قصة الطفل موسيس طبقت الآفاق وأصبح نجماً يشار إليه بالبنان دخلت مراحل حرجة، ولمن لا يعرفونه فهو الطفل الذي أرجعته السلطات من صالة المغادرة، حيث كانت أسرته تهم باصطحابه إلى دولة جنوب السودان في رحلات العودة الطوعية، ولفت نظر السلطات أنه يشبه الشماليين وفي صحبة أسرة جنوبية، المهم رجع الطفل ودخلت قضيته مرحلة جديدة إلى أن حكمت المحكمة بترحيله للأسرة التي كان في رفقتها. والمتابع للقضية يجد أن أئمة المساجد قد هاجوا وماجوا وتوعدوا لأن القضاء ارجع الطفل لدولة الجنوب واستندوا الي أن تلك الأسرة مسيحية وأنه بدلاً من أن يكون مسلماً في الشمال فسيكون مسيحياً، وأظن أن إحدى الزميلات الصحافيات قد جانبها الصواب في الطريقة التي عرضت بها قضية الطفل «موسيس»، فقد كانت بدايتها جارحة وغير مقبولة وتسيء للطفل طوال حياته، فبدلاً من أن تعالج مشكلته التي ستتأزم بها نفسه ويفرح بأن هذه البلد دافع عنه وحاول حمايته من الأسرة التي تبنته.. فمن لا يعرف أن الطفل المجهول الأبوين لم يأتِ بطريقة غير مشروعة سواء في ليلة غاب فيها البدر أم نهار اقتربت شمسه من كوكب الأرض، وما الفائدة التي يجنيها الصغير عندما يكبر ويطلع على الصحيفة التي ظنت أنها قد عرضت قصة مثيرة، هل سيفرح لأنه من السودان أم أنه من تلك البلد التي توجه فيها الإساءات للأشخاص دون المراعاة للماضي أو المستقبل أو حتى حاضره رغم أنه صغير، وإذا أخذنا القضية مع رفض أئمة المساجد لحكم المحكمة، هل يظن أولئك أن هذا الطفل سيكون سعيداً والمسلمون يشوهون صورته وصورة أهله دون التقيد حتى بحقوق الطفل، فالصورة قد انتشرت مع الموضوع في اليوم الأول في غالبية الصحف تقريباً، إذن أصبحت صورته معروفة، وإذا كانت الصحف تريد عرض قصته كان يمكن أن تعرضها بطريقة أفضل من التي عرضت بها ولن أبالغ إذا قلت إن هذا الطفل قد مورس ضده نوع من العنف ولن ألومه إذا كره هذه البلاد بعد أن يكبر، فقد أخذت منه تاريخه، فيا هؤلاء لا تكيلوا بميكالين، فإذا كانت والدته قد حملت به سفاحاً وسترها الله، فأنتم قد فضحتموها وفضحتم ابنها.