شاهد بالفيديو.. الفنان شريف الفحيل يبكي بحرقة ويذرف الدموع خلال بث مباشر تابعه الآلاف بسبب خلاف مع شقيقه ومتابعون: (ما تنشروا مشاكلكم العائلية على الملأ)    بعد حضور والده من المملكة.. جثمان التيك توكر السوداني جوان الخطيب يوارى الثرى بمقابر أكتوبر بالقاهرة ونجوم السوشيال ميديا يناشدون الجميع بحضور مراسم الدفن لمساندة والده    شاهد بالفيديو.. الفنانة رؤى محمد نعيم تعلن فسخ خطوبتها من شيخ الطريقة (ما عندي خطيب ولا مرتبطة بي أي زول)    شاهد بالفيديو.. الفنان شريف الفحيل يبكي بحرقة ويذرف الدموع خلال بث مباشر تابعه الآلاف بسبب خلاف مع شقيقه ومتابعون: (ما تنشروا مشاكلكم العائلية على الملأ)    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مناوي: وصلتنا اخبار أكيدة ان قيادة مليشات الدعم السريع قامت بإطلاق استنفار جديد لاجتياح الفاشر ونهبها    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    مطار دنقلا.. مناشدة عاجلة إلى رئيس مجلس السيادة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    بعد حريق.. هبوط اضطراري لطائرة ركاب متجهة إلى السعودية    نهضة بركان من صنع نجومية لفلوران!!؟؟    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يلتقي اللجنة العليا للإستنفار والمقاومة الشعبية بولاية الخرطوم    قطر تستضيف بطولة كأس العرب للدورات الثلاثة القادمة    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    سعر الدولار في السودان اليوم الأربعاء 14 مايو 2024 .. السوق الموازي    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    أموال المريخ متى يفك الحظر عنها؟؟    قطر والقروش مطر.. في ناس أكلو كترت عدس ما أكلو في حياتهم كلها في السودان    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المساجد ومقومات تعزيز الأمن الفكري

المسجد من أهم مؤسسات المجتمع المدني بجانب الدولة والأسرة والتعليم والإعلام في تحقيق المفهوم الشامل للأمن الفكري ذلك الأمن الذي يقصد به السكينة والطمأنينة والثبات والاستقرار في الأصول والثوابت وإن كل أنواع الأمن الاجتماعي منها والسياسي والاقتصادي ما هي إلا انعكاس للأمن العقدي الفكري وهذا بدوره تتم صياغته في مؤسسة المسجد فإذا عجز المسجد عن أداء دوره في تحقيق الأمن العقدي والفكري اضطربت الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وأصاب الأفراد والمجتمعات والدول والأمم والشعوب عطب يقعدها عن أداء رسالتها والتأثير في مجرى التاريخ وتخلفت عن الإمامة والريادة وفقدت التنمية الشاملة المستدامة، فدور المسجد عظيم في تحقيق الأمن الفكري وما يتولد عنه من سكينة وطمأنينة ووقار يثبت القلوب ويزيل عنها مشاعر الخوف والاضطراب فتصبح قلوب الأفراد قوية لا تنزعج لفوضى ولا لضائقة اقتصادية ولا لعاديات ثقافية في ظل العولمة بل إن هذه المخاوف تزيد القلب إيماناً ويقيناً وثباتاً ولما كانت بيوت الله هي مكان صناعة السكينة والطمأنينة والوقار وما يتولد من ذلك من قوة وروح نجد أن الخائف يسكن إلى هذه المساجد ويجد فيها الحزين السلوى ويسكن إليها العاصي والجرئي والأبي ليستمد منها النور والحياة والروح خاصة في هذا العصر الذي انتشرت فيها الأمراض النفسية والعصبية، ولعل المسجد وبسبب نوعية الحضور وفرصتهم الكبيرة لسماع الخطيب- بحكم أمر الشرع- هو الأقدر على تصحيح المفاهيم ونشر العلم والمعرفة ومحاربة الغلو والتطرف والتعصب والتشدد والإفراط وهي منظومة من المفاهيم والأفكار التي تهدد عقيدة وفكر وسلوك الفرد والمجتمع والدولة بل والشعوب ومؤسسة المسجد مثلها ومثل المؤسسات التربوية الأخرى يصيبها العطب في مبانيها ومعانيها فتقعد عن رسالتها وينعكس ذلك على المجتمع فينتشر الجهل والظلم وتعم الفوضى والخوف ويغيب الأمن الفكري ويعتلي منابرها وحلقاتها أحداث الأسنان سفهاء الأحلام وقد يتحول بعضها إلى أبواق تمدح الظلمة من الحكام فكل تلك تحديات في طريق تعزيز الأمن الفكري ولقد أظهر الربيع العربي خطورة المسجد في إحداث الانقلابات السياسية والاجتماعية خاصة منابر الجمعة مما جعل صناع القرار ودوائر المخابرات العالمية تهتم بالمساجد ومنابرها بحسبان أنها إعلام شعبي أخطر من الإعلام الرسمي وسوف يشتد التنافس في المستقبل عليها والتحكم فيها سلباً أو إيجاباً. ويقول الدكتور صلاح الدين عوض في ورقة قدمها بالملتقى الدعوي التاسع بعنوان (دور المساجد في تعزيز الأمن الفكري ) يلاحظ أن الحياة العصرية بتعقيداتها وما تسببه من مخاوف واضطرابات نفسية تهدد الأمن الفكري والنفسي ولا علاج لها إلا في المساجد وما يقدم فيها من مناشط ولهذا ربط رسول الله وجود السكينة بالمساجد فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) فالذكر الذي ينتهي بالمسلم إلى مقام السكينة في المسجد يشمل الباقيات الصالحات( سبحان الله والحمد لله ولا إله ألا الله والله أكبر، والحوقلة والبسملة والحسبلة والاستغفار والدعاء بخيري الدنيا والآخرة والمحافظة على الواجب والمندوب مثل تلاوة القرآن وقراءة الحديث ومدارسة العلم والتنفل بالصلاة ويدخل في ذلك ذكر القلب القائم على التفكر في أدلة الذات والصفات وفي أدلة التكاليف من الأمر والنهي للاطلاع على أحكامها ويفهم من كلام ابن حجر أن كل العلوم وأنواع الذكر التي تكون في المسجد تنتهي بالناس إلى السكينة وهي أحد أهم محققات الأمن بكل أنواعه ويشهد التاريخ أن جيوش التتر التي دخلت بلاد العالم الإسلامي وكان النظام السياسي منهاراً تحولت إلى الإسلام بسبب قوة مناشط المساجد وما فيها من حلقات للعلم بكل أنواعه وفي هذا العصر لن تكون هناك مؤسسة أقدر على التحصين الفكري للشباب من الشبهات والشهوات مثل المساجد وتأتي أهمية الأمن الفكري لتعلقه بحفظ العقل وهو من الكليات الخمس بل وعليه مناط التكليف فهو الذي يحفظ عقيدة وهوية وأخلاق وخصائص الأمة فعندما تكثر روافد الثقافة لكل الأمم دون فلتره وتصفية فإنها سوف تهدم عقيدة الأمة وتدمر أخلاقها هذا فيما يتعلق بالوافد الخارجي وعندما تكثر الجماعات التي تريد أن تحمل كل الأمة في قضايا الفروع على فهمها حينها يكون الأمن الفكري قد أصيب في مقتل وعندما تعجز الأمة عن خلق إطار عام للأمن الفكري يستوعب غير المسلمين فإنها تكون عاجزة عن تقديم نموذج في الحكم الراشد يصلح لقيادة البشرية التي عجزت الأنظمة الاشتراكية والرأسمالية عن قيادتها ويمكن تلخيص ثمارها في تحقيق الأمن الفكري الطمأنينة والثبات للفرد والمجتمع والدولة والأمة، ويمنعها من التردد والتذبذب في العقدية والفكر قال تعالى:{ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آَبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ (109) سورة هود. فالإمام الذي يتناول مثل هذه الآيات من خلال المنبر والدروس والمحاضرات يساهم في الرقي بالفرد والمجتمع إلى مقام الطمأنينة والصفاء واليقين وهي صفات مهمة لتحقيق الاستقرار وأيضا يمكن من الوصول إلى الغايات والأهداف؛ قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }يوسف108؛ فالإمام الذي ليس له منهج واضح من خلال خطبه وموضوعاته المشتقة من القرآن والسنة والسيرة وتراث الأمة ومعالجة قضايا الناس والتذكير بالسنن الإلهية في هلاك الأمم يكون منهجه قائما على غير هدى وبصيرة وتمضي عليه السنون ولم يستفد من المنبر وتجمع الناس حوله شيئاً في تحقيق الغايات والأهداف يحافظ على الجهد والزمن والمال وذلك لأن المنبر وعدد حضور المصلين يفوق أي تجمع رياضي أو مسرحي أو حتى سياسي فالإمام الذي له قدرة على تحقيق الأمن الفكري للفرد والمجتمع يكون قد ساهم في بناء الحضارة واختصر للأمة جهدها وزمنها فقد كانت المساجد عبر التاريخ الإسلامي هي أماكن التحصين الفكري للأمة. ويعد كل من الغلو والتطرف والتشدد والتعصب والإفراط من الأفكار التي تهدد الأمن الفكري وأن المسجد بكل أنشطته له دور في محاربتها وتخليص العقول والقلوب منها لتحقيق الأمن الفكري ومن هنا لابد من الوقوف على معانيها وبعض هذه الألفاظ مترادفة وكل منها يؤدي معناً مختلفاً والتطرف العقدي والفكري يقصد به الفهم المغلوط لنصوص الكتاب والسنة والذي ينتهي بالشخص إلى حالة مرضية نفسية ولوثة فكرية ينتج عنها تكفير وتضليل وتفسيق المجتمع وفكر الخوارج خير مثال على ذلك فهو فكر متجدد يتبدى في كل حين في ثوب جديد والجوهر هو هو. فكم من دول من أجل الحفاظ على أمنها القومي اتخذت من السياسات ما أضر بهذه الأمة كل ذلك بسبب التطرف العقدي والفكري مما تسبب في تهديد كل أنواع الأمن لهذه الأمة والعلمانية ومدارسها أتيح لها أن تهزم المسيحية في أوربا واستعمرت العالم الإسلامي إلى أكثر من أربعة عقود وطبقت منهجها في التعليم والإعلام وخلفت أنظمة عميلة ظلت في الحكم لمدة تزيد على مدة الاستعمار تطبق ذات المنهج والسياسة مما خلف أجيالاً أصيبت في عقلها وأخلاقها وانتهى بها الأمر إلى الاستلاب الحضاري والثقافي والفكري وفقدت الأمة الأمن بكل أنواعه ولكن تيارات الصحوة الإسلامية بكل روافدها استطاعت أن تحافظ على هوية الأمة وما الربيع الإسلامي إلا مظهراً من مظاهر الصمود والتحدي في وجه هذا المهدد للأمن الفكري. وإن من مظاهر العلمانية التي لم تتخلص منها الأمة الإسلامية بعد الفصل بين التعليم الديني والمدني بمعنى آخر الفصل بين العلوم التطبيقية والإنسانية وقصور محاولات التأصيل عن بلوغ غايتها ومن ذلك أن الطلاب الأقل ذكاءاً هم من يتخصص في العلوم الشرعية مما أقعد المساجد والمؤسسات التعليمية الدينية عن أداء رسالتها بالكامل وكثر الوعاظ في المساجد ولما كان بينهم بعضهم أدعياء العلم والمعرفة وانتشر الجهل وأصبح الخطاب الديني منفراً ومتخلفاً وعاجزاً عن الإجابة على كثير من مشكلات العصر ومثلما تتخذ الأمم عدة وسائل ومناهج وطرق وأساليب لتحقيق مفهوم الأمن الشامل من أمن غذائي وصحي ونفسي وفكري فإن للمنابر والدعاة دور فاعل في تحقيق الأمن الفكري الذي أجمع العلماء وقادة الرأي على أنه هو الأصل والأساس لكل أنواع الأمن الأخرى فالأمة التي ليس لها منهج واضح يحافظ على هويتها وأمنها الفكري تكون مشتتة بين الغلو والتطرف من جانب وبين الاستلاب الثقافي والحضاري من جانب آخر فهناك عدة مشروعات ومناشط وبرامج بتوفرها يتوفر ويتحقق الأمن الفكري وللمساجد دور في توفير تلك المقومات منها خطبة الجمعة ومن خلالها يتناول الإمام ما يستجد من قضايا اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية يزنها بميزان الشرع ويصحح كثيراً من التساؤلات في أذهان المصلين بصورة منتظمة تمكنه من المواكبة والتجدد) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) الجمعة. يرى الزمخشري أن القرآن سمى خطبة الجمعة ذكراً وفيها ذكر غير الله والسبب في ذلك أن ذكر رسول الله والثناء عليه وعلى خلفائه الراشدين وأتقياء المؤمنين والموعظة والتذكير كل ذلك يدخل في حكم ذكر الله وما عدا ذلك من ذكر الظلمة وألقابهم والثناء عليهم والدعاء لهم وهم أحقاء بعكس ذلك فهو من ذكر الشيطان ولا علاقة له بذكر الله وإذا قال المنصت لصاحبه( صه) فقد لغا أفلا يكون الخطيب الغالي في ذلك لاغياً؟!!! نعوذ بالله من غربة الإسلام ونكد الأيام. (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) الجن. يذكر ابن عطية أن الأصل في المساجد المخصوصة البينة التمكن أنها لله أن لا يمارس فيها غير الصلاة وقراءة القرآن والعلم وكل ما هو خالص لله تعالى ولا يتحدث فيها في أمور الدنيا ولا يجعل فيها لغير الله نصيب ويذكر أنه جلس للقضاء بين المسلمين في المسجد الجامع بالمرية ولكنه ترك ذلك عندما رأى من سوء المتخاصمين وفجورهم في الأيمان والخصومة ودخول النساء. فإذا كان ابن عطية يترك القضاء في المسجد مراعاةً لرسالة المسجد فكيف بمن يتخذ من المسجد وسيلة لتفتيت وحدة الأمة والتكفير والتضليل وثانياً الدروس المنهجية أو كراسي العلوم الشرعية وهي دروس وإن كان حضورها أقل من حضور خطبة الجمعة إلا أن لها خاصية تتمثل في إمكانية الأخذ والرد مع الحضور ولتحقيق الأمن الفكري وعلى الداعية أن يطرح قضايا العقيدة والفقه بصورة فيها جِدة وطرافة خاصة قضايا الفقه المعاصر ليجاوب على كثير من المشكلات الحادثة ويشرح ويوضح العقيدة وما يتفرع عنها من مسائل بلغة بسيطة وذلك بالاستفادة من التقدم العلمي والحقائق العلمية في تجلية وتوضيح آثار الأسماء والصفات فإن العقيدة عندما تملأ جوانح النفس تحدث للفرد طمأنينة وتعصم الشباب من الانزلاق في مهاوي الانحرافات الفكرية ثالثاً التعليم الأصلي وهو برنامج يشمل عددا من المحاضرات التي يقدمها كبار العلماء عبر وسائل الإعلام فإن أحسن اختيار عناوينها وقدمت في الأماكن العامة والمساجد الجامعة ساهمت في التحصين الفكري لهذه الأمة رابعاً المناسبات الدينية ومنها رمضان والحج والعمرة والإسراء والمعراج والهجرة والمولد النبوي الشريف وغيرها فهي مناسبات اعتادت الأمة على الاحتفال بها وتأتي أهميتها لتجاوب الناس معها واستغلال هذه المناسبات يُعرف في علم التربية بالطرق على الحديد وهو ساخن مما يساهم في تشكيل الرأي فهذه المناسبات فرصة لمناقشة قضايا تهدد الأمة في عقيدتها وقيمها وسلوكها وأمنها الفكري سواء التطرف الديني أو التحرر من القيم والدين ويلاحظ أن الاحتفال لم يعد مقتصراً على الساحات بل يمتد إلى سوح بيوت الله وهي فرصة لتقديم المحاضرات الفكرية التي تسهم في تعزيز الأمن الفكري وخامساً التوعية الشاملة ويقصد بها تلك الموضوعات وعناوين المحاضرات
التي تقدم لمؤسسات الدولة خاصة القوات النظامية والخدمة المدنية والتي لها قدرة على جمع أفرادها بصورة منظمة والتحصين الفكري لمثل هذه الفئات يساهم في زيادة الإنتاج ويعالج كثيراً من قضايا الانحراف في ديوان العمل والذي أصبح معظم وقت الفرد فيه وسادساً الأسابيع الدعوية المتخصصة وهي أسابيع تقدم فيها محاضرات لتعالج قضايا اجتماعية سالبة مثل ظاهرة الغلو والتطرف والمخدرات وغيرها في المساجد والأندية ومؤسسات الدولة والمناطق الطرفية والريف ومجمعات الطلاب والطالبات ودور المؤمنات ومراكز الدعوة النسوية وأندية ومراكز الشباب فإن مثل هذه الأنشطة المتجددة والثابتة تساهم في التحصين الفكري لكل شرائح المجتمع وقد لوحظ أن الظواهر السالبة المتمثلة في المهددات الفكرية من تنصير وتبشير وتشيع بل وحتى المخدرات تقوم بها منظمات تحرص على نشرها في المناطق الطرفية حيث الجهل والفقر والمرض فتقدم فكرها في صورة خدمات اجتماعية وصحية وتعليمية فيمكن للمساجد الوقفية أن تمد نشاطها إلى هذه المناطق سابعاً القوافل الدعوية وهي وسيلة أثبتت جدواها لأنها تركز على الريف والمناطق الطرفية حيث الفقر والجهل ومحضن التطرف والانحراف السلوكي والفكري وثامناً أندية المشاهدة فقد أثبتت هذه التجربة نجاحها لأن التحكم في المادة المشاهدة في الريف والمناطق الطرفية حيث انعدام وسائل الإعلام يُعد فرصة ممتازة لتشكيل فكر وسلوك الشباب بما يتوافق مع توجهات الأمة ولا تمنع أحكام المساجد من عرض هذه المادة فيها وفق شروط وضوابط تراعي حرمة المساجد تاسعاً مراكز تحفيظ القرآن الكريم فالخلوة بمنهجها التقليدي لا تصلح لشباب المدن والمناطق الحضرية وربط الشباب بالقرآن الكريم تلاوة وحفظاً وشرحاً من أهم وسائل التحصين الفكري وقد أثبتت هذه التجربة نجاحها خاصة في دول الخليج وأصبحت لا تقل خطورة من مؤسسات التعليم في التحصين الفكري بل وإن لم تراقب مناهجها ويتولاها أساتذة مقتدرون يمكن أن تكون وسيلة لتفريخ التطرف والغلو كما هو الحال في بعض بلاد العالم الإسلامي فبيوت الله هي الحاضن لمثل هذه المراكز عاشرا المطبوعات والصحف الحائطية إن الصحيفة الحائطية المسجدية والمطويات والرسائل الصغيرة وأشرطة الكاست وغيرها يمكن أن تشكل مادة متنوعة وجاذبة لمعالجة قضايا التطرف الفكري. ع ش

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.