كتب- سعيد الطيب إنطلقت الدعوة لإصلاح الدولة بعد ان حدد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير في خطابه أمام مجلس الوزراء في الثالث والعشرين من مارس من العام 2014م رؤية جديدة شاملة للنهوض بالبلاد وهي تستشرف مرحلة جديدة من مراحل التطور السياسي والإقتصادي والإجتماعي طارحا في ذلك برنامج متكامل لإصلاح الدولة .تضمن الإصلاح الإعلامي الذى يشمل كل أدوات وآليات أجهزة الإعلام ,وهى لسان حال الدولة والمجتمع , والمرآة العاكسة لكل جهود الإصلاح بصورته الكلية والتي تمثل سلطة رقابية مسئولة, رقابة تبني ولاتهدم, إعلام قوي ومتوازن يتفاعل مع الواقع دون تفريط بأمن البلاد ومصالحه العليا . وبعد ثلاثة اشهر من دعوة الاصلاح الشامل انعقد المؤتمر القومى الثانى لقضايا الاعلام الذى تناول وبحث وحلل وشرح كل قضايا الاعلام فى خمس ورش رئيسة قدمت توصيات صارت جميعها قرارات تبناها مجلس الوزراء وأصدر في ذلك (33) قرارا وتوجيها ويتابع تنفيذها وفق منهج علمي وعملي لبلوغ الغايات المرتجاة ولقد بدأ تنفيذها بالفعل في مناحي . قبل انعقاد مؤتمر قضايا الاعلام الثانى فى يونيو 2014م نبه المدير العام لوكالة السودان للأنباء الأستاذ عوض جادين محي الدين الجهات المسئولة إلى أهمية وجود صيغة لضبط اختصاص وسائل الإعلام وتوجيه الموارد بشكل سليم . وطالب بحسم ما اسماه فوضى عدم الاختصاص التي تخالف النظم العالمية السائدة في مجال الإعلام , حيث قال ان هناك حاجة إلى قرار سياسي يقنن ويضبط بالقانون اى شخص يعمل في غير اختصاصه داعيا إلى تمكين وكالة السودان للأنباء للاضطلاع بدورها وأداء رسالتها في صناعة الأخبار والمعلومات على أكمل وجه وان تكون مرجعا أساسيا لصناعة الأخبار في السودان . وأضاف انه في ظل التطورات والمتغيرات في مجال الإعلام تعاظم دور وكالات الأنباء باعتبارها اجهزة ذات مصداقية في مواجهة الفوضى التي أوجدها الإعلام الجديد . وقال إن وكالة السودان للأنباء بحكم اختصاصها في جمع الأخبار والمعلومات هي خادم لوسائل الإعلام المختلفة وليست منافسا لها وفى ذات التاريخ وفي إطار الإعداد للمؤتمر القومي الثاني للإعلام قالت القيادية بالمؤتمر الوطني ورئيسة لجنة الاعلام والثقافة بالمجلس الوطني الاستاذة عفاف تاور ( لا يمكن أن نجزم بان الأداء الإعلامي بنسبه 100% وانه استطاع ان يؤدي دوره كاملاً ولكننا نقول بان الإعلام استطاع لحد ما أن يدحض كثيرا من الحملات الخارجية المعادية للسودان والتصدي لها، وعلى المستوى الداخلي استطاع الإعلام أن يخطو خطوات نحو الأمام .. لذلك يمكن أن نقول إن هنالك تقدما نسبيا في الأداء الإعلامي داخليا وخارجياً ) وأكدت تاور على ضرورة وقوف الدولة معها، معتقدة بان الدولة حتى الان لم تقف مع (سونا ) بالصورة المطلوبة أو على اقل تقدير إعادتها لسيرتها الاولي، مشيرة الى ان (سونا ) تعتبرمن أهم الأجهزة الاعلامية الموجودة في الساحة ومن المفترض ان تحظى بكثير من الاهتمام من خلال تدريب و تأهيل الكوادر التي تسهم في مواصلة العطاء لمزيد من الابداع ومواكبة التطور والحركة المتسارعة للاعلام في الساحة الدولية. فى 24سبتمبر 2014م اقرت اللجنة الخاصة بمتابعة انفاذ مقررات مؤتمر قضايا الاعلام في اجتماعها الرابع بالقصر الجمهوري برئاسة صلاح الدين ونسي وزير رئاسة الجمهورية اقرت تمكين وكالة السودان للانباء واكمال مشروع المينوص بجانب هيكل وزارة الاعلام المقترح الذي يضم ست ادارات . المطالبة بتمكين (سونا ) يعنى ان تتمكن من اداء اختصاصها وهو صناعة الاخبار والمعلومات ذلك لان السودان ليس فيه وكالة أنباء أخرى غير (سونا ) وليس هناك جهة مختصة غيرها في هذا الجانب دعوة اطلقت منذ العام الماضى ، فلماذا لا تمكن سونا من القيام بهذا الدور على الوجه الاكمل لتكون المصدر والمرجع الاول لهذه الصنعة فى السودان داخلياً وخارجياً ؟ وبمعنى آخر يجب أن تكون (سونا ) المصدر الاساسى لوسائل الاعلام داخلياً وخارجياً فى هذا المجال ويجب تمكينها للقيام بهذا الدور ويجب الا تعطى اى جهة اسبقية للقيام بهذا العمل قبل (سونا ) والجهات الاخرى يمكن ان تقوم ، لكن سونا هي الاساس فالجهات السياسية والتشريعية عليها دور فى هذا الجانب وطبعاً السودان يحتاج الى بناء رمزيات فى جميع المجالات ويحتاج لأعمدة يقوم عليها لإكمال عملية البناء ، وفى الإعلام أيضا يحتاج الى اعمدة لذلك (سونا ) هى واحدة من اعمدة الاعلام لانها تضطلع باخطرمجال فى مجالات الاعلام وهى الاخبار والمعلومات وهى تشكل عمود للإعلام السودانى وتستند عليه فيجب تمكينها للقيام بهذا العمل من ناحية سياسات وتشريعات وتمويل وتجهيز وإعدادت للكادر ومعينات العمل الاخري. تعلمون انه فى سبعينيات القرن الماضى عندما وجدت (سونا) العناية قامت بهذا الدور خير قيام وحققت السيادة على الارض السودانية ولم يكن لها منافس بل تعدت الي الخارج وبدأت تتمدد إقليمياً اي بدأت تنافس وكالات الانباء العالمية والإقليمية فى مجال اخبار افريقيا وفى زمن وجيز لم يتعدي 15 عاماً وصلت الي هذا المستوي. اذن يمكن أن تعود سونا الي تميزها وريادتها فى هذا المجال اذا وجدت الاهتمام اللازم لاهميتها كمؤسسة اعلامية رسمية في خدمة الدولة ووسائل الاعلام المختلفة الوطنية والعالمية , والعودة الي مركزها المتقدم في قيادة العمل الاعلامي بالبلاد وتصبح المرجع الاساسي للاخبار والمعلومات لكل وسائل الاعلام بصفة خادمة وليست منافسة .