إن توفير الأمن وتعبيد الطريق الزراعي المؤدي إلي مشروع أم عجاج بولاية شرق دارفور البالغ مساحته مليون فدان أولوية قصوى لتحقيق الأمن الغذائي وتوفير مخزون استراتيجي من الغلال لولايات دارفور بحسب توصيات ورشة عمل تطوير عمل مشروعي أم عجاج وأبوفاما التي نظمتها أمس ولاية شرق دارفور بالتعاون مع الأمانة العامة للنهضة الزراعية بقاعة التعاون الدولي بوزارة المالية الاتحادية . وأوصت الورشة بضرورة توفير الخدمات لسكان المنطقة من تعليم وصحة وحفر آبار مياه وحفائر جديده وصيانة المتوفرمنها و تكملة البنيات التحتية للمشروع ( منازل ، مخازن ، وورش للآليات ) وتنفيذ برنامج حصاد المياه وعمل السدود علي الخيران والروافد التي تصب في بحر العرب فضلا عن توفير الآليات والمعدات الزراعية المناسبة لتربة المشروع و إدخال التقانات الزراعية الحديثة ( زراعة بدون حرث ) و تمليك جرارات لمجموعات المزارعين بالمشروع . وأكدت التوصيات علي أهمية تطوير السلالات المحسنة لإنتاج مزيد من الحيوانات اللاحمة والمنتجة للألبان وتطبيق نظام نثر بذور المراعي بالطائرات لتجديد وتنوع حشائش المرعي الطبيعية و المحافظة علي المرعي من التدهور بفتح خطوط النار و إنشاء سوق رئيسية للمواشي وعمل مسلخ كبير في موقع المشروع وتهيئته للصادر بجانب تفعيل دور بنك الثروة الحيوانية في الخدمات التنموية لقطاع الثروة الحيوانية . واستعرضت ورقة مشروع أم عجاج أنموذج التكامل الزراعي والرعوي الأثر الاقتصادي للمشروع المتمثل في توسيع ألرقعه الزراعية والإنتاجية الأمر الذي يؤدي إلي استقرار المواطنين وتوطين الرحل ويسهل تقديم الخدمات لهم ويحد من إفراغ الولاية من القوي المنتجة إضافة إلي الحد من الفقر بزيادة فرص العمل وزيادة النشاط الاقتصادي المصاحب وضمان استدامة النشاط الزراعي والرعوي . إن التركيبة المحصولية لمشروع أم عجاج تصلح لزراعة مختلف المحاصيل مثل الذرة الرفيعة والذرة الشامية والحبوب الزيتية السمسم وزهرة الشمس كما ذكر معدي الورقة ويعتمد النشاط الاقتصادي لسكان المنطقة علي الزراعة وتربية الثروة الحيوانية من أبقار وضأن وماعز حيث يؤم الرحل المنطقة في فصل الصيف طلباً لمراعي السافنا الغنية وتوفر مناهل الماء والحفائر وقليل من الدوانكي. ويمارس سكان المنطقة نشاطاً اقتصاديا إضافياً يتمثل في المنتجات الغابية الكثيفة والمتنوعة والتي تغطي مساحات شاسعة ، فبينما يجمع الأهالي الصمغ من اشجار الطلح والهشاب ، ويقومون بجمع الثمار الشهية من أشجار القضيم والعرديب والهجليج والقريقدان ذات الوصفات الطبية الشهيرة وكذلك أشجار الظلال الوارفة كالجوغان والجميز والدبكر وتتخلل هذه الغابات المناهل المائية ( الرقاب ) ذات الخضرة الدائمة التي تغذي ملكات النحل بالنوار ( الأزهار ) لإنتاج العسل الطبيعي والذي يمكن أن تشكل منه مناحل لتربية النحل الأليف بحسب الورقة . وتوجد بمنطقة المشروع مياه جوفيه بكمية ضخمة وعلي أعماق قصيرة(90- 120 قدم) وبنيات تحتية لهذا الغرض مما يوفر الإكتفاء من هذا المدخل الهام في حياه الإنسان والحيوان ويؤسس لزراعة الحاصلات البستانية والأعلاف والمحاصيل الأخري طول العام . ام/ام