عدد غير قليل ...أبدى رفضه لإتفاقية الحريات الأربع التى وقعتها الحكومة مع دولة الجنوب ضمن إتفاقية التعاون المشترك فى ختام مفاوضات أديس أبابا الأسبوع الماضى....وعللوا رفضهم بأن دولة الجنوب التى تتحكم فى مفاصلها (الحركة الشعبية) تمثل (جار) لا (يؤتمن) وقد إستقطبت حكومة جوبا أعداء السودان بينهم أسرائيل مما يمثل ذلك خطراً على البلاد....وللتذكير فإن الحريات الأربع تعنى حق (التملك - التنقل - العمل - العمل ) لسكان البلدين ....ولم تكن هى الإتفاقية الأولى من نوعها يوقعها السودان مع دولة .... بل هى الثانية حيث وقع فى العام 2004 إتفاقية مماثلة مع مصر (فى عهد مبارك) لكن الجانب المصرى لم يقم بتنفيذها حتى الآن .....لأن تنفيذها يحتاج الى ترتيبات وإجراءات خاصة حتى لا تكون (بوابة) يتسلل من خلالها المجرمون الى الدولة الأخرى....فقد وقعت دول المغرب(تونس، الجزائر، المغرب،ليبيا) إتفاق الحريات الأربع فى مطلع الستينات من القرن الماضى لكنها لم تنفذه على وجه السرعة ...بل أن تونس علقت الإتفاق مع ليبيا بسبب الأحداث هناك والتى أطاحت بالقذافى. إن إتفاق الحريات الأربع بين السودان ودولة الجنوب سيواجه تحديات جمة فى ظل وجود نظام حكم فى دولة ناشئة لم تؤسس بعد العديد من مؤسساتها.. لأن هذا الإتفاق ستترتب علية مشكلات كثيرة منها تسرب المطلوبين لدى العدالة.وإنتقال الأموال (القذرة)....لذا لابد من مواجهة التحديات دون التسرع فى التنفيذ.....علماً بأن هناك رعاة وتجار تضررت مصالحهم من التوترات التى حدثت بين الدولتين.فهم بحاجة الى الحريات الأربع بدلاً من (الأربعين) التى تمناها إدريس عبدالقادر رئيس وفد الحكومة لمفاوضات إديس أبابا والذى وقع على هذه الإتفاقية مع باقان أموم.