فجر الأمس كان يوماً فاصلاً في تاريخ الحرب الأمريكية (المتوهمة) مع ما أسمته الإدارة الأمريكية الحالية والسابقة وجهاز الاستخبارات الأشهر في العالم السي آي إيه (CIA) ب(الإرهاب). وصفة الإرهاب أضحت ملازمة لأي عمل احتجاجي أو انتقامي ضد سياسات الولاياتالمتحدةالأمريكية أو الغرب الموالي لها، وقد انتهزت إسرائيل هذه الفرصة لتدمغ منظمات التحرير العربية والإسلامية الفلسطينية بصفة الإرهاب، فأضحت (حماس) منظمة إرهابية مثلما أصبحت (القاعدة) منظمة إرهابية متطرفة تتم ملاحقة المشتبهين بتمويلها أو الانتماء إليها عن طريق الطائرات والحواسيب وأجهزة الهاتف النقال وأجهزة الرصد التقليدية. مات الشيخ المجاهد أسامة بن لابن شهيداً ومعه عدد من أفراد أسرته في الباكستان ليصبح أسطورة تخلد البطولة والجسارة والتصدي للمستكبرين، ولا نحسب أن قتله ورمي جثته الطاهرة في البحر سيلغي وجوده من العالم مثلما قال وزير الخارجية الفرنسي ألان جويبه بعد سماعه بالنبأ: (إن العالم بات مكاناً أفضل بعد اختفاء بن لادن). أمريكا وغيرها يتوهمون أن الشيخ أسامة بن لادن هو عدوهم وهو بذرة الإرهاب التي أنبتت شجرة تنمو وتتمدد كل يوم، لكنهم واهمون لأن سياسات هذه الدول هي التي تولد الإرهاب وتدفع بالشعوب لابتكار أساليب احتجاجية قاتلة وناسفة ومدمرة.. والموت في أحيان كثيرة يصبح للمظلومين والمضطهدين أفضل من الحياة. معركة الإدارة الأمريكية الحالية مع ما تسميه بالإرهاب لم تنته ولن.. بل ستنتقل إلى الإدارات القادمة في معركة بلا نهاية ولم يكن فيها الشيخ أسامة بن لادن سوى رمز للثورة على ما يعتقد الكثيرون أنه ظلم وتعدٍ على الإسلام والمسلمين بمساندة سياسة إسرائيل القمعية في مواجهة الفلسطينين وسياسات الغرب المرفوضة في أفغانستان والعراق وكثير من بلاد المسلمين. غاب الشيخ أسامة بن لادن عن المشهد السياسي العالمي بجسده، لكنه سيبقى روحاً تلهم الأجيال الجديدة، ما يمكِّنها من محاربة الظلم.. «واشنطن» شغلت العالم بما يجري في ليبيا فانصرفت الأنظار إلى هناك لتضرب ضربتها الكبرى.. لكن الإدارة الأمريكية (مسكينة) ولا تعرف ولا تتعلم، فقد تم اغتيال الإمام حسن البنا مؤسس جماعة الأخوان المسلمين عام 1948م.. لكن الفكرة لم تمت.. ولا الإمام الشهيد.