اشعر بالأسف تجاه هذا النهار ، أتذكرك واهرب إلى ربوة الذكرى علني أجد بعضا من ( طيوفك أخريات الليل تمر ..... تملا البراحات للحزين طول العمر ) ، هذا المقطع من هذه الأغنية بالذات يزلزلني ،ويفتح في شرفة الوقت جرح نبيل ، اعزم نفسي على ساحة عبثت فيها الريح ، أحاول ان اضحك ، لكن فجأة أقاطع الضحكة لأن الضحك أصبح ( عزيزا ) ، أي والله عزيزا مثل اللحوم الحمراء في السودان ، على فكرة الشيء المضحك جدا ان جمعية حماية المستهلك دعت المواطنين إلى مقاطعة اللحوم الحمراء في رمضان ، ولأنني أصلا لست من أنصار اللحوم الحمراء ولا البيضاء أضع يدي في أيدي هؤلاء القوم من اجل تفعيل هذه الحملة ، لكن دعوني أوجه سؤال احمر ومكشر إلى أعضاء هذه الجمعية المبجلة ، هل تجدي حملات مقاطعة اللحوم ؟ من المعروف يا جماعة الخير ان دور جمعيات حماية المستهلك في العالم اجمع القتال من اجل وضع أسعار مناسبة للسلع وإيقاف جشع التجار عند حده بالتعاون مع الجهات المخولة بمثل هذا العمل ، لكن جمعيتنا بجلالة قدرها مصابة بالتكلس والخمول وبدلا القتال بضراوة من اجل المستهلك الغلبان فقد اختارت ( أضعف الإيمان ) ، والمتمثل في حملة المقاطعة ، الله يقطع شيطانكم ، أقول الله يقطع شيطانكم لان الشياطين في شهر رمضان يتم تصفيدها وفق ما جاء في الحديث النبوي الشريف ، على فكرة الشعب السوداني شعب لاحم من الدرجة الأولى وأحلق شنبي ان المستهلك لن يقاطع اللحوم ، حملات المقاطعة لا تودي ولا تجيب ، اليوم نقاطع وبكره نصالح هكذا نحن دائما ، وقطيعة تقطع أصحاب الضمائر الميتة وضعاف النفوس والتماسيح كبار وصغار في السودان ، عفوا ، العرب منذ العام 1948 م المعروف بعام النكبة يقاطعون إسرائيل بنت الذي والذين كما أن البضائع الإسرائيلية محرمة في أسواق العرب ،ورغم هذه المقاطعة الأزلية فإسرائيل تمضى قدما في تقطيع الشعب الفلسطيني ، متحدية جميع قرارات المقاطعة العربية ، كما أن السلع الإسرائيلية المنشأ تسرح وتمرح في أسواق الدول العربية ومنها أسواقنا طبعا لكنها مدسوسة ومعاد تصديرها حتى لا يتم اكتشاف أمرها ويتم قطع ( دابرها ) ، الشيء المؤسف أن الشعوب الإسلامية كثيرا ما قامت بحملات مقاطعة ساخنة للسلع الأمريكية والدنمركية وهلم جرا ولكن هذه المقاطعة لم تثمر واقطع ( ضراعي ) انها لن تثمر مهما فعلنا ، فالخاسرون في النهاية نحن والشعوب المغلوب على أمرها ، المهم فوق هذا كله ونحن نستقبل رمضان أتمنى وما نيل المطالب بالتمني أن تقاطع الحكومة والحركات المسلحة في دارفور كافة أشكال التعنت وان يجلس الجميع من اجل لملمة ( لحمة ) الوطن المشتتة ، فالعالم كله يتفرج على ( قطيعتنا ) ، والجنوب يستعد ليقطع نفسه عن جسد الوطن الكبير ، وقطيعة تقطع كل شياطين الإنس في السودان .