الخرطوم 20-9-2019م (سونا) رصد-سعيد الطيب نعلم تماما ان البيض يعتبرطعاما مثاليا، اذ انه متوفر وسهل الطهي وفى متناول الجميع وغني بالبروتين. ويقول كريستوفر بليسو، الأستاذ المساعد لعلوم التغذية بجامعة كونيتيكت بالولاياتالمتحدة: ان البيض يحتوي على جميع العناصر الغذائية الضرورية للنمو".ويساعد البيض الجسم على امتصاص الفيتامينات عندما نتناوله مع الأطعمة الأخرى. وقد أشارت دراسة إلى أن الجسم يمتص كميات أكبر من فيتامين (ة) من سلطة الخضروات إذا أضيف إليها البيض. لكن البيض ظل محل جدل لعقود بسبب احتوائه على نسبة عالية من الكوليسترول حسبما ذكرت بعض الدراسات وقالت أنه يزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب.حيث يحتوى صفار البيضة الواحدة على نحو 185 ملليغراما من الكوليسترول، أي أكثر من نصف الحد الأقصى من الكوليسترول الذي تنصح الأدلة الإرشادية للأنظمة الغذائية في الولاياتالمتحدة بتناوله يوميا. والكوليسترول هو مادة دهنية صفراء يفرزها الكبد والأمعاء، وقد توجد في كل خلية من خلايا الجسم. ويلعب الكوليسترول دورا أساسيا في بناء أغشية الخلايا، ويحتاجه الجسم أيضا لتصنيع فيتامين د وهرمون التستوستيرون والأستروجين.وبينما ينتج الجسم احتياجاته من الكوليسترول بطريقة طبيعية، فإن بعض الأطعمة التي نتناولها، كاللحوم والبيض والروبيان والجبن والزبد تحتوي أيضا على الكوليسترول. وتوجد في جسم الإنسان أنواع عديدة من جزيئات البروتينيات الدهنية، التي تحمل الكوليسترول في أنحاء الجسم، لكن نسب هذه الأنواع تتفاوت من شخص لآخر. وتسهم تركيبة البروتينيات الدهنية في جسم الإنسان في تحديد مخاطر الإصابة بأمراض القلب. لكن الباحثين حتى الآن لم يجزموا بوجود علاقة بين استهلاك الكوليسترول وبين مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ولذا أصبحت الآن الأدلة الإرشادية الغذائية الأمريكية والبريطانية تركز على تحديد كميات الدهون المشبعة التي نتناولها يوميا، وليس الكوليسترول، لأن الدهون المشبعة تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وتقول ماريا لوز فيرنانديز، أستاذة علوم التغذية بجامعة كونيتيكت بالولاياتالمتحدة، إن نسبة الكوليسترول في البيض أعلى منها في اللحوم وسائر المنتجات الحيوانية، لكن الدهون المشبعة هي المسؤولة عن زيادة مستويات الكوليسترول في الدم. وخلص بحث أجرته فيرنانديز إلى أنه لا توجد علاقة بين تناول البيض وبين مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. و استاذة اخرى إليزابيث جونسون، أستاذة علوم التغذية بجامعة تافتس بمدينة بوسطن، تقول إن الكوليسترول الغذائي لا يمثل خطرا لمعظم الناس، لأن أجسامنا تنتج كميات أقل من الكوليسترول عندما نتناول الأغذية الغنية بالكوليسترول، لتفادي آثاره الضارة. وثمة سبب آخر يجعل تناول البيض أقل خطورة على الصحة، الخلاصة الاولى أن الكوليسترول يصبح أكثر ضررا عندما يتأكسد في الشرايين، لكن البيض يحتوي على مضادات أكسدة تحول دون أكسدة الكوليسترول.كما إن الكوليسترول الذي تحمله البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة في مجرى الدم هو الذي يسبب أمراض القلب. الخلاصة الثانية أن البيض مفيد لصحة القلب، حسب دراسة أجريت على نصف مليون بالغ في الصين ونشرت في عام 2018، وخلصت إلى أن تناول البيض يقلل مخاطر الإصابة بأمراض القلب. إذ يقلل تناول البيض يوميا مخاطر الموت بسبب أمراض القلب بنسبة 18 في المئة والموت جراء السكتة الدماغية بنسبة 28 في المئة. الخلاصة الثالثة يحتوي البيض على مركب الكولين، الذي يساعد في حمايتنا من مرض ألزهايمر. وهذا المركب ثبت أنه يساعد في حماية الكبد. الخلاصة الرابعة إن الكولين إذا وصل إلى الأمعاء الغليظة قد يتحول إلى جزئيات ثلاثي ميثيل أمين إن أكسيد، لكن الكولين الموجود في البيض يمتصه الجسم قبل أن يصل إلى الأمعاء الغليظة، ولهذا لا يزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب. الخلاصة الخامسة اكتشف العلماء فوائد عديدة للبيض، منها أن صفار البيض يعد واحدا من أفضل مصادر صبغة اللوتين، التي تقوي حاسة البصر وتقلل مخاطر الإصابة بأمراض العيون. وبينما لم يفهم الباحثون بعد أسباب اختلاف تأثير البيض على الجسم من شخص لآخر، إلا أن الغالبية العظمى من الأبحاث الحديثة تدل على أن البيض لا يمثل خطورة على الصحة بل أغلب الظن أنه يحمل فوائد صحية عديدة.ورغم ذلك، فإن تناول البيض يوميا على الإفطار ليس الخيار الأمثل لصحتنا، إذ يُنصح دائما بتنويع الأطعمة، بدلا من الاعتماد على البيض فقط دون غيره.