– أتخذ الإسلام تدابير عدة لافشاء السلام في المجتمع ومنع النزاعات والصراعات والوقاية منها ونجد الإسلام في هذا الجانب تفوق في إدرة الوقاية من النزاع بمعالجة أسباب النزاعات من جذورها وذلك عبر اهتمامه بالإنسان وتربيته علي المدي البعيد لانه يشكل العنصر الأهم والفاعل. وجاءت ورقة (الوقاية من النزاعات بين الاسلام والقانون الدولي الانساني) التي قدمتها د. منال خضر محمد عثمان من جامعة بحري خلال مؤتمر النزاعات من المنظور الاسلامي الذي نظمة مركز تحليل النزاعات ودراسات السلام جامعة امدرمان الاسلامية بالتعاون مع وزارة التوجية والتنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم وجامعة الجزيرة في 29 يونيو الماضي بقاعة الصداقة بالخرطوم جاءت الورقة مقارنة بين التدابير التي أتخذها الاسلام لافشاء السلام ومنع النزاعات وبين الإجراءات التي أقرها المجتمع الدولي لدرء النزاعات. وهدفت الورقة الي بيان و مقارنة التدابير الوقائية التي جاء بها الإسلام للحد من ظهور النزاعات وصياغة دستور شامل للمجتمع يكفل للجميع العيش في سلام وأمن ممثلا في مقاصد الشريعة الاسلامية. كما اضافت الورقة أن الأحكام الشرعية جاءت بما ينظم العلاقات بين الناس. كذلك استعرضت الورقة الجهود الدولية للوقاية من النزاعات مثل منظمة الأممالمتحده ولجنة الصليب الأحمر ودورها في النزاعات التي حدثت في أنحاء العالم. وأشارت الورقة الي غياب الوعي الاسلامي الشامل خلال القرنين الماضيين وتفكك الدول الاسلامية وفرض الفكر الأجنبي والغزو الثقافي مما أثر على المواطن المسلم وظهرت انتهاكات حقوق الانسان لذلك لابد من العودة لحظيرة الدين والي ما يحقق السلام الاجتماعي علي المدي البعيد و بخلق مجتمع قوي. وتطرقت د.منال خلال الورقة الي ان أسباب النزاعات مختلفة و متعددة تتمثل في تضارب المصالح والاختلاف في الأهداف والقيم والمعتقدات والحاجات، وتنقسم اسباب النزاعات الي نزاعات دينية ونزاعات سياسية ونزاعات قومية، و الفكرية والنزاعات الاقتصادية. وأضافت الورقة ان وسائل فض النزاع تتطلب تنمية المهارات في الحوار والاقناع والإدارة والتوجية فان التوجه الذهني وتصحيح المفاهيم . وذكرت الورقة ان الوقاية من النزاعات في الاسلام تشمل اسلوبين الأسلوب المباشر وهو بالأمر القاطع والواضح الصريح النص ( لا تنازعوا) وبين آثار النزاع السالبه علي المجتمع. والأسلوب غير المباشر عن طريق القضاء علي أسباب النزاع من خلال أحكامه وشريعته وتربيته للمسلمين. فان الدين مجموعة العقائد والعبادات والأحكام والقوانين والآداب التي شرعها الله سبحانه وتعالي لتنظيم علاقة الانسان بربه عن طريق العبادات التي نجدها تنصب في التربية السوية للفرد المسلم وعلاقة الانسان بنفسه وتشمل الايمان والأخلاق الكرية المتعلقة به كفرد وعلاقة الانسان بالآخرين. وورد في ورقة د. منال ان الاسلام أقر مجموعة من التدابير التي من شأنها منع وقوع النزاعات وأهمها مبدأ الشوري.وأمر الدين بالوفاء بالعثود والمواثيق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونهي الاسلام عن الظلم والتعدي وأمر بتقصي الحقائق والتأكد من صحة الأخبار. كذلك تحدثت الورقةعن منع النزاعات المسلحة عن طريق تقوية السلام عبر نشر المعرفة بالقوانين والمبادىء الانسانية وبناء القدرات المحلية ودعم المبادرات الإيجابية للمجتمع بالعمل علي ادماج الاقليات والجماعات الهامشية في التيار الرئيسي للمجتمع وتفعيل الأعمال التي تعزز أمن الأفراد والمجتمعات المحلية علي تقليل مخاطر العنف المسلح كما ينبغي ان تشرك الاستراتيجيات الوقائية للأفراد والمجتمعات المحلية الأكثر عرضة للتأثر بالنزاعات في البحث عن حلول. وخلصت الورقة الي عدة توصيات تتمثل في انه لابد للمجتمع المسلم الرجوع الي الدين الاسلامي وآدابه وشرائعه وتطبيق الشريعة الاسلامية وأحياء علوم الدين وتأهيل النظم الاجتماعية وان تكون مقاصد الشريعة الاسلامية المنطلق الحقيقي الأساسي لحقوق الانسان وضمان الرعاية والعناية للحفاظ علي حقوق الانسان والعودة الجادة للالتزام بالعقيدة الصحيحه والتدين الكامل الشامل. ب ع