شيخ أبوزيد طالب أن يتم تشكيل الحكومة الجديدة بعيداً عن المحاصصة «الحزبية والجهوية» وسكت تأدباً ولم يقل «القبلية»!! مولانا على «نياتو» فلا أعتقد أن الأمر بهذه البساطة وهذه السهولة!! مثل هذا المطلب أصبح عملة نادرة!! ودونه خرط القتاد أو لبن الطير!! والمسألة لا تتعدى الحكومة نفسها ممثلة في «الكابنت» فكل مستويات الحكم الاتحادية والولائية والمحليات واللجان والهيئات والاتحادات والمنظمات أصبحت تقام «وتشيد» على مبدأ المحاصصات «الثلاثة»!! وأصبح القانون السائد هو قانون «الولاء» وليس الكفاءة وهذا هو سر الانحدار والتدهور والفشل الذي ساد كل أوجه الحياة!! وخصوصاً الخدمة المدنية وأضرب مثالاً على ذلك ما حكاه لي أحد القريبين من الحكم إن مجلس وزراء ولائي أغلب عناصره من جهوية واحدة بل من مدينة واحدة وكاد أن يقسم وأن يبصم بالعشرة بأنهم من «حي» واحد وخشيت أن يقول لي من «أسرة» واحدة.. وعلى طريقة صديقنا وزميلنا الصحفي حسن حميدة قلت له حسبك أيها الرجل!! أي يكفي هذا الحد من الحديث!! نعم الذي يتحدث عنه شيخ أبوزيد من أمنية في الخاطر بوجود حكومة قائمة على معيار الكفاءة لن يحدث ولا يجب أن «نتعشم» كثيراً لأن الأمثلة والأدلة معروفة لكل الناس فكل المناصب والتعيينات الدستورية منها وغير الدستورية قائمة على كل المعايير عدا معيار الكفاءة أو وضع الرجل المناسب في المقام المناسب.. ولهذا فإن شاغل الوظيفة يجد نفسه محكوماً بالمعيار الذي جاء به أو يجد نفسه محكوماً لأجندة «وشروط» الجهة التي جاءت به لهذا المنصب أو هذه الوظيفة المغرية!! وربما نسأل شيخنا أبوزيد وبقية مشايخنا الأجلاء حول «النظرة الشرعية» في هذه الحالة لشاغل هذا المنصب إذا كان في قرارة نفسه يعتقد بأنه لم يأت هنا «بالدرب العديل»!! وحتى لا نقع في دائرة التشاؤم الكبرى يبقى الأمل كبيراً في أن تتحول تصريحات مثل «الحوار» ومشاركة الجميع.. الى واقع ومعايير جديدة يتواضع عليها الناس للاحتكام إلى معايير التداول السلمي للسلطة ومعايير المشاركة المكفولة للجميع بشرط الكفاءة والمواطنة لا الولاء الحزبي أو «جهوية» أو قبلية فأتركوها فأنها منتنه خصوصاً في مثل هذه «المواضع». دعونا نحلم بدولة و «سيستم» وليس «نظام» والفرق بين الأثنين كبير وشاسع..!!