يشكل حرق نفايات المستشفيات الطبية مصدراً أساسياً للديوكسين والزئبق وغيرها من الملوثات التي يسهل تجنبها، ومن المعروف عن الديوكسين أنها مواد مسببة للسرطان لدى الإنسان وقد تم ربط آثارها بعاهات خلقية وتراجع في الخصوبة وضعف جهاز المناعة وغير ذلك من خلل هرموني، أما الزئبق فهو يتسبب بخلل في نمو دماغ الجنين كما ويتسبب بتسمم مباشر للجهاز العصبي المركزي والكُلى والكبد.إن تسويق حرق النفايات الطبية من قبل البنك الدولي في دولة من دول العالم الثالث، فيما يتراجع استخدام هذه التكنولوجيا شيئاً فشيئاً في الدول الغربية لا سيما الولاياتالمتحدة، حيث تستخدم بدائل لها أكثر أماناً واقتصاداً، يشكل ازدواجية في القيم تمنح سكان دول الشمال مستوى أرقى من حماية الصحة العامة والبيئة بالمقارنة مع مواطني العالم الثالث. ومن المعيب على الأخص أن نرى البنك الدولي يشجع انتشار المحارق فيما يتولى برنامج الأممالمتحدة البيئي رعاية المفاوضات المتعلقة باتفاقية دولية لوقف تدريجي لإنتاج واستخدام الملوثات العضوية ذات الأثر الدائم (Persistent Organic Pollutant- POPs) ومن بين تلك المواد ذات الأولوية التي تذكرها هذه الاتفاقية الجديدة تبرز مادتا الديوكسين والفوران، اللتان تنتجان عند حرق النفايات الطبية. إن البدائل الأسلم للمحارق موجودة ومتوفرة وهي أفضل اقتصادياً. ويهدف هذا التقرير لتوفير معلومات ومراجع عن البدائل العلمية الأكثر أماناً لمعالجة النفايات الطبية والتي يمكن استخدامها واعتمادها في المستشفيات السودانية نفايات المستشفيات ليست معدية في غالبها!! محارق نفايات المستشفيات طبيعة المشكلة إن معظم النفايات الصادرة عن أي مستشفى أو مركز طبي ليست نفايات معدية أو ملوثة ولا تشكل خطراً بالضرورة على الصحة العامة أو البيئة، فالورق والبلاستيك وبقايا الطعام وغيرها من النفايات العادية الصادرة عن أي مستشفى تقوم بجميع هذه الوظائف في معظم دول العالم تتراوح نسبة النفايات الخطرة أو «المعدية» بين 15-20 في المائة من مجمل نفايات المستشفيات، هذه النسبة تختلف بين الدول الصناعية والنامية إلا أنه معروف أن الأغلبية العظمى من النفايات الناتجة من المستشفيات ليست «معدية» وهي لا تتعدى العشرين بالمائة عادة، بالتالي وعلى الرغم من المزايا الخاصة التي تتمتع بها مرافق العناية الصحية حول العالم، من الممكن إدارة معظم النفايات الطبية باستخدام تقنيات التقليص والفرز وإعادة التدوير نفسها المعتمدة في المنازل والمكاتب. نستطيع أن نصنف نفايات المستشفيات إلى أربعة أنواع: ü نفايات باثولوجية أو معدية. ü نفايات خطرة. ًü نفايات مشعة. ü نفايات عامة أخرى. لا يوجد شك في أن نفايات المستشفيات الملوثة بيولوجياً كالأعضاء المبتورة والبقايا التشريحية والأدوات الجراحية الملوثة بحاجة لعناية خاصة لتفادي انتقال أية عدوى. هنالك قلق متزايد من إمكانية انتقال الأمراض المعدية كالسيدا «نقص المناعة المكتسب» وفيروس Hep atitis-B، لذا فإن نفايات المستشفيات ليست كالنفايات المنزلية وهي تتطلب بالتالي معالجة خاصة، ولكن يجب التركيز على أن هذه الفيروسات تدمر بسرعة بعد مغادرتها للجسم المضيف، وبالتالي فإنه بغياب الأدوات الحادة كالحقن فإن فرص انتشارها تبقى ضئيلة جداً. ويشرح د. بول كونيت من جامعة ساينت لورانس في كانتون، نيويورك «يفترض بالحرق إتلاف المواد التي توجد فيها المواد المعدية: كالورق والورق المقوى والبلاستيك والزجاج والمعدن، في أثناء هذه العملية يتم توليد الغازات الحمضية (بفعل البلاستيك الكلوري الموجود) ويتم تحرير المعادن السامة- من الملونات والإضافات الموجودة في الورق والبلاستيك وغيرها من المواد الأخرى كالبطاريات.. الخ.. ويتكون الديكوسين والفوران (من أي مادة كلورية موجودة في النفايات). إن هذه المشاكل الكيميائية المميزة ليست ناتجة عن النفايات الطبية بحد ذاتها، بل من هذا (الحل) المفترض». إن الحرق غير الضروري لبلاستيك polyvinyl chlo ride-pvc والورق والبطاريات وغيرها من المواد غير المعدية يؤدي إلى توليد الديوكسين وانبعاثات الزئبق بالإضافة إلى الفوران والزرنيخ والرصاص والكادميون وإنتاج رماد يحتاج بدوره إلى المعالجة خاصة كونه يعتبر نفايات خطرة. حتى ولو أحرقت نفايات المستشفيات في فرن حرارته 800C وتم تعريضها لعملية احتراق ثانية بحرارة 1000C فإن المحرقة لن تدمر كل الجراثيم الموجودة فيها، وقد خلصت مجموعة من العلماء بعد إيجادها معدلات مرتفعة لأنواع من البكتيريا في الغازات الصادرة من محارق نفايات المستشفيات إلا أن «المحارق قد لا تشكل الطريقة المطلقة أو المثلى لتعقيم النفايات الطبية». إن التلوث الصادر من محارق النفايات الطبية مرتفع جداً، وفي دراسة قامت بها الوكالة الأمريكية لحماية البيئة اعتبرت محارق النفايات الطبية مصدراً أساسياً للتلوث بالديوكسين والزئبق في بيئة البلاد ومخزونها الغذائي، ولذلك يتحول حرق النفايات الطبية في الولاياتالمتحدة إلى تكنولوجيا بائدة. ويساهم في ذلك أيضاً كون بدائل الحرق أكثر فائدة اقتصادياً. ففي عام 1996، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الديوكسين هو مادة سرطانية، وفي وقت مبكر من هذا العام أوصت المنظمة بخفض المعدلات المقبولة التي يتعرض لها الإنسان من 10 بيكو غرام/ كيلو غرام من وزن الجسم في اليوم إلى 1-4 بيكوغرام، وحتى هذا فإنه يعكس المعدل الموجود في جسم الإنسان وليس ما يمكن اعتباره «آمناً».وقد خلصت الوكالة الأمريكية لحماية البيئة في تقريرها حول تقييم الديوكسين، إلى أنه مادة سرطانية، وتقدر الوكالة خطر التعرض للسرطان مباشرة من الديوكسين بنسبة 1-100 من معدل تراكمه في الجسم، ونصحت الوكالة بعدم وضع «جرعات محددة» للديوكسين، إن «الجرعات المحددة» هي وسيلة لوضع حد أقصى حيث لا يتسبب التعرض لنسب دونه إلى خطر التعرض للسرطان. الزئبق: يشكل حرق النفايات الطبية أيضاً مصدراً أساسياً للتلوث بالزئبق، إن الزئبق هو من المعادن الثقيلة الموجودة في الطبقات الأرضية، وفي المجال الطبي يتم استخدام الزئبق في موازين الحرارة وآلات قياس ضغط الدم وأنابيب التوسيع والتغذية بالإضافة إلى البطاريات والمصابيح الفلورية، حيث إن استعمال هذه الأدوات كبير فإن النفايات الطبية تؤمن 20 في المائة من كمية الزئبق الموجودة في مجموع النفايات الصلبة. إن الحرق لا يدمر الزئبق، فبعد انبعاثه من المدخنة يسقط الزئبق على الأرض مجدداً أو الأسطح المائية حيث يبقى بشكل أساسي وإلى أجل غير مسمى. ويوجد الزئبق بشكل غير عضوي «الزئبق الأولي» وبشكل عضوي يعرف بزئبق الميثيل متوافر بشكل أكبر بيولوجياً أي أنه يتفاعل مع الخلايا البشرية ويلحق الضرر بها. إن التلوث بالزئبق واسع الانتشار في البيئة ويتركز في الحيوانات وأخيراً في جسم الإنسان وهو يهدد موارد البلد الغذائية وخاصة السمكية منها، ويؤدي الزئبق إلى التسمم العصبي فيضر بالجهاز العصبي المركزي في الجسم كما قد يضر بالدماغ والكليتين والرئتين، وبإمكانه اختراق الحاجز الدموي الدماغي والغشاء الجنيني «المشيمة» ويخترق زئبق الميثيل الموجود في السمك الملوث الغشاء الجنيني بسهولة ويدخل دماغ الجنين النامي. إن تعرض الجنين لزئبق الميثيل خلال فترة الحمل له تأثير سلبي يعرف بالتأخر النفسي الحركي psychomotor retar dation. { الوضع الحالي في السودان لا توجد إحصاءات وأرقام مؤكدة عن حجم النفايات الطبية المستولدة في جميع المستشفيات والمرافق الطبية والعلاجية بالسودان، ولكن هنالك بعض التقديرات التي يمكن الرجوع إليها فيما يتعلق بحجم النفايات المقدر إنتاجها في المستشفيات، ويتم التخلص من هذه النفايات في معظم المستشفيات والمراكز الطبية والعلاجية حالياً بنقلها مع النفايات البلدية إلى مكبات النفايات والمطامر حيث يتم في الغالب طمرها أو حرقها في الهواء الطلق مع عدد محدود من المستشفيات يستخدم محارق قديمة توقف معظمها مع محرقة جديدة واحدة يتم استخدامها حالياً في واحدة من المستشفيات الحكومية. كل هذه الحلول غير مقبولة كلياً، فالطمر بدون اللجوء لمعالجة أولية خطر جداً كون احتمال تلوث التربة وتسرب السائل السام الصادر عن الطمر إلى خزانات المياه الجوفية كبير، لا يوجد في السودان أية مؤسسات متخصصة معروف أن لديها تسهيلات أو وسائل ملائمة للتخلص من نفايات المستشفيات.إن غياب المعرفة الفاضح بخطر المحارق من قبل المعنيين معيب جداً ولابد من الإشارة إلى أن أية محرقة «جديدة» لن تحل المشكلة، لأنه حتى المحارق «المتطورة» جداً ستنبعث منها المواد السامة، وكل ما تكون مداخن المحرقة نظيفة وبالتالي الانبعاثات الصادرة عنها مراقبة، كل ما كان الرماد الصادر عن المحرقة ساماً وهذا الرماد السام سينتهي في المطامر. المخيف أن مصير إحدى عشرة بالمائة من نفايات المستشفيات الخطرة غير معروف، وبالتالي فإن أثرها على البيئة والصحة العامة غير محدد أيضاً، ومن المقلق أيضاً كملخص لهذه الدراسة أن ربع نفايات المستشفيات الخطرة «نفايات معدية، آلات حادة وأدوات منتهية الصلاحية» تعالج في أسوأ طريقة ممكنة ألا وهي الحرق في الهواء الطلق. { الحل: إن الحل الأمثل لأزمة نفايات المستشفيات يكون باعتماد خطوات مختلفة للتعامل مع هذه النفايات قبل التطرق لمعالجتها، الخطوة الأولى تكون بفرز دقيق للنفايات وتقليصها ووضع برنامج لمنع تدريجي لاستعمال المواد الخطرة، وذلك عبر وضع قواعد للتموين المسؤول «مثلاً تفادي شراء بلاستيك الpvc والمواد التي تحتوي الزئبق»، من ثم اعتماد تكنولوجيات المعالجة البديلة السليمة بينياً. { تقليص النفايات: إن الجزء الأهم في إدارة النفايات هي في التقليل منها، ويبدأ تقليص النفايات من البداية أثناء عمليات شراء مواد التموين في المستشفى. فيستطيع خبراء الشراء الذين يتعاملون مع البائعين الإكثار من كمية الأدوات القابلة لإعادة الاستعمال وتقليص كمية النفايات الناتجة عنها وبالتالي ضررها، إن تقليص التغليف إلى الحد الأدنى وشراء المنتجات الدائمة عوضاً عن تلك التي يجب التخلص منها بعد الاستعمال يؤديان في حال إمكانية تطبيقهما إلى تقليص النفايات المنتجة. { فرز النفايات: إن فرز النفايات أساسي لنجاح إعادة التدوير ومن السهل تطبيقه بشكل واسع في المستشفيات كونها من الأماكن المنظمة إلى حد كبير، يشكل الفرز الخطوة الأهم في تقليص حجم وضرر النفايات الطبية المنتجة، كما أن فرز النفايات يخفف من الخطر على العمال، فإذا تم خلط الحيز الأكبر من النفايات غير المعدية مع نسبة ضئيلة من نفايات قد تكون معدية يمسى مجموع النفايات خطراً، ولكن إذا تم فصل النفايات غير المعدية عن المعدية تسهل عملية إعادة استعمالها أو إعادة تدويرها. من السهل جداً إعادة تدوير منتجات الورق والورق المقوى والزجاج وبعض البلاستيك والمعادن، وإن فرز النفايات ليس صعب التطبيق إذا ترافق وعمليات التعليم والتنظيم والمراقبة والتطبيق المناسبة. إن الطريقة الفضلى في وضع نظام ملائم لتقليص النفايات وفرزها في أي مستشفى هي في إجراء جردة تقييم لنفايات المستشفى وذلك بهدف الاطلاع على أنواع النفايات والنماذج المختلفة المنتجة في كافة أقسام المستشفى. { إعادة الاستعمال: في قدرة المستشفيات تقليص كمية النفايات الناتجة عنها وتخفيض التكاليف وتقليل تأثيرها على البيئة من خلال اختيار واعٍ لمواد التموين وإعطاء الأفضلية للمنتجات القابلة لإعادة الاستعمال التي تتلاءم وحاجات العاملين بالعناية الصحية ومرضاهم. يتمتع الكثير من المستشفيات في الدول النامية بمرافق خاصة بإعادة المعالجة لتعقيم الأدوات والمواد لإعادة استعمالها. إن الاستثمار في تحسين وتطوير هذه المرافق لزيادة استخدام اللوازم القابلة لإعادة الاستعمال والتأكد من سلامتها يساهم في معالجة مشكلة النفايات بشكل كبير، بعد مرور عدة عقود على تراجع استعمال المواد القابلة لإعادة الاستعمال في الولاياتالمتحدة وأوربا إلا أنها قد عادت لتعتمد من جديد وبشكل كبير، فكثير من المنتجات ذات الاستعمال الأوحد تتمتع ببدائل آمنة وقابلة لإعادة الاستعمال بما فيها الأدوات الحادة، والمستوعبات والبياضات، وأوعية الحاجات السريرية، والصحون.. الخ { تكنولوجيا المعالجة البديلة: حتى المستشفيات التي تعتمد أفضل أنظمة تقليص وفرز وإعادة استعمال النفايات ستظل تنتج بعض النفايات المعدية، إلا أن كافة هذه النفايات تقريباً لا تحتاج إلى الحرق لتصبح غير ضارة وغير معدية، ففي العام 1997 وحده تم إنشاء 1.500 مرفق لمعالجة النفايات الطبية بغير طريقة الحرق في الولاياتالمتحدة. يشكل «التعقيم البخاري» autoclave البديل الأكثر استعمالاً لمعالجة النفايات، ويتلف التعقيم البخاري الجراثيم المعدية عبر استخدام حرارة البخار وضغطه، وعلى عكس المحارق فإن المواد لا تحترق، ما يقلل من خطر إنتاج الديوكسين، أحياناً يتم تقطيع النفايات قبل تعقيمها لتسهيل تلك العملية، «التعقيم البخاري» أقل كلفة من المحارق الحديثة وأكثر منها سهولة في الصيانة والتصليح، إن تقنية «التعقيم البخاري» مألوفة جداً لدى المستشفيات ذلك أن معظمها ما زالت تستخدم معدات تعقيم صغيرة الحجم في مختبراتها لتعقيم المعدات. ففي الهند مثلاً، فقد اعتمد «التعقيم البخاري» في مستشفيات تفوق قدرتها الألف سرير، ومن أوائل المستشفيات التي اعتمدت هذا النظام مستشفى سانجاي غاندي في دلهي المتضمن مائتي سرير والذي تديره حكومة ولاية دلهي، ما زال مستمراً منذ أكثر من سنتين، كما تم اعتماد «التعقيم البخاري» في تسع مستشفيات حكومية مؤخراً ومن ضمنها المستشفى الأكبر في الهند، «عهد كل الهند الطبي» الذي تملكه الحكومة المركزية الهندية. من البدائل الأخرى السليمة بيئياً يتم استعمال تقنية التعريض إلى الموجات الصغرى microwaving وهي تقنية تستخدم الطاقة الإشعاعية لرفع حرارة الماء الذي يتم رشه على النفايات، وعندما يبلغ الماء درجة الغليان تغلي معه الجراثيم فيبطل ضررها. هنالك العديد من البدائل الأخرى أيضاً ولكن من المهم الإيضاح أنه في حين أن هذه البدائل لا تخلو هذه البدائل تماماً من الخطر، فإنه من الضروري إرفاقها بنظام فعال لتقليص النفايات وفرزها وذلك للتقليل من آثارها البيئية وتكاليف التخلص من النفايات الطبية. { الخاتمة.. وصفت المحارق بأنها «مطامر في السماء» لأنها تنفث انبعاثات سامة في الجو، ولسخرية القدر فإن هذه «المطامر في السماء» تحتاج لمطامر في الأرض، فالرماد الناتج عن محارق النفايات الصلبة البلدية، والذي اعتبرت «كنفايات خطرة» من قبل المحكمة العليا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، يلوث التربة والمياه الجوفية، غرينبيس تحذر من أن العوازل لكل المطامر لابد من أن تتشقق في نهاية الأمر والسائل السام سوف يتسرب ليسمم خزانات المياه الجوفية. إن محارق النفايات الخطرة هي قنابل موقوتة نتركها لأطفالنا. إن المحارق وهي معالجة لمشكلة من النهاية هي في جوهرها إشكالية، فإستراتيجية للمعالجة من المصدر تستغني عن المشاكل الموروثة التي لا تحصى باعتماد حلول نهاية الأنبوب «مصافي المحارق»، وذلك عبر تقليص وإعادة استعمال وإعادة تدوير المواد المستعملة وعبر تطبيق تقنيات اللا حرق والقضاء على الانبعاثات السامة والسماح بإعادة التدوير وفي حالة استعمال المواد المتحللة طبيعياً نحصل على طمر سليم. من المهم الإشارة إلى حالة إيجابية وعملية، حيث تم تطبيق تجربة ناجحة وذلك في جزيرة مايوركا الأسبانية، فقد تم وضع خطة شاملة ترتكز على حملات توعية شعبية وحوافز مالية وتقنية وفرز طوعي واتفاقيات لإعادة الاستعمال مع الصناعيين وتعزيز قانوني لمسؤولية المنتج مما سمح باعتماد برنامج لإدارة النفايات مبني على مثال يحتذى به لجزيرة خالية من الحرق كلياً. إن المنع التدريجي لعمليات الحرق والمثال الناجح باعتماد إستراتيجية بدائل سليمة لإدارة النفايات كتلك المطبقة في جزيرة مايوركا، ينبغي أن تكون المرشد للبناء في فترة التخطيط هذه. إن تجربة مايوركا الرائدة التي أطلقتها غرينبيس يمكن تطبيقها في أي مجتمع متوسطي. لا يشكل الحرق حلاً لمشكلة النفايات لأنه انتقال بسيط للملوثات من النفايات نفسها إلى انبعاثات الدخان والرماد، كما أن الحرق يلغي إمكانية الاستفادة من قيمة المواد وذلك عبر إعادة تدويرها. إن التقنيات البديلة التي عرضت في الدراسة هي بدائل سليمة بيئياً واقتصادياً تفوق المحارق، فالتعقيم البخاري موجود بأعداد كبيرة في العديد من المستشفيات ويسمح بمعالجة العديد من المعدات الملوثة لإعادة استعمالها.