الدكتور.. الصديق.. عبد الرحمن الخضر.. والي الخرطوم.. لك التحايا.. وسلام.. دعنا.. «نتشابى».. و«نتشوبر».. والأمل يحدونا.. والعشم يملؤنا.. بأن «نتونس» معك اليوم.. في تلقائية.. وبساطة.. نحطم تلك الأسوار الشاهقة.. والحصون المنيعة التي تفصلنا عنك.. كيف لا وأنت حاكم على عموم الخرطوم.. جنة الله ليس في أفريقيا.. ولا بلاد «البدو» في صحراء.. نجد وتهامة ومضارب تميم.. بل جنة الله في أرضه الواسعة.. وماذا لو «تونست» معك.. رغم أنك.. الحاكم.. وأنا «زول ساي».. وماذا لو كان العشم.. و«الله بدي الجنة».. لن نخرج ونستنا معك عن الشأن العام.. وقتك لا يسمح بذلك.. ووقتي.. أُبدده.. فرجة غبية في «الفضائيات» وملاحقة بليدة.. لأخبار مباريات الدوري الممتاز.. الذي وبعد مشاهدتنا لمونديال القرن.. أطلب.. من مدير شرطة السودان.. أن «يقبض» على كل لاعبي الدوري الممتاز.. وفتح بلاغات تحت مواد.. النصب والاحتيال.. على جماهير كرة القدم.. فالذي نشاهده على إستاداتنا.. هو أي شيء.. غير كرة قدم.. ثم.. سيدي الوالي.. دعني.. أقول.. إن هذا القلم.. كم أمطرك.. بسيل عارم.. من الملاحظات والملاحقات.. والمطالبات.. وكم كم.. شرح وحكى لك حزن مواطني الخرطوم وبؤس.. مواطن ولايتك.. وكيف أنهم.. يكافحون الحياة.. فقط من أجل الحياة.. ولأننا سمحنا لأنفسنا.. أن نبثك.. سهدنا وسهرنا.. وغضبنا.. وعتابنا.. فيجب أن نشيد.. أو نشكر في أخلاق الفرسان.. بأي إنجاز أو دفقة فرح.. أو لمسة وفاء.. أو تقديم خدمة.. لشعبك.. شعب الخرطوم.. وها نحن.. نرسل لك صورة ملونة.. من لحظات.. أو ساعات.. أو أيام فرح نأمل أن تطول.. وتتمدد.. عشماً بأن تكون تباشير خير.. ورزاز مطر و«شكشاكة» حتماً وأملاً أن يعقبها الوابل من المطر الذي ينتظر.. واعلم سيدي.. أن شعبك.. ورعاياك شعب الخرطوم.. «أقل حاجة تفرحو».. هو تماماً مثل قيثارة الوطن الجميل.. الرائع.. إدريس جماع.. بل كانت كلماته البديعة وكأنها لسان حال.. مواطني ولاية الخرطوم.. فنحن سيدي.. وبلسان حال واحد يعبّر عنّا جميعاً.. هين تستخفه بسمة الطفل قوي يصارع الأجيال حاسر الرأس عند كل مجال.. مستشف من كل شيء جمالا وليتك كنت معنا بالأمس.. سيدي الوالي.. فقد ظللتنا سحابة من الفرح.. وتسللت.. في بهاء.. الابتسامات الفرحة.. السعيدة على وجوهنا.. «المصرورة» و«باصات» ولاية الخرطوم.. تزرع العاصمة طولاً وعرضاً.. ناسجة بردة من البهاء على سطح بل على وجه أرض الخرطوم.. الآن فقط.. عادت لنا إنسانيتنا.. على الأقل في «المواصلات».. والآن فقط.. أعادتنا «البصات» الى رحاب.. وتؤامة.. وأخوة العواصم المتحضرة.. «وحكمة الله».. وفي زمان غابر.. وعندما كنّا نعيش ترف مواصلات العاصمة.. كانت تلك العواصم.. مدفونة تحت الرمال.. أو نائمة حالمة.. على ظلال الأشجار.. وأخرى كانت تركب الأفيال.. سيدي.. بالله عليك واصل.. رشقنا بجرعات من محلول السعادة.. والبشريات تملأ أفقنا الحزين.. وأنت تعد العدة.. وترص الصفوف.. وتتمم على الجنود.. لخوض معركة.. «قفة الملاح».. بالمناسبة لست أدري.. إن كنت أنت من الطبقات المترفة.. ولا شيء أعلمه عنك ميلاداً ونشأة.. إن كنت من الذين ولدوا وفي فمه ملعقة من ذهب أو مثلنا نحن غالبية شعب الخرطوم.. فالوضع يفرق كثيراً.. و«قفف الملاح».. تتباين كثيراً.. قفة الملاح التي نرجوها نحن.. هي أبسط مما يتصور أي معجب ب(ماري انطوانيت).. هي سيدي ليست أكثر من ربع كيلو بقر.. وشوية بامية ووقية زيت.. وبصلتين.. «وفص توم».. وملوة ذرة.. أو كيس رغيف.. ها نحن قد وصفنا لك.. شكل وتسليح وموقع العدو.. والآن اهجم.. لترتفع رايات نصرك في المدائن تخفق.. لك ودي ومع السلامة.