شكلت التحولات العالمية عاملا مهما في انتشار ثقافية التعايش السلمي وبناء قدرات تساهم في فرص الدمج بين مكونات المجتمع. ومن الأهمية بمكان البحث عن إدارة للحوار والتوافق في انجاز المشاريع المختلفة التي تشهدها البلاد خاصة المشاريع القومية المهمة التي تعبر عن تطلعات الشعب السوداني وضرورة وضع رؤى تساهم في إثراء الثقافة لكل أطباق الشعب السوداني . وفي هذا الإطار جاءت ورشة التعايش السلمي في ظل التنوع الديني والاختلاف السياسي التي نظمها أمس المجلس الأعلى للتعايش السلمي بولاية الخرطوم برعاية الدكتور عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم بحضور عدد ممثلي الأحزاب والمجالس التشريعية ومنظمات المجتمع المدني بقاعة الدكتور صابر محمد الحسن بأكاديمية السودان للعلوم المصرفية والمالية بهدف لطرح الرؤى والأفكار لتحقيق وتعزيز فيم التعايش السلمي بين أطراف ومكونات ولاية الخرطوم وجعل الولاية عاصمة وطنية آمنه متحضرة. وتم خلال الورشة عرض أوراق عمل الأولي تحدثت عن التعايش السلمي في ظل الخلاف السياسي التي قدمها الدكتور عبد الرحمن ابو خريس من أكاديمية السودان للعلوم وتناولت الورقة نشأة التعايش السلمي ومفهومة ومحدداته وظاهرة الخلاف السياسي في السلوك الإنساني ويقصد بها المحددات الاجتماعية واليرجرافية والنفسية ومن ابرز تلك المحددات هي الاجتماعية وتضم مستوي التعليم العمر الدين المكانة الاجتماعية والسكن. ومن أهم المحددات أيضا الثقافة السياسية وتوجد مصادرها في الميراث التاريخي للمجتمع وفي الأوضاع السياسية والاقتصادية واليدولوجية السائدة فان الثقافة السياسية تؤثر في الثقافة العامة. واشارت الورقة الي ظاهرة الخلاف السياسي في السلوك الإنساني والذي يحتاج الي قواعد تراعي التنوع والتعدد الذي يحقق المصالح ويدفع المضار. واقترحت الورقة إرساء رؤية سياسية وفكرية وبرامجية من خلال قراءة وإدراك التحديات والتهديدات التي تواجه عملية التعايش السلمي. وأوصت الورقة إلي التوثيق علي دستور دائم يلبي تطلعات وأشوق المواطنين والاستفادة من نظام الحسبة الإسلامي في إدارة وتفعيل قيمة التعايش السلمي ونشر ثقافة وأدب الخلاف وتعزيز وتغليب قيم الحوار والتفاوض ودعم مؤسسات التعايش السلمي.