أبوظبي 28-1-2021(سونا)-أصدرت الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي تقريراً علمياً دولياً بعنوان "تجسير الحدود 2021"،يركز الكتاب التعاون الإقليمي الحيوي لتحويل صناعة نخيل التمر إلى نموذجاً ناجحاً للاقتصاد الدائري. وصدر التقرير احتفالاً بذكرى عقد الأممالمتحدة لاستعادة النظام البيئي(2021-2030). حيث أعرب الشيخ مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس أمناء الجائزة، عن تقديره لفريق العمل الذي قام بإعداد التقرير بمساهمة من 46 جهة ومنظمة دولية وعدد من الخبراء يمثلون 21 دولة بالعالم. ويصادف تدشين التقرير، الذكرى السادسة لانطلاق أهداف الأممالمتحدة للتنمية المستدامة (2015-2030)، حيث رصد التقرير خمسة محاور رئيسية هي: الناس، والكوكب، والازدهار، والسلام والشراكات، والتي تشكل خطة التنمية المستدامة التي اقرتها الأممالمتحدة 2030. والتقرير عبارة عن دعوة لعمل الهيئات الإدارية وقادة الصناعة للتعرف على أهمية شجرة نخيل التمر، لا سيما لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، واستخدامها كنقطة انطلاق لإحداث تغيير إيجابي لكل من الناس والكوكب، عبر العديد من القطاعات. ونظراً للأهمية المتزايدة لنخيل التمر على مستوى العالم، وبشكل أكثر تحديداً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، صدر تقرير من جائزة خليفة للعام 2021 مستهدفاً الناس برفع مستوى استعادة النظم البيئية لنخيل التمر للتخفيف من حدة الفقر، وضمان الأمن الغذائي، واعتبار النخيل حلاً إنمائياً شاملاً، كما جاء محور الكوكب لتنفيذ برامج التكيّف عبر الحدود التي تركز على ترميم واحات نخيل التمر، لتعزيز إمكاناتها البيئية والاقتصادية والاجتماعية الكاملة. أما محور الازدهار فقد استهدف التركيز على الوظائف الجديدة في جميع القطاعات مع مجموعة متنوعة من المهارات من العمل اليدوي إلى التكنولوجيا الوسيطة إلى الثورة الصناعية الرابعة ويساعد هذا بأن يتمتع جميع البشر بحياة جيدة ومزدهرة وأن التقدم الاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي يحدث في انسجام مع البيئة. محور السلام هدف لاستخدام العمل المناخي ونظام اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وجدول أعمال 2030 والأطر العالمية الأخرى لتوسيع نطاق ترميم الواحات ومنع التدهور وتعزيز التحضر المستدام من أجل الأمن الإقليمي، بينما هدفت الشراكة لخلق بيئة تمكينية لسياسات جديدة على المستويات الحكومية الإقليمية والوطنية والمحلية من أجل تنفيذ هدف التنمية المستدامة رقم (11 A)، من أجل "دعم الروابط الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الإيجابية بين المناطق الحضرية وشبه الحضرية والريفية من خلال تعزيز تخطيط التنمية الإقليمية ". تجدر الإشارة بأن إعداد التقرير قام به 46 مساهماًمن 21 دولة بالعالم، بما في ذلك خبراء التكيّف مثل الدكتور يوسف ناصف، مدير برنامج التكيّف (UNFCCC)،التقرير يوفر إطاراً لمعالجة قضايا تغير المناخ الرئيسية مثل: انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والتنوع البيولوجي، والتصحر، والجفاف، وتدهور الأراضي، مع وجود نخيل التمر في صميم ثورة المناخ. وقال الدكتور عبد الوهاب زايد، سفير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) للنوايا الحسنة في الإمارات العربية المتحدة، والأمين العام لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي ومعد التقرير : "قد لا يتم الاعتراف بها على نطاق واسع حتى الآن، ولكن شجرة نخيل التمر هي ضمان لمعيشة مستدامة. من خلال الحفاظ على أشجار النخيل ونموها، يمكننا التغلب على التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية، كما ورد في التقرير، حيث يمكن لكل شجرة نخيل أن تمتص حوالي 200 كيلوغرام من ثاني أكسيد الكربون سنوياً. وهذا يعني أن 100 مليون شجرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لديها القدرة على امتصاص حوالي 28.7 ميجا طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً وأضاف دكتور زايد بأن هذا التقرير يقدم لنا فرصة لإعادة بناء مجتمعنا واقتصاداتنا فهو أكثر من مجرد بصيص من الأمل. وأكدت الدكتورة ساندرا بيسيك، التي شاركت في تحرير التقرير جنباً إلى جنب مع الدكتور زايد، عن فرص التعافي الأخضر بعد الوباء: "لقد كشف جائحة (COVID-19) عن تحديات ما قبل الجائحة التي لم يتم حلها والتي تنطوي على الأمن الغذائي الوطني للدول الفردية خلال عمليات الإغلاق الوطنية. لذلك، فإن السعي وراء نموذج تنموي مستدام ذاتياً يخدم صحة كوكب الأرض وصحة الإنسان ولتحقيق ذلك، سيكون التعاون الإقليمي والدولي بين الشمال والجنوب وفيما بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي أمراً حاسماً، تماشياً مع الهدف 17 من أهداف التنمية المستدامة، الذي يهدف إلى تعزيز التعاون الدولي عند تنفيذ المبادرات المستدامة، مضيفة بضرورة حث الحكومات وقادة الصناعة في جميع أنحاء العالم على قراءة التقرير والعمل معاً واتخاذ الإجراء المناسب التي ستنقذ الأرواح وسبل العيش وكوكبنا بشكل أساسي ". وأكدت مقاومة أشجار النخيل الظروف الجوية القاسية، بسبب تنوعها الوراثي، مثل الحرارة والجفاف والفيضانات والتي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض غلات الحصاد وتدهور الموارد الطبيعية، لا سيما في البلدان ذات الدخل المنخفض، عند إدارتها بشكل مستدام، تعتبر النُظم البيئية لنخيل التمر حيوية في عكس اتجاه التصحر في المناطق الصحراوية، لأنها توفر الموئل والظل والحماية من الرياح والحرارة للأنواع الأخرى. وهذا هدف رئيسي للأمم المتحدة من إنشاء اتفاقية مكافحة التصحر، كما يمكن أن يلعب نخيل التمر دوراً رئيسياً في تقليل عدد الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم.