لا أعرف عمّاذا أكتب، فالتفكير «مشتت» والمجابدة «حاصلة» .. والهموم على «قفا» من يشيل... والأزمة الاقتصادية «المحلية» تلقي بظلالها على «الجيب»..وهناك زهج فاخوري والمشهد العام لا يبعث على الاطمئنان!! وعلى رأي الأغنية القديمة «وين نسير .. وين نقبّل» و«الخلقنة» حاصلة....!! في الشارع والمكتب..والمجالس يمر علينا يومياً أناس كثر يتناولون معنا أحاديث متعددة. وكلها لا تخرج عن الشأن السياسي الذي يتحكم فيه المؤتمر الوطني بصورة «قابضة» لا تسمح للآخرين بالمشاركة و«يلت ويعجن براهو» في «السياسات» وفي «البرامج» و«حال البلد»، ولا يترك سوى «هامش» مناورة «صغير» تحت بند إجراء حوار مع القوى السياسية، وعلى أرض الواقع لا يوجد حوار و«لا يحزنون» سوى حوار المؤتمر الوطني مع نفسه.. وحوار «النفس» كما نعرف من أبسط أبجديات علمي النفس والاتصال لا يحقق الغاية المرجوة لأنه يفتقد «رجع الصدى» والرأي الآخر الذي يكشف «عوجة» الجمل والسلبيات والعيوب والأخطاء. في مكتبي تحدث أمامي اثنان من أخلص أبناء المؤتمر الوطني ومن أبناء كردفان، ونظرا للجانب الآخر من كوب الانتخابات التي دارت في جنوب كردفان!! جانب الدوائر التي ذهبت للحركة الشعبية.. تحدثا عن جوانب كبيرة من السلبيات وعن دور «الشلليات» وصراع الأشخاص و«تحكم المركز» في كل شيء ومرارات الحرب والاقتتال وانعكاساتها على الناس وتحدثا عن رسائل معينة أرسلتها بعض المجموعات وهي «تصوِّت» للحركة الشعبية!! وتحدث في مكتبي أيضاً نفرٌ حول ذكرى غزوة أم درمان التي قام بها خليل والسنة الثالثة تمر عليها.. وأيضاً نظروا للجانب «الآخر» من الكوب جانب الفشل الذريع ومباغتة العدو للعاصمة وقصور الدولة والتدخلات.. و...و....و!! تحدث الناس في مكتبي عن صفحات الصحف المليئة بأخبار الجريمة الغريبة والمثيرة التي لا تشبه مجتمعنا بأي حال من الأحوال.. وهل هناك جريمة أكثر من أن يتحرش مشعوذ بفتيات في الطريق العام، ومقتل تاجرين شماليين بمسجد بربكونا..!! مصرع شاب داخل مجرى مائي في ظروف غامضة. لم يتحدث الناس مباشرة عن الفساد ولكنهم تحدثوا عن «قوة عين » الرجل الذي قال إنه لا يوجد فساد بالمرة.. ألم أقل لكم إن المسألة تبعث على الزهج؟!