المشكلة التي تتمدد كل يوم وآخر وتكبر وتتعملق ونغمض نحن جفوننا عنها حتى لا نري حجمها المتمدد بسرعة وقوة هي مشكلة الجهوية والعنصرية , هذه المشكلة التي صار تمددها علي حساب الكفاءة في الوظائف القيادية , فانتماءك لاي منطقة طرفية ممن يطلق عليها اهلها مناطق الهامش تعني ارتفاع حظوظك في السلطة والمواقع القيادية في المركز والولايات , الشيء الذي جعل معايير الكفاءة تتضاءل امامها بشكل ملحوظ ونخشي ان ياتي وقت تختفي فيه تماماً في ظل غض الطرف عن هذه المشكلة التي ساهمنا فيها , فكل من حمل السلاح ارضيناه بوظيفة قيادية, وكل من فكر في ان يعارض منهم منحناه وظيفة, وكل من انتمي لمناطق يدعي اهلها بانها مهمشة اوجدنا له مميزات , وقضية تميز طلاب دارفور في الجامعات ليست ببعيدة ,والان في الدوحة يطالبون بالمزيد, وهكذا الحال في مناطق السودان التي تتحدث عن العدالة, فنري نحن ان العدالة ان نملكهم السلطة , فنفسح لهم المساحات ونمنحهم في احايين كثيرة مساحات جديدة لهم للإرضاء , بينما الصحيح ان تكون المساحات لاصحاب الكفاءات منهم , وان نضع الرجل المناسب في المكان المناسب لقدراته , ولو فعلنا ذلك ومضينا فيه باصرار وقوة سنثبت مبدأ ان الجهوية لا تفتح لطالبي السلطة الباب بل تفتحه القدرات والكفاءات فهي المعيار الوحيد الذي يفيد البلد , لاننا وبحكم التجربة فتحنا باب الارضاءات للجهويات ظناً منا بانها ستوصد باب الخلافات ولكن حدث العكس تزايدت المطالبات بافساح المجال للمزيد من المطالبين للمجيء عبر باب الجهويات وخطورة هذا الاتجاه ستكون في تعميقنا لقناعة ان ظهرك هو قبيلتك لا كفاءاتك . بعد الرحيل بعد رحيل الفنان المبدع خضر بشير عن دنيانا الفانية خرج علينا نجله محمد بتصريحات منع فيها ان يغني غيره اغنيات والده واخذ يظهر هو في الحفلات مغنياً علي طريقة والده في حركاته علي المسرح مع الاختلاف طبعاً في القدرات التطريبية فالراحل كان صاحب قدرات صوتية وادائية مذهلة, ومعروف ان القدرات لا تورث ولا يمكن لابن كما قال الموسيقار محمد وردي ان يرث والده في مجال الغناء , المهم ان محمد خضر قال انه وريث والده وقلنا (خير) , إلا ان الأسرة خرجت علينا الايام الماضية باحتجاج تري فيه ان محمداً ليس الوريث الوحيد ، وبين هذا وتلك علينا ان نحتسب ثروة خضر بشير الفنية التي اجتهد وعرق وسهر من اجل ان يوصلها للناس ويسعدهم بها , فليس بوسع الاجهزة الاعلامية الان ان تقدمها بصوت خضر بشير ولا بوسع المغنين الاخرين ان يتغنوا بها وربما لو امتد الخلاف الاسري ألا يتغني بها محمد خضر نفسه , انها مشكلة الكبار الذين رحلوا وحرمنا من بعدهم الابناء من ان نزين وجداننا بالدرر التى قدموها , ومثل محمد خضر , يصر ابن عميد الفن احمد المصطفي عز الدين ان يغني وحده لوالده مانعاً الاخرين من الاقتراب حتي من تسجيلات والده والامثلة تطول وتلتقي في اننا بحاجة الي اعادة النظر في قانون الملكية الفكرية الذي لو كان الكبار الذين رحلوا حضوراً لزمانه قبل رحيلهم لتنازلوا للشعب عن اعمالهم التي قدموها من اجله ولما جاء الابناء بعد رحيلهم ليمنعونا من كنوز هي ثروة أمة .