الخرطوم 2-1-2019(سونا)-يعتبر البصل من أقدم الخضروات المعروفة لدى الإنسان وهو خضار أوراقه أنبوبية غضة، قواعده تحت سطح التربة متشحمة، مهمتها خزن المواد الغذائية، له ساق قرصية، أسفل قواعد الأوراق الشحمية تنتهي بجذور ليفية، عند نهاية موسم النمو الخضري يخرج منه شمراخ (ساق كاذبة) يحمل في نهايته نوارة تتكون من عدة أزهار نجمية الشكل لونها أبيض، وله رائحة نفاذة مميزة ويرجع ذلك لكثرة المواد الكبريتية به. ويوجد من البصل ثلاثة أنواع، هي البصل الأبيض والأحمر وأضحى اليوم نوع ثالث هو البصل الأبيض الناصع غير المصفر، ويتوفر البصل حالياً طازجاً، مجمداً، معلباً، مخللاً أو مجففا ، وهو من أقدم الخضروات المعروفة لدى الإنسان، وفي بعض المناطق يؤكل البصل المخلل كوجبة خفيفة، ويكثر استعمال البصل في الوجبات والأغذية، ويعتبر كذلك كدواء للإغماء. والنسيج الموجود في البصل استخدم مؤخراً في الدراسة العلمية للبرهنة على استخدامات المجهر، حيث يوجد في نسيج البصل خلايا كبيرة سهلة الملاحظة حتى في حالات تكبير صغيرة. يستخدم البصل عادة مقطعاً أو شرائح في أغلب أنواع المأكولات مثل الأكلات المطبوخة أو بعض السلطات، ويختلف مذاق البصل حيث يكون حاداً وحاراً ذو نكهة قوية أو حلواً وذو نكهة معتدلة. والبصل مضاد حيوي يحافظ على سلامة القلب وهو الدواء العشبي الآمن الأستخدام، حيث يعد مضاداً حيوياً يقي من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، وفعاليته وفائدته في الوقاية من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية، وكذلك فعاليته في خفض الضغط والكوليسترول والسكري وقدرته كمضاد للسرطان. ومن فوائده الطبية والتي منها كذلك أنه علاج للعديد من المشاكل الجلدية وكذلك فعاليته القوية في قتل العديد من أنواع البكتيريا والجراثيم. وهو من نفس جنس الثوم ولايخلو منزل من وجود البصل فيه ولاتحلو كثير من الأكلات إلاّ بوجوده. وعرف الفراعنه البصل في مصر وقدسوه وخلدوا اسمه في كتابات على جدران الإهرامات والمعابد وأوراق البردي، وكانوا يضعونه في توابيت الموتى مع الجثث المحنطة لاعتقادهم أنه يساعد الميت على التنفس عندما تعود إليه الحياة. وذكر أطباء الفراعنه البصل في قوائم الأغذية المقوية التي كانت تُوزع على العمال الذين اشتغلوا في بناء الإهرامات، كما وصفوه مغذياً ومشهياً ومدراً للبول. وقد قدسه اليونانيون ووصفه أطباؤهم لعدة أمراض ونسجت الإعتقادات القديمة حوله خرافات كثيرة، منها أن القشور الرفيعة التي تحيط بالبصل تقدم تنبؤات رصدية عن الطقس فاذا كانت عديدة ورقيقة وشفافة كان الشتاء قاسياً، ويروي بعض مؤرخي القارة الأمريكية ان الهنود الحمر عرفوا البصل وتداولوا استعماله واطلقوا عليه اسم (شيكاغو) وسميت مدينة (شيكاغو) باسم البصل، ومعنى شيكاغو القوة والعظمة. وقد اشاد علماء الطب القديم بفوائد البصل، فقالوا إن أكله نيئاً او مطبوخاً ينفع من ضرر المياه الملوثة ويحمر الوجه ويدفع ضرر السموم ويقوي المعدة، ويلطف البلغم، ويلين المعدة ويشفي من داء الثعلبة (دلكاً) والمشوي منه صالح للسعال وخشونة الصدر، وينفع وجع الظهر، وماؤه اذا اكتحل به مع العسل نفع من ضعف البصر والماء النازل في العين، واذا قطر في الأذن نفع من ثقل السمع والطنين، ويقوي الشهيه خصوصاً المطبوخ مع اللحم، ويذهب اليرقان، ويدر البول والحيض ويفتت الحصى، واذا خلل البصل قلت حرافته وقوى المعدة والبصل المخلل فاتق الشهوة، وفائق لشهوة الطعام ملطف ومعطس، ملين للبطن. اما المحتويات الكيميائية للبصل نجده يحتوي على نفس المادة التي يحتويها الثوم متعددة السكاكر ومواد سكرية ومن أهمها السكروز وفلافونيدات وستيرودات صابونية ومواد معدنية من أهمها الكالسيوم والفوسفور والحديد والكبريت وفيتامين ( أ-ج) ومركب الجلوكوزين التي تحدد نسبة السكر في الدم وهي تعادل الأنسولين في مفعوله. اما فوائد البصل الطبية فنجد فوائده لاتحصى ومن أهمها ما اثبتته التجارب التي أُجريت على البصل في كلية فكتوريا وجامعة نيوكاسل في بريطانيا والتي تقول إن أكل البصل طازجاً او مطهواً بالزيت أو مشوياً يقلل من نسبة الإصابة بجلطة الدم فقد أجريت التجارب الاكلنيكية على 22 مريضاً ً تتراوح أعمارهم بين 78-19سنة، وكان يقدم لهم مع طعام الإفطار 60 جراماً من البصل بصور مختلفة وكانت النتيجة حصولهم على مناعة ضد الإصابة بالجلطات، وكانوا يجرون باستمرار تحاليل على عينات من دماء المرضى وقد تبين أن العامل الموجود في تركيب البصل والذي يمنع الجلطة ويقلل من نسبة الإصابة بها، لايتأثر بالحرارة ولايذوب في الماء. والبصل مطهر للفم ويمكن استخدامه في تطهير الفم حيث مضغ البصل لمدة 3 دقائق تعد كافية لقتل جميع الجراثيم الموجودة بالفم، واستنشاق بخار البصل أو أكله يؤدي إلى نفاذ الزيت الطيار الكبريتي الموجود فيه إلى دم الإنسان مما يؤدي إلى إبادة الجراثيم المسببة للأمراض وبذلك يمكن استخدام البصل في علاج أمراض الجهاز التنفسي الناتجة من الإصابة بالجراثيم مثل التهاب الأنف الحاد وكذلك التهابات الحلق والقصبة الهوائية والشُعب الهوائية مثل النزلات الشعبية، ويمنع التجلط في شرايين القلب ولذلك فانه يعتبر من الأدوية الوقائية الهامة للمحافظة على سلامة القلب ومنع حدوث الأزمات والذبحة الصدرية، ولعل هذا يكشف لنا سر قلة حدوث إصابة الفلاحين بالذبحات الصدرية نتيجة تناولهم البصل بكميات كبيرة في طعامهم وبصورة يومية. والبصل يخفف السكر لدى مرضى السكري يحتوي على مادة الجلوكوزين وهي مادة شبيهة بهرمون الانسولين، ولها مفعول مماثل أو قريب من مفعول الانسولين حيث تساعد على تخفيف نسبة السكر في الدم. ويستعمل في علاج نوبات الربو، حيث يستعمل عصير البصل بمقدار ملعقة صغيرة ممزوجة مع ملعقة من العسل، وله قدرة فائقه على طرد البلغم من الشعب الهوائية والتي تسبب ضيق هذه الشُعب مما ينتج عنه الصعوبة في التنفس وحدوث أزمات الربو. أما فيما يتعلق بالسرطان فقد حقن الطبيب الفرنسي جورج لاكوفسكي بمصل البصل كثيراً من مرض السرطان فحصل على نتائج طيبة ويمكن عمل حقنه شرجية تعمل من عصير البصل المستخرج بالضغط لتحقيق ذلك. والبصل علاج الزكام والانفلونزا وذلك بعمل شراب من البصل حيث تقطع البصلة الى حلقات وتوضع في طبق ثم يضاف اليها السكر وتترك لمدة 24 ساعة حتى يتم الترشيح ثم يؤخذ من 2 الى 5 ملاعق من هذا الرشاحة يومياً. ووافق دستور الأدوية الألماني رسمياً على إستخدام البصل لعلاج نقص الشهية وتصلب الشرايين ولعلاج مشاكل سوء الهضم، ولعلاج الحمى والبرد ولعلاج التهاب الشعب الهوائية ولعلاج ضغط الدم المرتفع ولعلاج الالتهابات الجرثومية والتهابات الفم والحنجرة. وأوراق البصل تسرع في نضج الدمامل والداحوس الذي يتكون في اصابع اليد قرب الأظافر وكذلك الجرجد الذي يتكون في مقلة العين وذلك بدق الأوراق الطازجة ووضعها على مكان الإصابة فيشفى بسرعة. ويجب حفظه في مكان جاف وحسن التهوية ويبعد عن الرطوبة ويستخدم من البصل متوسط الحجم فهو الأفضل لا يصح الاحتفاظ بالبصلة المقشرة أو المفرومة لأنها تتأكسد بالهواء وتصبح سامة. وللتخلص من إسالة الدمع عند تقشير البصل فيمكن تقشيرها والماء يصب عليها من الحنفية حيث أن الماء يمنع كبريتات الأليل من إثارة الدموع، وللتخلص من رائحة البصل التي تلتصق باليدين تغسل اليد بماء فاتر فيه كمية من الملح او ملعقة من الأمونيا. ويستعمل البصل لعلاج الربو وذلك بأخذ كمية من البصل وتقطيعه على هيئة شرائح رقيقة جداً ثم يوضع في برطمان ويضاف له ضعف حجمه عسلاً نقياً ويستعمل كعلاج. وتقول الدكتور منى محمد أكل البصل له فوائد كثيرة ومفيدة تفيد في النظر والصحة عامة ولذا نوصي باستعمال البصل دائماً مع الوجبات اليومية. والبصل مضاد حيوي يحافظ على سلامة القلب وهو الدواء العشبي الآمن الأستخدام حيث يعد مضاداً حيوياً يقي من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، وفعاليته وفائدته في الوقاية من خطر الاصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية وكذلك فعاليته في خفض الضغط والكوليسترول والسكري وقدرته كمضاد للسرطان.