أمس لم ينفعني إفطارشهي تناولته في فندق كورال الهيلتون سابقاً.. أرجو أن يعذرني أصحاب الدعوة فالأمر غصباً عني!! ففي وسط هذا الجو المفعم بكل ما لذ وطاب تذكرت مناظراً ومقاطعاً من مأساة شعب منسي اسمه الصومال!! دعونا نتوقف عند هذه القصة..! وكالات الأنباء قالت إن الأم الصومالية عبلة شيخ جمعت أولادها السبعة وبدأت رحلة مشي طويلة وشاقة في اتجاه أثيوبيا فراراً من الجوع لم تكن تتخيل قط أنها ستضطر في نهاية المطاف إلى إعادة ابنائها إلى قلب المجاعة في الصومال لكن هذا هو ما حدث بالفعل عندما أعادت عبلة 35 عاماً أربعة من أبنائها بعد أن أدركت أنهم لن يحصلوا على الطعام في إحدى المخيمات المكدسة باللاجئين في منطقة القرن الأفريقي . عبلة تحدثت من مخيم كوبي «لاحظ ليس عربي أو مسلم» كان الأطفال مرضى للغاية ولم يكن هناك طعام ولم تستطع رؤيتهم وهم يموتون لذا كان لا بد لها أن تتخذ قراراً. وقضت عبلة الصومالية يومين في السير إلى المخيم ثم 9 أيام أخرى حتى تم تسجيلها للبقاء فيه وذلك ضمن الأعداد الكبيرة للمرضى والجياع الذين يفدون عليه وبعد أن تمكنت من تسجيل عائلتها تقول عبلة إنها تأمل أن يجلب زوجها الأطفال الأربعة إلى المخيم قريباً. ü هذه قصة واحدة من آلاف الحكايات لهذا الشعب الذي يشكل بمأساته الراهنة فضيحة القرن للإنسانية جمعاء!! وللعرب وللمسلمين !! ü هل عرفتم عمق المأساة التي حملتها معي لقلب الفندق الضخم في الخرطوم.. شعب الصومال ضحية لكل شئ ل «حكومته الإسلامية» و«معارضته الإسلامية»!! ولن يلوم أحد هؤلاء البؤساء إن ذهبوا لجهات أخرى!! والكرة قبل ذلك نرميها في ملعب أهلنا في السودان لإغاثة أخوة لهم في الصومال أكلتهم الحروب والمجاعات والجفاف والمؤامرات فماذا نحن فاعلون؟ قد يقول قائل الحال من بعضه!! فلنا أيضاً «جوعى» ونازحون ولاجئون ومخيمات ومعسكرات ولكننا نقول نحن في وضع «الحاري ولا المتعشي» ناهيك عن هؤلاء الجوعى!! ونحن أهل مروءة وكرم ونجدة!! فتحركوا يا أهل الخير والإحسان!! ويا منظمات يا خيرية!! وبمناسبة الخيرية أين مؤسسة الزبير الخيرية وبقية المنظمات ونتمنى ألا ينطبق عليها المثل «ضل الدوم برمي بعيد» فلم نسمع لهم حساً ولا خبراً فقد رأينا طائراتهم ووفودهم تتجه بعيداً لبلاد التسونامي وإغاثة أهل أوربا !! وذوو القربى أولى بالمعروف ولكننا نعيش زماناً انتهى فيه كل شئ «كل شئ بالمقلوب».