لست أدري مسؤولية من؟ هل هي مسؤولية الشرطة العامة أم النظام العام أم الرعاية الاجتماعية؟ أم المؤسسات الخيرية أم المجتمع ككل ولعل عنوان هذا المقال غريب على القاريء، وأنت في سيارتك تطل عليك شابة وهي تحمل طفلاً مغطى على كتفها وتطلب منك المساعدة وسط هذا الزحام.. العربات في درجة حرارة لا تقل عن خمسين درجة . تحمل هذا الطفل منذ الصباح الباكر وحتى المساء.. والطفل مغطى صيفاً وشتاءً وخريفاً لا يتنفس غير الهواء الملوث بعوادم السيارات وبالغبار.. لا يتدرب على المشي.. وماذا تطعمه هذه المتسولة التي لا تخاف الله في إبنها البالغ من العمر ستة أشهر فيصاب هذا الطفل بالكساح وسوء التغذية والإلتهاب الرئوي.. وهي لا يهمها ذلك بل تتوسل بهذا الطفل المسكين.. وبعد فترة تذهب به إلى المستشفى تطلب علاجه وقد يتوفى من شدة هذه الحالة فتزدحم المستشفيات ويشح الدواء.. الأدهى من ذلك ما ذكره لي أحد الباحثين أن بعض هؤلاء النسوة يستأجرن الأطفال من أمهاتهم نظير مبلغ معين تدفعه آخر اليوم لأم الطفل.. ولعل العديد من بائعات الشاي يتركن أطفالهن في البيوت طوال اليوم دون رعاية كافية إلا من أب عاطل استمرأ النوم في البيت وإمراته تتسول أو تبيع الشاي لتصرف على أولادها دون أن تحتضنهم وتربيهم، أما إذا كان الزوج يعمل فحدث ولا حرج !! عما يصيب الأطفال في بيوتهم والتي أغلبها عشوائية.. فمسؤولية هذا الوضع الغريب الذي لا يقره عرف ولا دين وأرجو ألا يتطور الحال في التسول إلى درجة موضوع فيلم عادل إمام (المتسول) عندما عرض ما يحدث في مصر عن البيوت ا لتي تُُخرِّج المتسولين والتي يتم فيها إختطاف الأطفال، وإتلاف عيونهم، وقطع أرجلهم وأيديهم حتى ينجحوا في إستدرار عطف الناس.. وأتساءل مسؤولية من هذا الوضع المرفوض؟