقساط تأمين محدودة. تبقى الألبان إحدى السلع الاستهلاكية التي يأمل المواطن في أن تكون متوفرة في مقابل مدخلات انتاجها من ثروة حيوانية هائلة ومراعي واسعة ومقدرة سودانية على عملية الرعاية البيطرية وانتاج مخرجات الثروة الحيوانية من لحوم وألبان وجلود يمكن أن تساهم في الدخل القومي ولا تكون خصماً عليه بعملية الاستيراد التي تفوق احياناً مئات الملايين من الدولارات