الخرطوم 19-9-2019 (سونا) - قال وزير الثقافة والإعلام الأستاذ فيصل محمد صالح لدى مخاطبته، الخميس، في بيت التراث بالخرطوم ورشة عمل (إطار ومؤشرات استراتيجية التراث الثقافي غير المادي في السودان) في إطار مشروع تعزيز القدرات الوطنية لصون التراث الثقافي غير المادي التي أقامها المجلس القومي للتراث الثقافي وترقية اللغات بالتعاون مع مكتب اليونسكو بالخرطوم، واللجنة الوطنية للتربية والعلم والثقافة، بحضور وزيرة التعليم العالي، الدكتورة انتصار الزين صغيرون، و وكيل وزارة الثقافة والإعلام دكتور جراهام عبد القادر وعدد من الخبراء والمختصين والمتدربين؛ قال إن التنوع الثقافي في السودان لم ينعكس على السياسات التعليمية والإعلامية والثقافية، وأن عمل المؤسسات الرسمية الفترة الماضية فيما يلي إدارة التنوع الثقافي والتعدد قد شابه قلة الاهتمام وقلة الدعم. وأكد فيصل دعمه واهتمامه بحصر التراث المادي وغير المادي في مختلف المناطق في السودان، بجانب عكس التنوع في السياسات التعليمية والإعلامية وغيرها، لافتا إلى مراعاة البعد الثقافي لحل كافة القضايا، مشيدا بجهود الأفراد والمؤسسات العاملة في مجال التراث، ودور الشراكات المثمرة بين الأفراد والمنظمات، ذاكرا أن المطالب التي تقدم بها المتخصصون في مجال التراث ستجد كل الاهتمام. كما خاطبت الجلسة الافتتاحية للورشة، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي، انتصار الزين صغيرون، التي دعت إلى الاستفادة من مراكز التراث والوحدة الموجودة بالجامعات كجامعة الفاشر والنيل الأزرق ومركز سنار الإقليمي للحوار والتنوع الثقافي وغيرها وجعلها مراكز نشاط لجمع التراث، مؤكدة تقديم العون وتشجيعها للدراسات العليا والبحث العلمي الخاص بالتراث التي تقدم من خلال مؤسسات التعليم العالي. وأوضح الأمين العام للجنة الوطنية الأستاذ عبد القادر محمد حسن، عمل اللجنة مع عدد من الوزارات، واشتراكها مع المنظمات في بناء السياسات وإعدادها وبناء القدرات والانضمام إلى الاتفاقيات الدولية والاستفادة من هذا العمل للسودان. وطالب بتجديد السياسات الثقافية للسودان التي لم تجدد منذ سبعينيات القرن العشرين. وأعلن مضي العمل في حصر وصون التراث الثقافي غير المادي الذي يستكمل بوضع الاستراتيجية، مشيرا إلى أن العام الماضي والذي سبقه قد شهد بناء واسعا للقدرات البشرية والمؤسسية. ومن جهته أعرب دكتور بافل كروبكين، مدير مكتب اليونسكو في الخرطوم، عن سعادته ببداية خطوات تنفيذ استراتيجية صون التراث الثقافي غير المادي في السودان، شاكرا دولة الإمارات العربية المتحدة لتقديمها الدعم لمشروع بناء القدرات، وقال إنه سيتم الاعتماد على الخبراء والمتخصصين في الجامعات. وذكر أنه قد تم حصر عدد 34 عنصرا، من بينها (الجبنة) والثوب السوداني، وعنصر الحناء الذي يشترك فيه السودان مع عدة دول. وأوضح أن الاستراتيجية الشاملة ستكون لفترة خمس سنوات، مضيفا أنه يتطلع إلى العمل مع الشركاء في تنفيذ استراتيجية ناجحة وفعالة، كما يتطلع إلى دعم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للبحوث في الجامعات و التراث، ودعم وزارة الثقافة والإعلام في إتاحة منصة وموقع الكتروني للتعريف بالتراث الثقافي السوداني ونقله لكل العالم. وأوضح الأمين العام للمجلس القومي للتراث الثقافي وترقية اللغات أن الهدف الرئيسي للورشة يتمثل في وضع مستقبل التراث الثقافي في السودان، بالنظر إلى أنشطة وبرامج الدولة وسياستها، وإلقاء الضوء على المطلوبات العالمية، والسعي لتنفيذ الاتفاقية مع وضع اعتبار الألفية وأهداف التنمية المستدامة في إطارها الإقليمي والدولي، ووضع رؤية وتجسير الهوة بين الوضع الراهن والوضع المستهدف . وتقدم مدير بيت التراث الدكتور إسماعيل الفحيل، بعدة مطالب للخبراء والمختصين في مجال التراث تمنى تبنيها وعرضها على مجلس الوزراء الموقر لتنجز خلال فترة السنوات الثلاث، وتدعو المطالب إلى إيلاء الثقافة والتراث والإبداع الأهمية والعناية لإسهامها في توحيد الأمم والمجتمعات، وإسهامها في الصناعات الثقافية، ورفع مستوى الدخل القومي، وتوظيف الشباب. كما أشار إلى دور الشركاء، في مشروع بناء القدرات، والدعم الإماراتي للمشروع، الذي تم من خلاله تدريب 64 باحثا وباحثة على مستوى السودان، بجانب حصر 34 عنصرا خلال سنة واحدة، ووجود 40 فريق عمل في أنحاء السودان المختلفة.