.. لم أتردد لحظة واحدة عندما طلب مني الأخ الزميل عابد سيد أحمد مدير فضائية الخرطوم أن أتعاون مع القناة من خلال برنامج أقدمه من على شاشتها.. وعدم ترددي كان لسببين.. الأول أنني كنت أود أن أكون من الداعمين لأولى خطوات الأخ عابد كمدير للقناة.. لأنني كما ظللت أردد أنني دائماً أصف وانحاز لأبناء مهنتي من الصحفيين.. والسبب الثاني أنني كنت أنتوي أن أحقق حلمي الذي يراودني منذ زمن بعيد في أن أقدم برنامجاً يهتم و يختص بقضايا الناس الذين هم أصحاب اللحم والعضم وحقهم هو الأول والأخير.. وبالفعل عرضت على إدارة القناة برنامج رفع الستار.. وآلينا على أنفسنا أنا وطاقم الإعداد الأخ نصر الدين العماس والأخت رباب آدم و المخرج الفاضل النور.. أن نقدم برنامجاً كامل الشفافية يطرح هموم الناس وآمالهم وأحلامهم.. وبالفعل بدأنا أولى حلقاتنا عن أثر ثورة الاتصالات على الأجيال الحالية.. وبعدها تحدثنا عن الغناء الهابط.. وقبلها عن مكانة الزواج.. وبعدها عن قضايا الصحة.. ثم فتحنا ملف التعليم وقدمنا حلقة استضفنا من خلالها وزير الدولة بالتربية والتعليم واثنين من كبار الخبراء التربويين وناقشنا الملف وطرحنا هموم التعليم لعلها تكون بمثابة جزء من توصيات لمؤتمر التعليم القادم.. ولأن الملف شائك قررنا شخصي والإخوة في الإعداد أن نقدم حلقة ثانية موعدها «الاثنين» أمس عن التعليم الخاص والحكومي والمناهج والسلم التعليمي.. لكن وبعد لكن أدوني أضانكم اتصل عليّ الأخ المعد ليخبرني أن مدير البرامج الأستاذ صلاح قد أخبره أن يعتذر لضيوفه.. لأن حلقة هذا المساء «ملغية».. وعندما استفسره عن سبب إلغائها قال له إن السيد وزير الدولة زعلان وقال إننا في الحلقة الماضية قد أحرجناه وطرحنا عليه أسئلة «سخنة».. وعندها قلت للأخ عماس دعني اتصل بالأستاذ عابد لأستفسره.. واتصلت ثلاث مرات لكنه لم يرد.. وبما أنه لم يرد.. فدعوني أطرح الأسئلة التي كنت أنوي أن أسألها له عليكم!! هل هذه الفضائية الممولة بقروش الشعب السوداني والتي تدفع إيجارها على النائل سات بالشيء وشويات.. هل أنشئت لتطبل للمسؤولين.. هل كتب على إعلامنا المشاهد أن يكون بثاً للدلاليك والغناء وتلميع السادة المسؤولين؟.. هل يا سيدي الوالي الدكتور عبد الرحمن الخضر.. هل تستحق فضائية أن تدفع لها من ميزانية الولاية وهي تستكثر أن تطرح قضايا المواطن؟.. إن كانت الإجابة نعم.. فأقفلها بالضبة والمفتاح وامنح ميزانيتها لمستشفى بحري حتى لا يموت أهلي الغبش من نقص الأوكسجين.. وموقف السيد وزير الدولة يجعلني أتحسس قلمي لأسأل أي مسؤولين هؤلاء الذين يضيقون بالاستفسار والسؤال.. إذن ما هو حال ومآل من يخالفهم الرأي والقرار.. صدقوني لن ألوم مذيعاتنا بعد اليوم إن أكثرن من الزينة والميك أب على الأقل هي ألوان صارخة الجمال.. لأن الميك أب الذي يضعه بعض مديري القنوات والمسؤولين غاية في القبح ولا تطيقه العين المجردة. ٭ كلمة عزيزة .. لن أنكر أن بفضائية الخرطوم شباباً زي الورد كان يأمل أن يقدم خدمة إعلامية راقية لكن البعض يريدهم على الهامش. ٭ كلمة أعز أخي الوالي لوده الحال.. الترابه في خشمنا!