كنت في العام الماضي قد كتبت في نفس هذا المكان مقالاً عن شارع 61 بمنطقة العمارات، وأشرت لأهمية هذا الشارع.. فهو يبدأ من شارع المطار ويتجه غرباً حتى شارع محمد نجيب ثم غرباً إلى شارع الصحافة ظلط، وغرباً إلى السوق الشعبي، وواضح أن هذا الشارع قد أكتسب أهمية من ربطه لهذه الشوارع المهمة بجانب وصوله للسوق الشعبي.. ويعتبر شارع 61 مع شارع 15 هما الأكبر بالعمارات، والتي تبدأ من شارع (1) عند كافتيريا لذيذ، وهو التعريف لمصلحة الشباب الذين لا يعرفون إلا مثل هذه المعالم.. ومعروف أن حي العمارات من الأحياء الأولى التي بدأ فيها تشييد العمارات، ومن ذلك أكتسب اسمه.. بل أن البعض في ذلك الوقت سماه غابة الأسمنت، وذلك إشارة إلى كمية الأسمنت المستعملة فيه.. وتم ذلك في العهد الذهبي لمصنع أسمنت عطبرة، حيث كانت تخصص كميات كبيرة من إنتاجه لهذه الأغراض، وقد نظم الشاعر الدكتور ود بادي قصيدة شهيرة في تلك الفترة، يشير فيها إلى سكان العمارات بعنوان «يا سكان البرج العالي» وتم تشييد حي العمارات في بداية الستينيات في عهد حكومة الفريق عبود.. وأن منزله نفسه يقبع في هذا الحي.. ورغم التاريخ الملموس لهذا الحي إلا أنني ألحظ أن التعمير به قد توقف وانعدمت الصيانة لمبانيه، وأن الصرف الصحي به لم يكن في المستوى المطلوب، ولكن من المحاسن ووفاء لهذا الحي المميز فقد لاحظت أن شوارعه الداخلية قد تمت سفلتتها رغم ضيقها ويتميز هذا الحي بأن سكانه من المعاشيين في كبار رجال الدولة، حيث أنه كان يمثل أرقى أحياء العاصمة. وبالرجوع لشارع 61 موضوع المقال نقول وبعد مقالنا السابق قد تم أولاً تأهيل المجرى المصاحب له من شارع المطار حتى السوق الشعبي، وقد يحتل مساحة واسعة من الشارع، حيث أنه مجرى واسع يتضاءل بجانبه الشارع وقد تم بحمده صيانة وتغطية هذا المجرى، وقد تمت في العام الماضي سفلتة القطاع الأول من شارع المطار حتى شارع محمد نجيب بسفلته جميلة لامعة ملساء كما يشاهد في كثير من الدول ولكن ظلت القطاعات الأخرى تنتظر.. ولكن فوجئت هذا الاسبوع وباداء مكثف الانتهاء من سفلتة القطاع الثاني الممتد من شارع محمد نجيب، حتى شارع الصحافة ظلط، وقد كان هذا القطاع هو الأسوأ وقد رأيت الآن الحركة تنساب بشكل رائع وهو القطاع التي توجد على جانبه كليات الهندسة بجامعة السودان- الجنوبي. تبقى الآن القطاع الثالث والأخير وهو الممتد من شارة المرور بشارع الصحافة، وحتى السوق الشعبي وحتى تكتمل أهمية هذا الشارع فلابد من إكمال سفلتة هذا الجزء المهم.. حيث أنه يمثل الدخول والوصول للسوق الشعبي لكل القادمين من أنحاء شارع المطار ومحمد نجيب والشوارع الفرعية، ولاكتظاظ هذا الشارع بمستعمليه فقد أنشأ أصحاب الركشات خطاً للطرحة به.. والطرحة لمن لا يعرفها تعني أن يستعمل الركشة عدة أشخاص وهي ليست كالطلب وبفئات معينة للفرد الواحد.. وقد كانت الطرحة من شارع المطار حتى السوق الشعبي بهذا الشارع بمبلغ (50) قرشاً ثم رفعت إلى 750 قرشاً وقد تحدثت مع أحد سائقي الركشات بأن هذه السفلتة الجميلة واختفاء الحفر تقتضي إرجاع الفئات إلى ما كانت عليه، بحيث يصبح المواطن هو المقصود بالسفلتة وهو الذي يجب أن يحس بعائدها وليس أصحاب المركبات.. لكن أحسست ومن خلال إجابته أنهم بصدد رفعها إلى واحد جنيه.. أنني أرى وجوب تدخل المحليات في مثل هذه الأحوال حتى يشعر السكان بأن هناك خدمة قد قدمت.. إننا نحي الجهات التي أنجزت العمل بشارع 61 العمارات بهذه الصورة المتقنة وبهذه النوعية الممتازة.