من حسنات ودالشواطين أنه في رمضان ينشغل بالصيام والتراويح فيقلع تماماً عن تدبير المقالب.. بل حتى لا يحكي عنها.. عندما زارني مساء أمس فرحت به.. لأنني ضمنت أن عينه الشريرة تكون نائمة.. وعندما قلت له: إن صيامك عن عكننة الناس والكيد لهم يجعلك شخصية لطيفة.. قال لي: ضاحكاً: ان الفطر ده قايلو بعيد.. بكرة بجي العيد.. وكل قرد يطلع جبلو. أعددت له شاياً على هواه.. وبينما يسبح بمسبحة أنيقة.. انتبهت إليها.. وأبديت إعجابي بها.. فقال: هي من صديقه الجديد الذي تعرف عليه في صلاة التراويح وأصبحا أصدقاء هو عمر القاضي.. فسألته القاضي دي اسم ولا مهنة، فقال: لا هو مولانا قاضي عديل.. فقلت له: هذه علاقة جيدة.. ستثمر حتماً.. فقال لي: ما أثمرت فعلاً، قلت له: كيف؟ قال حكي لي حكايات عن تجاربه في القضاء وعرفت منه أشياء يشيب لها شعر الرأس.. أثار ذلك فضولي واخذت ألح عليه أن يحكي لي حكاية من التي يشيب لها الشعر هذه.. بعد ممانعة من نوع يتمنع وهو راغب حكى لي. بطريقة مشوقة. عمر القاضي حكى لي الحكاية دي: كان في متهم.. كتل مرتو.. قبضوه.. وقام إعترف طبعاً الإعتراف سيد الأدلة وأنا كنت القاضي الماسك القضية.. لاحظت إنو المتهم ده صموت... صبور.. إعترف إعترافاً كاملاً ومثَّل الجريمة.. وورانا أداة تنفيذ الجريمة.. يعني الحكاية إعدام.. إعدام.. الكلام ده قبل تطبيق قوانين الشريعة.. وما كانت في حكاية أولياء الدم وعفوهم خالص. المهم المتهم ده بقى مدان مية في المية.. قدر ما نحاول نخليهو يدافع عن نفسو قال: أبداً.. أنا مذنب وكاتل ومستعد لي أي قصاص.. طيب دوافع الجريمة شنو.. الزول ده ما بنضم. قلنا ليهو شوف ليك محامي.. رفض، جبنا ليهو محامي عشان يدافع عنو رفض يتعاون معاهو.. لغاية ما المحامي سابو في حالو.. يعمل شنو؟ قلنا نؤثر عليهو بأقرباهو.. رفض يقابل بالذات أبوهو رفض يقابلو خالص.. بعد تعب وافق يقابل اختو.. لكن اتكلم معاها دقيقة بس.. وطلب منها أن لا تزوره مرة أخرى وطلب ان تطلب له العفو من الجميع. احترت مع هذا الرجل وكنت اختلق الأسباب لتأجيل المحكمة عسى ولعل ولكن لا فائدة ترجى أخيراً تمت محاكمته وادين بعقوبة الإعدام. بدأ لي أنه سعيد بحكم الإعدام.. إذ هتف بعد نطق الحكم.. يحيا العدل.. رغم ذلك ظللت أتابعه وأزوره عسى أن يقول جديداً.. ولكنه يصر على موقفه انه مذنب.. وانه لابد أن يجد جزاءه العادل. مرت الأيام كئيبة عليَّ وأنا أحاول حل لغز هذا الرجل الغريب.. حتى حان وقت التنفيذ فأحضرت له أحد العلماء الأجلاء ووعظه وطلب منه أن يقول مايريد.. لكنه لم يبح بأي شيء..! بقيت لحظات على تنفيذ الحكم.. فقلت له: يا اخي أنت الآن على وشك أن تموت شنقاً إستحلفك بالله أن تحكي لي الأمر.. فتمانع.. وبعد إلحاح مني وقسم بأنني لن أبوح بسره مهما كان.. وافق واشترط ان أحضر مصحفاً واتوضأ وأقْسِّم عليه بأنني مهما كان من حديثه وسره لا أبوح به.. ولا أبني عليه أي مواقف تُعدل الحكم. أقسمت له.. وهمس لي بالحقيقة.. وجدت زوجتي مع.. وأجهش بالبكاء فاضطررت إلى تنفيذ وعدي رغم قسوته لكني إحترمت الرجل جداً ففعلاً الأمر لا يمكن احتماله على الاطلاق بل هو من الأشياء التي لا تصدق! قال ود الشواطين: أليست قصة عجيبة.. قاطعته ولكن وجد زوجته مع من؟ قال لي: هذا ما أقسمت أن لا أبوح به لأحد. ألححت عليه فعاند وكابر ورفض.. قلت له: فعلاً إنت ودالشواطين حتى حين تقلع عن المقالب والإيذاء تعاقبني بهذا الإخفاء.. والتشويق والإثارة ثم تمنعني من معرفة الحقيقة. ضحك وقال لي: إن كنت ذكياً فستعرف الحكاية.