ü بين ظهرانينا هذه الأيام الصديق الصحفي والمقيم ببريطانيا الأستاذ علي عبد الرحمن!! ü «أبوخولة» وجه جميل ومشرق «لنا» في عاصمة الضباب وسيرته «بالخير» على لسان كل زائر يلتقيه هناك.. وكم كانت سعادتي كبيرة بالانطباعات التي كتبها عنه الصحفيون الذين ذهبوا في دورة تدريبية نظمها إتحاد الصحفيين السودانيين مؤخراً في لندن.. وقالوا في تلك الكتابات أن «علياً» قام بالواجب وأكثر!! وهو وما وجدناه نحن عندما ذهبنا في مجموعة إقتصادية قبل سنوات إلى بريطانيا للمشاركة في فعاليات إقتصادية.. فقد أكرم وفادتنا «وحمنا معه لندن بساق كلب» ولم نترك شاردة أو واردة في تلك العاصمة المبهرة.. ولازلنا نحتفظ بأريج تلك الزيارة ومعها كم هائل من «اللطائف» و«الطرائف» والمواقف!! ü وواحدة من تلك الطرائف ما نقلته لهم على لسان أخينا «بكري عوض» ونحن نقارن بين المرور عندنا في السودان وعندهم في بريطانيا!!.. بكري الشارع عنده ينقسم إلى محورين إما «قالع» أو «مقلوع».. وإذا أردنا الذهاب إلى شندي مثلاً فبمجرد خروج العربة من زحام المدينة المروري الكثيف وعندما تلامس إطاراتها أسفلت «الكدرو».. فشندي بعد ذلك «عنده في القزاز» فلا يحبسه بعدها «حابس» إلا قدر الله!! ü وانتشرت الحكاية وبدأ التقليد وطبعاً «بالخشم» فقط.. فلا مكان هنا للخروج على النظام أو القانون.. ومع ذلك فإن أحدهم عندما ينوي السفر إلى «ويلز» مثلاً فإنه يقول لصاحبه «أنا ماشي ويلز في القزاز» وتبدأ الضحكات!! ü أمس جاءنا علي في الخرطوم.. وبعد السلام «والمطايبة» بدأنا الونسة على الطريقة السودانية المعروفة!! ولكن الضحكات لم تدور هذه المرة في «المجلس» كما في السابق!! ü الزائر وجدنا على غير عادتنا!! كنا أقل حماساً.. لم تعد البسمة هي البسمة.. وكادت جذوة الأمل أن تخبو وتنطفيء في النفوس!! أوضاع البلد لا تسر صديق أو تثير حماسة عدو!! ü زائرنا قال إنه تألم لمنظر طفلة لم تبلغ الخمسة زهرات وهي «تخاطر» بروحها وسط شارع مزدحم تسأل الناس أعطوها أو منعوها!! لم ننهدش لهذه «الأقصوصة» فهي عادية وتتكرر في كل شارع وحي وتحت أي شجرة أو منعطف داخل «حافلة» أو فوق بأبور أو على ظهر حمار أو جمل أو سابح!! وهل لنا أن نندهش «الوالي» يطالب بنفسه أن تقوم شرطة لمكافحة التسول؟!! شرطة «بجيش» وأفراد «وضباط» ومكاتب قد تكون أنيقة أو مظللة وعربات فارهة وميزانيات ومرتبات وحوافز معلومة «ومنظورة» لمكافحة التسول!! ü يا صديقي نحن لا نندهش فالتسول والجريمة صنوان في المكافحة و«المنافحة» «والملاحقة» والمتابعة والضبط!! ü نعم يا علي أعذرنا هذه المرة إن وجدتنا سارحين «ومهمومين» و«مشتتين» وزائغي النظرات لا نعرف أين نتجه.. ووين «نقبل»...!! ü يا علي السودان لم يعد هو السودان والحال لم يعد هو الحال!! ü يا «علي» قال مصطفى سعيد في موسم الهجرة للشمال للراوي قبل أن يختفي في مياه النيل للأبد قال له وهو يوصيه على طفليه: جنبهما ما استطعت مشقة السفر! ü نحن الآن ننظر لأطفالنا وكل منانا وأحلامنا أن نجنبهم ما استطعنا مشقة الإقامة هنا! ü نعم هذا للأسف ما وصلنا إليه من حال!! إنه حال لا نتمناه لصديق أو عدو أو حتى «طابور خامس».. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.