دبي 12-4-2020 (رويترز) - أصبح أكبر خفض في إمدادات النفط يفكر فيه أكبر منتجي العالم معلقا بعد أن أثار رفض الزعيم المكسيكي اليساري تعريض خططه لإعادة بناء شركة بيمكس الوطنية للنفط غضب الأمير السعودي الذي ساهم في صياغة الصفقة. وعلى مدار الأيام الثلاثة الأخيرة، ظلت صناعة النفط تترقب على أحر من الجمر بسبب رفض المكسيك الضغوط السعودية للمشاركة في تخفيضات عالمية تعادل ما يقرب من ربع إنتاج الدول المشاركة وذلك بهدف رفع الأسعار من أدنى مستوياتها منذ عشرات السنين. وكانت الأسعار قد انهارت في الوقت الذي تسبب فيه تفشي فيروس كورونا المستجد في ركود اقتصادي في شتى أنحاء العالم ودمر الطلب على الوقود. وسلط رفض الرئيس أندريه مانويل لوبيز أوبرادور تعريض خطته لإحياء شركة بيمكس، من خلال الموافقة على تخفيضات كبيرة، الضوء عالميا على المكسيك إذ منح الرئيس الأولوية لبرنامجه المحلي على المصالح الجماعية لأكبر منتجي النفط في العالم. وفي إطار عزمه دعم شركة بتروليوس مكسيكانوس الخاسرة والمثقلة بالديون، المعروفة رسميا باسم بيمكس، عرض الرئيس لوبيز أوبرادور خفض الإنتاج 100 ألف برميل يوميا فقط بدلا من 400 ألف برميل يوميا يطالب بها المنتجون. وفي حل وسط تم التوصل إليه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال لوبيز أوبرادور يوم الجمعة إن الولاياتالمتحدة عرضت خفض 250 ألف برميل إضافية يوميا بالنيابة عن المكسيك لتقترب من تحقيق الهدف المنشود. غير أن السعودية رفضت ذلك وأصرت على موقفها رغم أن بعض المنتجين الآخرين من الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءهم في مجموعة أوبك+ يطالبون ببدء تطبيق التخفيضات بغض النظر عن ذلك. ودافع لوبيز أوبرادور وهو من أشد الناس تمسكا بالمطالبة بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى عن موقفه يوم الجمعة مشيرا إلى الفترة التي كانت فيها المكسيك "قوية" و"مكتفية ذاتيا" في النفط. وقال الرئيس البالغ من العمر 66 عاما للصحفيين "كانت هناك بعض التقارير في الصحف تحاول تحميلنا المسؤولية وتقول إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بسببنا" مضيفا أن المكسيك لا يمكنها أن تتحمل خفض الإنتاج 23 في المئة مثلما طلب آخرون منها لكنها عرضت خفضه بنسبة 5.5 في المئة. وقال مسؤول مكسيكي كبير لرويترز إن إصرار لوبيز أوبرادور على أهمية إنقاذ بيمكس حيوي للأسباب التي تذرع بها في إقناع ترامب بتقديم يد المساعدة. من ناحية أخرى أثارت مندوبة المكسيك في محادثات أوبك+ وهي وزيرة الطاقة روسيو نالي استياء بعض الدول الأخرى لاسيما السعودية التي استضافت المحادثات وقال مفاوضها الأمير عبد العزيز بن سلمان إن الموافقة على استثناءات ربما تشجع الدول الأخرى على التحلل من التزاماتها فيما يتعلق بالإنتاج حسبما قال عدة مندوبين. وقال مصدر في أوبك "إذا قبلت أوبك+ ذلك وانسحب كل من لم تعجبه الأرقام فإننا سنواجه فعليا وقتا عصيبا". وقال المصدر إن نالي التي وافقت الشهر الماضي على المشاركة في تخفيضات أصغر تشبثت برأيها في ما يتعلق بالتخفيضات المقترحة. وبالنسبة للمنتجين، تعتبر التخفيضات دواء مرا لكنه ضروري لعلاج انخفاض الأسعار. ويعتمد العراق على إيرادات النفط في إعادة البناء بعد سنوات من الصراع الداخلي ولكنه التزم بتخفيض إنتاجه بمقدار مليون برميل يوميا.