كشف عضو وفد المفاوضات المنسق الفني لملف أبيي الدكتور حسين محمد حمدي بأن الهدف الإستراتيجي للحركة الشعبية هو إعادة تشكيل السودان فكرياً وسياسياً وديمقرافياً. لافتاً النظر إلى أن هذا المخطط مضمن في منفستو (الحركة) قبل اتفاقية السلام الشامل، وقال إن الحكومة في كل مراحل التفاوض مع (الحركة) تتعامل وتضع هدفاً إستراتيجياً للتفاوض وليس تكتيكياً، مشيراً إلى أن هدفها من المفاوضات الأخيرة في أديس أبابا هو تحقيق السلام الشامل والجوار الآمن بين البلدين، وأبان لكن (الحركة) تعاملت مع كل مراحل التفاوض منذ نيفاشا تكتيكياً وليس إستراتيجياً.وانتقد حمدي - خلال حديث في ندوة (اتفاقية أديس أبابا وأثرها على العلاقات بين الدولتين) بجامعة الزعيم الأزهري أمس دولة الجنوب، وقال إنها تنصلت من تنفيذ اتفاقية التعاون المشترك، وأضاف أنهم أصبحوا يفسرون نصوص الاتفاقية وفق مفاهيم ملتوية حول المعاني المقصودة التي وردت في الاتفاقية، بجانب أن الأفعال التي تنتظم سلوك دولة الجنوب لا تؤكد تصديق القول بالعمل، وتابع وإلا ما كانت هذه التعقيدات في الملفات الأمنية والسياسية والقضايا المشتركة بينهما، وقال حمدي إذا أردنا أن نصل إلى اتفاقية حقيقية إما أن تمتلك قيادات الجنوب الجرأة والشجاعة والإرادة أو أن تخرج عن سيطرة الحركة الشعبية التي تقبض على ذمام الحكم في الجنوب، منوها إلى أن (الشعبية) تفتقد للإرادة السياسية والجرأة التي يمكن أن تقودهم إلى تغليب مصلحة الجنوب على الأجندة الخارجية. وشدد حمدي على ضرورة تعزيز الوعي والإدراك وتعزيز وحدة الصف الوطني وقبول الآخر، وقال لأن المستهدف هو السودان وليس البشير أو نافع أو المؤتمر الوطني، بجانب الاعتماد على الموارد الذاتية وألا ننشغل كأن موقفنا أو حياتنا في بترول الجنوب.ومن جانبه وضع البروفيسور حسن علي الساعوري أستاذ العلوم السياسة بجامعة النيلين خيارين لنجاح المفاوضات بين الدولتين، وقال (الموت أوالقوت) للطرفين المؤتمر الوطني أو الحركة الشعبية، وأعاب على الحكومة وقال إنها لم تلتزم بتطبيق نيفاشا في كل مراحلها بالإضافة إلى أنها لم تحسب قضية الجنوب قضية أمن قومي، وأضاف أن القوى السياسية لم تجتمع عليها وتابع أنها كانت تدعي الوحدة قولاً ولكنها تعمل فعلاً للانفصال..