هناك كثير من الناس يعتقدون أن الصحافي يملك مفاتيح كل مؤسسات الحكومة، وأن كلمة منه ستفتح الأبواب المغلقة، وهذا ما يحدث لي في كثير من الأحيان.. خاصة عندما يحتاج أحد لحل أي مشكلة.. المهم سادتي كانت قضية التمويل الأصغر، فهناك من يعتقد أنني كصحافية يمكن أن أقول كلمة واحدة لأي مدير بنك سيمنحه تمويلاً أصغر.. وعندما أقول لهم إن التمويل الأصغر يمنح لأي شخص يطلبه وبضمانات بإمكانه توفيرها.. كان يعتقد أنني لا «أريد» خدمته فقط، ويأخذ مني موقفاً قد يطول أمده.. وبقي رأيي في محله.. بل أنني كنت أحس ببعض من أعرفهم وأعرف ظروفهم بأن يحلوها بواسطة التمويل الأصغر، فهو الحل الأمثل للحد من مشاكل الفقر، وإذا نشط الفقير فعلاً سيتحول إلى غني أو غير صاحب حاجة. نعم قد تصاحب هذه العملية بعض الصعوبات، لكن كل صعوباتها يمكن حلها.. وقد لاحظ بعض المسؤولين بولاية الخرطوم رجوع أموال طائلة من خزينة البنوك للبنك المركزي، والتي كانت مخصصة للتمويل الأصغر بسبب عدم استفادة المواطنين منها، فقد قامت ولاية الخرطوم ممثلة في وزارة التنمية الاجتماعية بتنظيم معرض التشغيل الأول، وهو معرض يجمع الخريجين والشباب مع البنوك والمصارف، بالإضافة لبعض أصحاب المشاريع التي تم تمويلها من البنوك ونجحت «تشغيلاً وتسويقاً»، هذا غير الدورة التدريبية والمناشط المصاحبة الأخرى، التي ستخفف على الخريجين ضيقهم من الأبواب التي اغلقت في وجوههم، ولقد تحدثت إلى كثير من الخريجين والشباب، وقلت لهم هذه فرصة لن تتكرر وعليهم الذهاب إلى المعرض والوقوف على التجربة والاستفادة منها، وقد كان رد بعضهم من هذا استعراض من الحكومة و«شو» من الموظفين الذين يريدون أن يقولوا إنهم قاموا بمعرض لتشغيل الخريجين فقط، لكن سيذهب مع الريح كما ذهب «ما قبله».. فاقول لهم ادخلوا مع الحكومة في تجربة عملية وإذا فشلت في اقناعكم فليس هناك ما يجبركم.