ليس هناك مقياس محدد وحدوداً موضوعة لطموح الإنسان.. فكل شيء يمكن أن يكون هدفك.. وأي غاية يمكن الوصول إليها.. ولكن هذا ليس بالأحلام.. ولا بنظرية (الحشاش بدقنو).. يكون هذا بالعمل الجاد.. والخطط الطويلة.. والتنسيق الجيد لتفاصيل الأمور.. وتحمل مطبات الطريق.. وتبعات المرحلة.. ليس هناك مستحيل.. ولكن هناك الرغبة.. والتصميم.. والإرادة الحرة.. ولا يمكن للإنسان أن يملك الفكرة من اللا وجود.. وليس كل إنسان لديه المقدرة على التخيل.. والاستلهام.. وهنا تأتي المشاركة.. وفكرة المجتمع.. فأفكار الآخرين لحياتهم يمكن أن تصنع لك فرصة للطموح.. وتبني فكرة أخرى.. وليس في هذا عيب.. أو ضير.. فربما تأتيك الفكرة.. وتولد لديك الرغبة في الإنجاز.. عندما ترى شخصاً ما يرعى فكرة ما.. فتستهويك.. ويمكن أن تطورها حسب رؤيتك أنت بعد ذلك.. ويمكن أن تجعلها أكثر فائدة.. ربما. ونحن في هذا الزمن العجيب.. الذي اختلطت فيه الموازين.. وتضاربت المصالح.. وقلت الفائدة.. ونضب نبع القرش.. أصبح لابد لنا من الاختراع حتى ننجز ما علينا من واجبات.. وأصبحت ربات البيوت أكثر الكوادر تفكيراً في كيفية الخروج من أزمات الشهر المالية.. ولم يصبح كافياً أن تتدبر أمور المصاريف اليومية بعقليتها الجبارة.. وأفعال السحر التي تمارسها حتى تتجاوز أقله نصف الشهر.. لابد من التفكير في دعم ربات المنازل.. ليس بالتمويل الأصغر فقط.. فمن لا يملك الفكرة لا يستطيع أن ينجز ولو كانت ملايين.. علينا أن نفكر في مشاريع تعليمية.. تدريبية.. مهنية.. وقد سجلت لي صديقتي القديمة.. والمتجددة دوماً الباشمهندسة نسرين محمود زيارة وتجاذبنا أطراف الحديث عن كيفية العمل في أكاديميتها الفنية.. وقد أثارت فيّ نقطة وهي أن ثقافة الإنتاج ليست بالصورة المطلوبة.. فكل الطالبات لديها ليس لديهن الفكرة في العمل الإنتاجي.. وكلهن يردن العمل من أجل الديكور.. ومن هنا نبعت فكرة تبني ثقافة الإنتاج.. وفكرة أن نشعر المرأة بأن هناك شيئاً آخر يمكن أن تبدعي فيه حتى لو لم تكن لديك مؤهلات.. وحتى لو فاتك قطار التعليم.. رغم أني أصر على أن التعليم باب مفتوح من المهد إلى اللحد.. فالتعليم يزيد من المقدرة على تعلم أفكار جديدة.. وتبنى آراء.. وإنتاج طموح. ونواصل..