دائماً الفرحة عندنا منقوصة.. برغم الاجتهاد على كافة الأصعدة.. إلا أننا لا نجتهد في أهم الخطوات.. لا نقول هذا ونبخس الناس حقها.. «حاشا لله».. مستشفياتنا.. كثيرة .. جميلة.. سيراميك.. و الكل ذوي العيون الضيقة بكل أنواع وألوان «اليونفرم» وفي كل أشكال العمل.. حتى أنك للحظة تحس أنك خارج السودان وبرغم سؤالي المتكرر أليس لدينا خريجون من كلية التمريض العالي؟.. وإن وجد فأين يذهبون مع هذا العدد الخرافي.. وأذكر وأنا في عام 1997م كنت في منطقة الأبيض في فترة مشروع شريان الشمال وإنشاء أحد الطرق ما بين الأبيض وبارا على ما أذكر وكان «التيم» العامل في نفس الفصيل وكطبيعة هذه الشعوب الاستفادة والتعليم فكانوا يسكنون في بناية واحدة ولقلة عدد الأسرة قرروا أن «ينسجوا» «عناقريب»، فنادوا على «النساج» الذي يمر يومياً وينادي «عناقريب أنسج عناقريب» فجلس النساج وهو سعيد على اعتقاد أن ليلة القدر قد أتته لأنه سينسج لكل هذا العدد وسينام لباقي العام.. فجلسوا ليتفقوا معه كان المدهش أن اتفقوا معه على «سرير» واحد فقط.. اعتقد النساج لعدم ثقتهم في عمله.. بس كان الأروع أنهم جلسوا ينظرون له ليتعلموا فقط وبعد ذلك كل واحد منهم بدأ ينسج «سريره» بنفسه!!. فمتى يأتي الزمن لنتعلم ونعمل كما كنا.. أعود لفرحتي المنقوصة الأخرى.. اسم من الأسماء العريقة من مستشفياتنا.. وبرغم روعة أي شيء.. المكان والقيم ونظام ومواعيد ودخول «وزبط وربط» وأكيد أهم بند «تلتلته» ذوي القربى.. وغرفة وتكيف أوروبي.. وكنت مع العض على النواجذ.. الوقت.. تجدد العملية الساعة 11 ظهراً وفجاة «بقدرة قادر» تصبح 12 ظهراً مع العلم أن 11 ظهراً بتوقيت الجديد ولا ندري من أين «أتت الساعة» جزاها الله عنا كل الخير.. وبعد العملية لا يمر الدكتور ولا يرى «جريحه» عادي قد يكون هناك مناوب لا يعطي رقمه لأحد خوفاً من الإزعاج «عادي» «تجي» للمقابلة تجلس ربع يوم عشان يشوفك الطبيب «القام بالجراحة».. «وماشافك» ومنتظر تزيل آثار.. الجراحة وتغني «الأهيف أبا مايلين.. وتقول لمتين ياكريم الحظ يكرمن وحبيبي يلين هو جسمه سليم وأنا جسمي معذب وقليبي عليك» وتمنى أن نفعل فعل المكسيم. وعرفت لماذا كثير من الزمن مهدر في بلدي وغير محسوب المؤسف تعمم بلادي وهاماتها قبل عامتها.. وقد يكون الزمن غير محسوب أو غير مهم في كثير من القضايا.. ولكن عندما تكون القضية هي الصحة والعافية فيكون شعار شركة زين هام جداً وهو الحساب بالثانية لأنها استكلف أرواح واجب التطبيق والتنفيذ.. على الأقل يريحنا في سفر أغلبنا إلى الخارج مراعاة للزمن وللروح.