هذا العنوان ليس علاقة بالكرة السودانية أو بجماهير «الصفوة» من قريب أو بعيد- كما قد يتبادر إلى أذهانكم سادتي- بل هو رؤية فلسفية ودراسة عميقة للعلاقة بين الرجال والنساء، واختلافاتهم في الكتاب العالمي «الرجال من المريخ».. تخيل أن الرجال من المريخ والنساء من الزُهرة.. وفي أحد الأيام منذ زمن بعيد، بينما كان أهل المريخ ينظرون من خلال مناظيرهم المقربة اكتشفوا أهل الزهرة.. وبلمحة خاطفة أيقظ أهل الزهرة مشاعر لم يكن لأهل المريخ بها عهد، لقد وقعوا في الحب من أول نظرة.. واخترعوا بسرعة سفناً فضائياً وطاروا بها إلى الزُهرة! فتح أهل الزُهرة.. اذرعتهم.. ورحبوا بأهل المريخ، كانوا بفطرتهم يعرفون أن هذا اليوم سيأتي، وتفتحت قلوبهم على مصراعيها لمشاعر وعاطفة جياشة لم يكن لهم بها عهد! لقد كان الود بين أهل المريخ وأهل الزُهرة سحرياً.. لقد كانوا مسرورين للغاية، لوجودهم مع بعضهم البعض ومشاركتهم لبعضهم البعض.. وعلى الرغم من أنهم من عوالم مختلفة، فقد وجدوا متعة بالغة في اختلافاتهم.. لقد قضوا شهوراً يتعلمون عن بعضهم، ويستكشفون حاجتهم المختلفة، وتفضيلاتهم وأنماطهم السلوكية، ويقدرونها حق قدرها، وعاشوا سنوات طوال مع بعضهم في حب وانسجام. ثم بعد ذلك قرروا أن يسافروا إلى الأرض.. كان كل شيء مدهشاً وجميلاً ولكن تأثير «بيئة» الأرض وطقسها غلب عليهم، وفي صباح أحد الأيام.. استيقظوا وكل واحد منهم يعاني من نوع معين من فقدان الذاكرة.. أنه فقدان ذاكرة اختياري! إن الملايين من الناس سادتي في بحث متواصل عن مصطلح «السعادة» في التعايش مع الآخر، والتصالح مع النفس، ولكن كاتب هذه الدراسة، وكأني به وقد أراد أن يقول من خلال رؤيته آنفة الذكر إن الرجال والنساء لا يستطيعون الحصول على هذه السعادة.. دون وعي صريح باختلافاتنا.. فنحن لا نأخذ الوقت الكافي لنفهم بعضنا ونحترم رأي الآخر.. بل نصبح كثيري المطالب وقاسين، ونصدر الأحكام على تصرفات بعضنا، وغير قادرين على التحمل! ومع أفضل وأعظم معاني الحب والإنسانية والنوايا الحسنة، يظل الحب في موت مستمر.. وبطريقة ما تتسلل المشكلات.. يتراكم الاستياء وتزداد عدم الثقة، وينتج الجفاء والكبت، ويضيع سحر العلاقة مع الآخرين! ü كلمة أخيرة: قد تكون أوجه الاختلاف التي تحدد أبعاد العلاقة التي تربطنا بالآخرين-المذكورة في فلسفة «الرجال من المريخ.. النساء من الزهرة»- هي الأقرب إلى الواقع المعاش اليوم إذ يعيش معظم الناس في حالة «فقدان ذاكرة اختياري»!