أكد مقرر مجلس الاممالمتحدة لحقوق الانسان موتوما روتيري اليوم أن التعليم عنصر محوري في منع ومكافحة العنصرية والتمييز وكراهية الأجانب والتعصب . وأضاف روتيري في تقريره الدوري امام الدورة ال 23 للمجلس ان تلك الاهمية تنبع من الدور الذي يضطلع به التعليم في إنشاء قيم ومعايير جديدة للوقاية من العنصرية ومكافحة الاشكال السائدة منها مع ضرورة توفير المناخ المناسب لانجاح هذا الدور التعليمي . وذكر التقرير ان للتعليم إمكانات هائلة ترتكز على محورين اساسيين الاول يتيح فرصة التصدي للتمييز العنصري المتجذر في بعض المجتمعات استناداً الى مظالم تاريخية يجب تصحيحها والثاني كوسيلة تمكن الأفراد والجماعات من انتشال أنفسهم من الفقر . واستند على إعلان وبرنامج عمل (ديربان) الذي ينص على "ان التعليم الذي يهتم بالتنوع الثقافي ويحترمه يؤدى دورا جوهريا في منع واستئصال جميع أشكال التعصب والتمييز". وربط روتيري في التقرير نجاح التعليم كوسيلة للقضاء على العنصرية والكراهية بعاملين هامين أولهما ضمان وصول فرص التعليم والحق فيه الى جميع الشرائح والمستويات الاجتماعية في الدول المعنية بما فيها توفير وسائل التعلم لذوي الاحتياجات الخاصة واتباع اساليب التعليم عن بعد ودعم الدولة لاستخدام وسائط الإعلام المختلفة. وأضاف ان العامل الثاني يرتكز على ضمان توفير الجانب الاقتصادي الضروري لانجاح هذا البرنامج التعليمي من خلال مجانية التعليم وتقديم دورات دراسية تراعي الممارسات الثقافية لدى فئات المجتمع الاقليات منها أو السكان الأصليون. وشدد التقرير على أهمية أن تعزز المناهج الدراسية التنوع الاجتماعي بدلا من تقديم أفكار التفوق العرقي لفئة على أخرى والتي تكرس قوالب نمطية قائمة على العنصرية والكراهية والطبقية في المجتمع. وفي السياق ذاته يؤكد ان كل تلك الخطوات تتطلب تدريبا جيدا للمعلمين وتوعيتهم وتثقيفهم مبكرا في مجال حقوق الإنسان نظرا لمسؤوليتهم في تشكيل تجربة التعليم لدى الصغار. وأوصى بمشاركة المعلمين بجميع مراحل التعليم مشاركة منتظمة في تدريب متخصص يرمي إلى تعزيز احترام حقوق الإنسان ومكافحة العنصرية اضافة الى أهمية إدراج المسائل المتعلقة بالتحيز العنصري في المناهج الدراسية المعدة لتدريب المعلمين ومعالجة أوجه السلوك العنصري التي تصدر عنهم. ودعا الى أهمية المساهمة في توعية المعلمين بتاريخ مختلف الفئات الضعيفة في بلدانهم وتعريفهم بالقيود الاجتماعية والاقتصادية وأنواع الحرمان الهيكلية والتمييز الذي يواجهه هؤلاء الأفراد على أساس انتمائهم الديني أو العرقي. وقال ان إطلاع المعلمين على المعايير الدولية والمحلية التي تحظر التمييز العنصري وتوعيتهم المعلمين يضمنان التزامهم بمبادئ عدم التمييز والاحترام المتبادل والتسامح والعمل على تعزيزها. وأكد المقرر الخاص روتيري في التقرير سرعة تأثر الأطفال في مراحل التعليم الاولى وهو ما يساهم في تشكيل الأفكار والقيم والمواقف التي يتم فرضها عليهم عن طريق نظام التعليم. ولفت الى أهمية التثقيف في مجال حقوق الإنسان الذي يستهدف ويتناسب مع كل فئة عمرية في وقت مبكر على أن يكون ذلك في مراحل ما قبل المدرسة من أجل توعية الأطفال والمراهقين بأوجه التحيز والتعصب السائدة والمكرسة ضد بعض الجماعات العرقية ومعالجة هذه الظواهر بالطريقة الأنسب لكل مرحلة من مراحل نمو الطفل. يذكر أن اجتماعات مجلس الاممالمتحدة لحقوق الانسان تتواصل منذ 27 مايو الماضي الى 14 يونيو الجاري حيث تناقش اوضاع حقوق الانسان كافة من خلال تقارير الخبراء المكلفين بذلك. س/ج/ع و