يعتبر مفهوم التربية من أجل التنمية الشاملة والمستدامة رؤية تربوية معاصرة تسعى إلى إيجاد مواءمة تجاه التعليم والرفاه الإنساني والقوة الاقتصادية والتقاليد الثقافية واستدامة الموارد الطبيعية والبيئية المتوازنة من اجل حياة أفضل للفرد والمجتمع في الحاضر والأجيال القادمة. وهناك بعدين رئيسيين لمهام المؤسسات العاملة في مجال التعليم والتدريب أولها البعد النوعي الذي يتناول الكفاءة الداخلية ويشمل جميع المدخلات والعمليات التعليمية والتدريبية أما ثانيهما فيتناول الكفاءة الخارجية ويشمل البعد المتعلق بالمواءمة بين مخرجات هذه المؤسسات وبين الحاجات التنموية ومطلوبات سوق العمل ،وينسجم ذلك مع النظرة الشاملة بأن التعليم والتدريب استثمار اقتصادي بالإضافة إلى كونه خدمة اجتماعية . وأوضح البروفيسور حمزة احمد توله من المجلس القومي للتعليم التقني والتقاني في ورشة المؤهلات العلمية في إطار المسار التقني في ورقته التي قدمها أن السياسات التعليمية مكون حاكم للاستراتيجيات والخطط التنموية ،خاصة في قطاع التعليم التقني والتقاني بالإضافة إلى معالجة القضايا المجتمعية والاقتصادية ،خاصة البطالة والعطالة وقضايا النزوح والحراك الجماعي (السالب) جراء الحروب والنزاعات القبلية والجهوية وأثارها المجتمعية والبيئية . وأوصى في ورقته بضرورة إجراء تحليل دقيق لنصوص السياسات واعتماد سياسات التعليم التقني والتقاني ،وتعزيز السياسات والمفاهيم له واعتماد مفاهيم تنمية الموارد البشرية والبيئية . وأشارت ورقة حول رؤية المجلس القومي للتعليم التقني والتقاني حول الدبلومات إلى أن تطوير الموارد البشرية أصبح يحظى باهتمام كبير من جميع الحكومات ومنظمات المجتمع المدني بالدول المتقدمة إذ إن الحكومات تعتبر تنمية الموارد البشرية الوسيلة الوحيدة لبناء طاقات الأمة والبلاد وان التعليم التقني والتقاني والتدريب المهني يتميز عن غيره من أنماط التعليم الأخرى بارتباطه الوثيق للواقع الاقتصادي والاجتماعي بالمجتمع إذ إن التعليم التقاني يهدف إلى تنمية المهارات المهنية لخدمة أغراض التنمية الشاملة والمستدامة وأوصت الورقة بضرورة الإسراع بوضع مناهج البكلاريوس التقاني بالجامعات والكليات التقانية تحت مظلة المجلس القومي للتعليم التقني والتقاني والإسراع في المسار المستقل للتعليم التقني والتقاني وتوفير الدعم اللازم لتنفيذ المسار ،وقيام الجامعة التقنية لتوفير الاطر عالية المهارات للبلاد وقيام كلية تربية تقانية قومية لتوفير الأطر التدريسية والتقنية بالمدارس التقنية والكليات التقانية ،والعمل على ربط مؤسسات التعليم التقني والتقاني بالمؤسسات بالدول المتقدمة لاستجلاب التقانات وتطويعها وتطويرها لتناسب البلاد . وأوضحت ورقة البكلاريوس التقاني في إطار المسار المستقل للتعليم التقني والتقاني التي قدمها الدكتور عمر احمد التهامي من المجلس القومي للتعليم التقني والتقاني أن التعليم التقني والتقاني هو مفهوم شامل يضم كل أنماط ومستويات العمليات التعليمية والتدريبية من تدريب حرفي ومهني وتعليم ثانوي بالإضافة إلى التعليم العام واكتساب المهارات التعليمية وقيم العمل وفهم المعارف المرتبطة بمختلف المهن في القطاعات المتعددة للاقتصاد والحياة الاجتماعية وأوصت الورقة بتوفير المناخ المناسب والصحي لهذا المسار وتوفير الالتزام السياسي بالتطوير والتمويل اللازم وتوفير الدعم الإعلامي المطلوب للترويج لهذا النوع من التعليم ومراعاة ذوي الاحتياجات الخاصة والمرأة ودعم الخريجين في برامج التوظيف. ن ف