ألحان الكروان هو عنوان أحد دواوين شاعر الوطن الكبير مبارك المغربي.. ومبارك شاعر قامة.. ووطني مخلص.. وقلب فنان عامر بالحب والأشواق والإنسانية، وروح شفيفة جميلة فتانة كمنظره ومظهره الجميل الذي يفتن الأبصار ويجتذب القلوب.. لقد رأيت وخالطت وصادقت الكثيرين، ولم ألق أو أرى مثل مبارك المغربي الذي إنسل بين أيدينا كالطيف إلى عالم الخلود.. وإن بقيت في قلوبنا وفي أعماقنا صورته الخالدة. مبارك المغربي قائد عظيم في عدد من المجالات.. في مجال النظام والأمن العام.. فقد كان ضابطاً عظيماً برتبة العميد في وزارة الداخلية وفي قوات الشرطة ? قطاع السجون- وكان قومنداناً مذهلاً وعبقرياً.. ويكفي للدلالة على ذلك أنه أقام مسرحاً داخل اعتى سجون السودان سجن بورتسودان الرهيب، الذي كان مجرد ذكر اسمه يثير الرعب في قلوب المجرمين.. فخلق من هؤلاء أشخاصاً أسوياء ومواطنين تائبين.. عائدين بروح جديدة إلى حظيرة المجتمع.. وبعد تقاعده عن المسيرة في مجال الاصلاح والتقويم والرعاية الاجتماعية، فكان أحد القضاة المصلحين الذين يرعون ويقومون الجانحين الصغار... بل أصدر لهم كتابه، المرشد لرعاية هؤلاء الذين وضعهم القدر في أفواه الجريمة.. فأصدر لهم كتابه الفريد (المخطئ الصغير). إن الكتابة في جوانب الأستاذ الشاعر العميد مبارك المغربي تطول فهناك مبارك المغربي.. الشاعر الكبير الذي قاد الاتحاد العام للأدباء والكُتَّاب السودانيين فأدر (قصة قلب) و(عاشق النيل).. ونشيد الكروان و(من أناشيدي) و(اليك المتاب).. وأصدر مع أشقائه في شمال الوادي في أرض الكنانة- (ديوان النيل) الذي ترجم فيه مع أخوانه في الاتحادين المصري والسوداني لأكثر من مائة شاعر مصر والسودان. أما مبارك المغربي الشاعر والملحن الذي قدم لنا الشادن الفتان (أحييت خيالي)، و(غنيني ياكروان)، و(حب الأديم).. وياغزالي وغيرها من الروائع التي أبدعها ولحنها هو ورفيق دربه عربي الصلحي، وعبد الدافع عثمان، فيطول المجال للحديث عن هذا الشاعر المبدع والضابط القائد الملهم مبارك المغربي.