- اتجه العالم اليوم برمته الى منهج التكتلات من أجل صيانة المصالح المشتركة ، لانه يرى في هذا المنهج الطرق السلمية التي تحفظ سيادة الدول من طمع الطامعين وجشع الجاشعين ، ومن المعروف ان التكتل يمثل القوة المهابة لان الضعيف يجد الحماية من ظهر القوي جراء تلك المصالح والمنافع التي اصبحت السمة الرئيسية التي تربط دول التكتل ضد العدوان ، وتهئ لها القوة والمنعة بان تواجه التحديات التي تعترض مسارها بقوة مستمدة من التكتل نفسه ، فما بالنا نحن في السودان ، نعاني من عدم الاستقرار والامن منذ ان خرج المستعمر الغاشم الذي بذر بذور التفرقة والكراهية بين مكونات نسيجنا الاجتماعي ، الهدف من هذا هو اضعاف الوطن وجعل التناحر بين زمرة الساسة الذين لم يدركوا المخاطر التي تحدق بنا ، في زمن تسوده عصبة القطب الواحد ، فكان ينبغي على الساسة في السودان ان يتركوا الخلافات السياسية في جانب و العمل مع بعض لماجهة التحديات من قبل دوائر تتربص بالنيل من سيادة الوطن لا تعرف احزابنا السياسية ولا يهمها امر المواطن السوداني ، المهم بالنسبة لها هو ان تجد موطئ قدم في تراب الوطن ، وهذه صور الاستعمار الحديث الذي جاء في ثوب جديد يختلف عما كان في الماضي . هذا من نتائج العولمة والوضع السياسي العالمي الجديد ، الذي يتحين الفرص ووجد ضالته في السودان بكل سهولة دون معاناة ، بل وجد الباب والطريق ممهدا مستغلا الصراع الداخلي الذي لا يجدي بشئ بل يعقد الامور اشد مطلقا العنان للتدخل السافر في شئون الوطن ليطبق نظرياته الوهمية التي لم تجد ادنى مقاومة لان جبهتنا الداخلية وملاذ امننا تعترك في وهدة الخلافات التي انستها حق الوطن الذي ينبغي من اجله بذل الغالي والنفيس ... تدخل سافر وجد ترحيبا منقطع النظير ، جراء الاختلافات السياسية التي تعمل على انزواء الوطن والزج به في هاوية ، هذه الغفلة جعلت بعض الاحزاب السياسية المعارضة ان تنخرط في متون المهاترات والتراشق لتفعيل الازمة حتى تم نقل هذه الاختلافات من محورها الداخلي الى المحيط الاقليمي ويا ليتها وقفت عند هذا الحد بل تعدته الى حيث ابحرت الى ما وراء البحار ، وهذا تدويل وآضح لاختلافاتنا السياسية خارج الوطن الغالي ينبغي ان تسأل المعارضة واحزابها هل تلك الدول التي نتوسل لها بحلحلة مشاكلنا لو حصل لها نفس هذا الكأس هل نتوقع ان تاتي مهرولة وتطلب النجدة والمساعدة من القوى السياسية السوادانية او الحكومة لكي تجد المساعدة حتما لا يحصل منها ذلك لان التودد والتوسل يضع الاحزاب المعارضة في خانة الضعف وعدم القدرة على حل مشاكلها فكيف تستطيع ان تقود شعبها وهي بهذه الكيفية هذا لم يكن في حسبان السياسي المتمرس الحاذق . كان بالامكان ان يجلس الجميع متوشحين بتراب الوطن بعد قراءة الوضع الداخلي والاقليمي والدولي لمعرفة النتائج هل هي ايجابية ام سالبة فلو تمعنت الاحزاب السياسية السودانية الوضع جيدا وبدراية حتما سترضخ للجلوس وحلحلة القضايا سلميا داخل البيت السوداني الذي يعتبر المكان الانسب ، لان الوطني الغيور على وطنه لا يمكن ان يجر وطنه في غياهب ارض الاعداء ، من الذي يدرك ان هنالك جهة بأمكانها ان تحن علينا حنو المرضعات على الفطيم وتساعدنا في حل مشاكلنا ... ماذا تتفوه الاحزاب السياسية المعارضة التي ترفض المشاركة في الانتخابات وتعتزم عدم المشاركة في الحوار الوطني الذي يمثل انجع السبل واقصر الطرق لايجاد الحل النهائي لكابوس هذا الاختلاف في وقت تعمل الامم وبشقف شديد تطلعا للتقدم والازدهار في توفير الحياة الكريمة لشعوبها وتحقيقا للغاية المنشودة التي تعتبر ملاذا من الصراعات السياسية المحمومة . لا تعتقد الاحزاب المعارضة ان اللجوء للخارج والبحث عبر بوابة ما وراء البحار هو الوسيلة والغاية التي من خلالها ان نجد عبرها الحل لمشاكلنا ، تعرض الوطن وشعبه الى حصار اقتصادي جائر دون مبررات له ، منذ تسعينيات القرن الماضي لا و لم ولن تكون هنالك جهة ولم نسمع منها برفع الحصار الاقتصادي سواء في محيطنا الافريقي أو العربي أو العالمي حتى من باب الادانة . الحل ايها الساسة الذي يضمكم السودان ينبغي ان يكون من داخله اذا كان هناك حس وطني يهم امر الوطنية لان الشعب السوداني يدرك ويعلم بما يدور في فلك السياسة داخليا واقليميا ودوليا . الوضع السياسي الراهن بالداخل لا يحتمل اكثر مما هو عليه قد ضاق من حمم الصراعات من اجل السلطة ، والوصول لها عبر صناديق الاقتراع لانها فراقة الحبايب ، وهي في نفس الوقت تمثل الديمقراطية الحقة لمن يعرف كنهها على القوى السياسية والحكومة واحزاب المعارضة في الداخل والخارج ان تجلس لمناقشة المسائل السياسية بالطرق السلمية من اجل الوصول الى توافق سياسي شامل كامل يرضي الجميع ويعمل بل ويساهم في حماية الوطن بترسيخ السلام الشامل والاستقرار في جميع ارجائه والآن هنالك مبادرة للحوار الوطني مطروحة على الساحة وهي فرصة متاحة ينبغي التمسك بها لانها تمثل الحل الشامل والناجع لهذه الاختلافات التي مل منها المواطن ، وارسلت رسالة سالبة لتلك الدوائر التي تستمتع وتنتشي بمساعدة المجموعات المسلحة بأن تقوم بالوكالة عنها تقتيلا للمواطن البرئ الذي لا ناقة له ولا جمل فيما يدور والتأريخ لا يرحم من ارتكب خطايا في زعزعة أمن المواطن واستقراره رفقا ايها الساسة السودانيون بالوطن حتى ينعم بشئ من الاستقرار وراحة البال من نغمة الحرب سئم منها طوال السنين العجاف . التحدي والمؤامرات الخارجية تتطلب من الجميع الوقوف امامها بكل قوة وصلابة وبكل اصرار وعزيمة لانها تسعى لتقويض السيادة الوطنية حتى ولو كانت على حساب المواطن السوداني واحزابه السياسية المعارضة والغير معارضة بل وحكومته ، لكن الشعب السوداني الابي والمعروف بكرامته المعروفة وبنخوته وحميته التي يعرفها القاصي والداني يرفض هذا التدخل وسلوكه المشين جملة وتفصيلا . فلاجل ذلك الحوار الوطني المطروح الآن دون شك سيمهد النقاش المثمر ويمثل الطريق الوحيد لايجاد الحلول المرضية للاختلافات السياسية التي ضربت ارضية المجتمع السوداني . والتحدي الثاني الذي لم يجد أذنا صاغية ويواجه كل قطاعات الشعب السوداني المختلفة هو كيفية وضع دستور دائم يحكم البلاد لانه يمثل الوسيلة والوثيقة التي تحفظ الحقوق الاساسية لكل فرد من ابناء هذا الشعب الذي صمد امام النائبات بكل ما أتي من قوة وعزيمة واصرار ، لم يتحقق هدف الاستقرار والاستقرار والمصالحة الوطنية ما لم يشارك الجميع في صناعة الدستور الدائم عنوانا للوطن الذي يسع الجميع ، ولم تتوقف المؤامرات والتدخلات ما لم تتوحد جبهتنا الداخلية بكل اطيافها السياسية ومنظمات المجتمع المدني والوقوف صفا وآحدا امامها . الزمن لا يسمح وقد حان الوقت لترسيخ المشورة لانها اساس الديمقراطية عبر المشاركة في الانتخابات القادمة لانها استحقاق دستوري وقانوني كما وان المشاركة والمساهمة بابداء الرأي في الحوار الوطني المطروح الآن وهو فرصة تفسح المجال بالتعبير عن الرأي والافكار هذا هو عين الديمقراطية .