٭ قلت بالأمس في معرض دفاعي عن الوزير حسن هلال إن الأستاذ صلاح عووضة ربما كان خارج شبكة متابعة الأحداث الجارية بالبلاد، لأن حديثه بإعدام شخصية وزير وإخراجه من الساحة لسبب غريب فقط لأنه، أي عووضة، لأول مرة يعرف بأن هناك وزيراً اسمه هلال، لأن هذا التناول المرير أثار الكثير من الدهشة والتعجب والاستغراب إن لم يكن الاستنكار، فهذا الحكم على الوزير الذي أطلقه عووضة يبدو أنه كان يقف في مسرح اللا معقول لأن الرؤية والرأي الذي أدلى به الأستاذ صلاح في رأيي وكثيرين غير فاحص ومضلل ومسطح، لأن حديثه جعل المتلقي حائراً بين إنجازات تتحدث عن نفسها حققها الوزير ووزارته وبين اتهامات وتهكمات تطارد الإنجاز، لأن عووضة هنا أدار ظهره لإنجاز وطني تحقق في لحظة مجيدة. ٭ الإنجاز هو ما تحقق على يد الوزير عندما دفع الأفارقة بالوزير هلال مرشحاً لهم لمنصب عالمي مرموق يرتبط بالبيئة، وكانت الجمعية العمومية السابقة للانتخابات تضم 85 دولة، أما الجمعية العمومية التي انتخبت رئيس هذا المنصب العالمي ضمت كل دول العالم ذات العضوية بعد أن ارتفع العدد لأول مرة إلى 391 عضواً، فكان أن حاز ممثل أفريقيا السوداني حسن هلال على أغلبية كاسحة ليصبح هلال رئيساً للمجلس الحاكم لمنظمة الاممالمتحدة للبيئة ورئيساً للمنتدى الوزاري العالمي للبيئة خلفاً لوزير أسباني الجنسية والمنظمة مكاتبها الرئيسية في نيروبي وجنيف ونيويورك، حاز هلال على هذا الإجماع وبدأ المندوب الأمريكي متحفظاً في البداية لكنه انزوى وسط الاكتساح والإجماع. ٭ حقيقة أن أفريقيا لم تكن ستدفع بالوزير حسن هلال رئيساً الا بعد ان لمست عملاً ملموساً في بلاده بمجال البيئة ولم تجيء الموافقة الكلية العالمية في الاختيار النهائي إلا بعد أن تأكد هؤلاء جميعاً من الشخص وعمله في بلاده، وجاء اختيارهم عن تسليم كامل بهذا الاستحقاق. وهلال بهذا الاختيار أعلى قيمة الوزارة وزاد من عطائها، وهلال بهذا سجل اسمه ووزارته في صفحات ناصعة في تاريخ الوطن. ٭ غداً اتحدث عن دلالات هذا الإنجاز الذي حققه هلال ووزارته، واكشف لأول مرة كيف ظل هلال وصديقي كير يرفضان الوزارة في عهد الأحزاب.