الأخ العزيز: عبد العظيم صالح / سلامات كنا ونحن صغاراً نهيم بين الأشجار المختلفة وبين الحين والآخر يصادفنا شيء يشبه البلاستيك الشفاف عرفنا أخيراً أو في وقت لاحق أن بعض الثعابين يغير جلده ولا ندري من سمنة.. أم بقميص جديد.. ذكرتني هذه القصة حكاية المؤتمر الوطني مع تجمع أحزاب المعارضة.. فقد بشر السيد الرئيس ونائبه بالجمهورية الثانية منذ فترة واستبشرنا خيراً بأن تكون هذه الجمهورية فتحاً على البلاد وانفراجه للآخرين يلجأون من خلالها للمشاركة في الحكم وتسيير الدولة.. وبالتالي ترتخي «قليلاً» قبضة المؤتمر الوطني على السلطة.. وبالتالي يرتاح الوطن والمواطن من «المجابدات» التي تحدث الآن ومن قبل بواسطة الأحزاب وزعمائها. المتابع الآن للحراك السياسي في هذه المرحلة يلاحظ تماماً أن الأحزاب الكبيرة مثل الأمة، الاتحادي الديمقراطي، باسمائه المختلفة، الحزب الشيوعي وفروع حزب الأمة الأخرى لا تمانع من المشاركة، وانما هناك اشكالات في اختيار الوزارات المقررة لكل حزب. هذا الموقف يرجعنا لعهد الديمقراطية الثانية حيث تحل حكومة وتأتي أخرى حتى وصلت التشكيلات الوزارية إلى خمس وزارات بزعامة السيد الصادق!! وإذا رجعنا إلى موقف الحكومة المتأثرة حتى النخاع بوضع اقتصادي يعتبر هو الأسوأ على الاطلاق منذ الاستقلال، نجد أن سياسة الحكومة في الجمهورية الثانية تقليل الإنفاق وزيادة الإنتاج حتى الخروج من عنق الزجاجة بعد ثلاث سنوات على الأقل. في هذه الأثناء يجب أن تتكون الحكومة بأقل عدد من الوزارات وبالتالي أقل عدد من الوزراء ووزراء الدولة والمستشارين. لهذا المحاصصة سوف تكون «حارة بلحيل» على الحكومة التي تريد مشاركة الآخرين الحكم وعينها على وضع اقتصادي لا يحتمل «الانبعاج» لذلك تتعثر الخطوات ويتأخر بالتالي تكوين الحكومة الجديدة الأولى في الجمهورية الثانية وبالتالي يتأخر إعلانها. أنا لا أعتقد أن هذه الحكومة سوف تتكون كما تريد حكومة المؤتمر الوطني لأن الأحزاب لن ترضى بالمشاركة بالقليل من الوزراء والحكومة لا تريد ان تخلف وعدها للناس بالتقشف وتقليل الصرف الحكومي وبالتالي سوف تضطر لتكوين حكومة الجمهورية الثانية كما يرشح من اخبار بالصحف من وجوه ألفناها ومللناها.. لأنه لا يمكن عقلاً من شيوخ المؤتمر الوطني السبعينيين والذين يكنكشون في بعض الوزارات لعقود من الزمن أن يأتونا بجديد لأنهم باختصار قد «اعطوا ولم يستبقوا شيئاً» وكفاية كدا!! هذا الافتراض سوف يجعل المؤتمر الوطني يتمطى كما يفعل الثعبان حتى يخلع قميصه الذي ضاق عليه «مِنْ شَبَعْ» ويغيره بقميص آخر لكن من نفس النسيج مع تغيير في اللون وطريقة التفصيل وتكون الجمهورية الثانية بالطريقة التي يتمناها الشعب مجرد أضغاث أحلام.. وتبقى أحزاب المعارضة واقفة على الرصيف تعارض من على منابر المساجد ومن خلال صفحات الصحف.. ويظل الشعب السوداني مطحوناً بالجوع وغلاء الأسعار.. والوطن مهدد من الأطراف يصرخ أين جمهورية «افلاطون» الثانية ولن يجد من يجيب. والله المستعان م. هاشم سيد خضر / الكدرو