كان راصد «بيت الأسرار» يتجول في قبة البرلمان التي لم يدخلها سنين عدداً بعد أن كانت له فيها صولات وجولات.. وكان يسلم على هذا وعلى ذاك رغم أن بعض من سلموا عليه كانوا يظنون أنه جاء لتغطية جلسة اللجنة التي تهتم بقضايا المواطنين عن الموازنة وقد وقف الراصد أمام العمود الكبير في وسط القبة وكان يسمع حديث بعضهم وهم يتوعدون الموازنة الجديدة وقد كان يبتسم وهو يسمع صوت المرأة وهي تقول لا لزيادة الوقود وسنسقطها في القراءة الأولى.. النائبة التي تجلس على كرسي الأمانة العامة للرابطة الضخمة كانت تؤكد أن هناك بدائل لزيادة الوقود وأن على من وضعوا الموازنة أن يبحثوا عن تلك البدائل. أما النائبة المهمة وسط قطاعات المرأة فقد كانت تقول صحي (عملات) فلان الميزانية تذهب لمشاريع لا يلمسها المواطن مباشرة ولم نسمع لها بعائدات حتى اليوم.. عندما أحس الراصد أن الموضوع سيذهب الى أزمة بين التنفيذيين والتشريعيين حاول تهدئة النائبة الغاضبة بصفته صديق لكنها أصرت وقالت المرة دي الموضوع مختلف لا.. لا.. لا. إيقاف مدير تفيد معلومات مثيرة تحصل عليها الراصد أن مدير هيئة تتبع للولاية الكبيرة قد تم إيقافه عن العمل وأصل الحكاية أن الهيئة المذكورة لها عقارات تديرها كمرافق عامة خارج السودان وعندما ذهبت لجنة من المراجع العام لذلك البلد وجدت تجاوزات تقدر بأكثر من 103 مليون بعملة ذلك البلد وفشلت اللجنة في أداء مهمتها والسبب كما قيل للراصد عراقيل تم وضعها من قبل المدير ومساعدين وجاءت اللجنة مراجعة بدون «خفي..» وأبلغت الوزير بما حدث فصدر القرار المعني إلى حين إشعار آخر وامسكوا الخشب.