الحديث ذو شجون!! وللأسف هذا الشجون «مر» بطعم «العلقم». وهل هناك أقسى من رؤية الوطن في طريقه للتمزق و«الانشطار» ولا نقول الانفصال فالكلمة الثانية أشد وقعاً!!. نعم الساحة متوترة والأيام في طريقها للعد التنازلي ولن يجدي الحديث عن مشروعين ثلاثة للتنمية!! ولن ينفع دفن الليل «أبو كراعاً بره» ولكن ماهو الذي ينفع ولا يضر - وقبل أن نقول ما ينفع، يجب أن نتحدّث عن الذي «يضر» ويتمثل في هذه الثنائية بين الشريكين و«تغييب» الآخرين عن المشاركة والمبادرة والتعاطي مع قضية الوحدة والانفصال والتي هي قضية الجميع -حكومة ومعارضة-. ولا أعرف متى ينتبه أهل الحكم «لمأزق» نيفاشا والتي قامت على أطروحات «حزبين فقط» من كل مجموع القوى السياسية ومستندة على «خدعة» دولية على الأقل لطرف من الأطراف. وضح الآن مدى عجز هذه الاتفاقية في الاستجابة لواقع المشكلة السودانية على أرض الواقع وفشل الشريكين في إيجاد حلول حقيقية لقضية الصراع السوداني الأزلي حول الثروة والسلطة فبعد نيفاشا وجدت القوى السياسية في الجنوب نفسها(خارج الصورة) - وفي الشمال وجدت القوى السياسية الشمالية والجنوبية معاً أيضاً نفسها «خارج الصورة» والحصيلة هي هذا المشهد البائس الذي نراه الآن - المؤتمر الوطني «يلهث» خلف الحركة الشعبية ويقدم أفكاراً وخططاً مضطربة كطرح الكونفدرالية. والحركة في حالة «دلال وتمنّع» واستقواء بأمريكا ومجتمعها الدولي «المخملي» والمحصلة النهائية تنازلات ربما ترضي برنامج وطموح هذا الحزب ولكنها حتماً ستجلب الضياع للسودان الوطن!! ü الحركة الشعبية الآن في موقف «قوى» والمؤتمر الوطني في موقف ضعيف. لأنها تمتلك كروتاً و«حلفاء» عرفت وتعرف كيف توظفها التوظيف الأمثل والصحيح. مثلما يفعل السيد باقان الآن. المؤتمر الوطني أو الحكومة الحالية ف«الأمر سيان» الآن في مهب الريح ولن يستطيع وحده قيادة «الحصان» فالمطلوب الجلوس في «الأرض» ونسيان حكاية الانتخابات وإجراء مراجعة وجرد كامل للعلاقة بين أحزاب الشمال- الشمال من جهة - والشمال والجنوب من جهة أخرى فهذا المعيار هو الذي يجب أن يسود ثم ينظر ويسأل ماذا أحدثت سياسة إهمال الآخرين وعزلهم. وهل لا زال في الوقت متسع لإصلاح وتدارك هذا الخطأ الإستراتيجي هذه الأسئلة مهمة وضرورية للمؤتمر الوطني واسمع كلام الببكيك..!!