والله هذا ما حدث بالضبط!! ü رن تلفوني في الصباح الباكر أمس الجمعة.. عادة لا يحدث ذلك في هذا اليوم المبارك الذي تعودنا فيه أن نرتاح من الرنين والثرثرة بنوعيها المفيد والضار ب«الصحة».. ترددت قليلاً في الرد في هذا الوقت الذي يبدو لي على المستوى «الشخصي» مزعجاً.. خصوصاً ونحن يومنا مقلوب! وحياتنا مقلوبة!! وبمناسبة «المقلوبية» لم تكف تلفوناتنا مساء الخميس أول أمس سألنا الكثيرون: «صحي القطر الجديد إنقلب»؟!! قلنا لهم لم ينقلب على عقبيه!! ولكنه «إنحرف» قليلاً و«خرج عن الخط» قبالة محطة شروني هو ينوي الدخول للورشة بمحطة السكة حديد بالخرطوم!! ü سألونا: هو متين إشتغل علشان أمشي الورشة؟ قلنا لهم ربما صيانة دورية!!.. الحادثة الصغيرة أكدت إهتمام الناس الواسع وشفقتهم على التجربة الجديدة ونتمنى ألا تحدث «إنحرافات» أخرى أو خروج عن المسار.. ولسنا على إستعداد لسماع الرواية التي تقول: إن العطل الفني سببه الشبكة طشت!! ü نعود لتلفون الصباح!! على الخط كانت سامية!! عفواً للإزعاج.. لا ما في إزعاج!! خالتي «فاطمة» دايراك، «ملحوظة» الأسماء مستعارة.. الأخيرة أم زوج الأولى. «نسيبتها».. أهلاً يا حاجة!! مبروك الصفحة الأخيرة!! دايرة أكلمك بقضية «نسيبي» أي زوج ابنتها.. خير!! الزول ده ليهو أسبوع طائرة ليهو فكرة أبقى رئيس!! ü طيب المشكلة شنو؟.. المشكلة أخذ الموضوع جادي وترك التفكير في الهجرة رغم الخطوات التي قطعها في سبيل ذلك! قلت لها: من حقو.. فقط عليه الانتظار سنتين وربما عدة سنوات إن إتفقت القوى السياسية على ذلك!! ü هاك إتكلم معاهو!! قال: والله الفكرة قديمة يا أستاذ من أيام الابتدائية كان في درس عنوانه «ماذا تحلم أن تكون غداً»؟! كنت أقول لأقراني في الكنبة: داير أبقى زي جعفر نميري!! ü قبل أن يسترسل «الرئيس الجاي » دخلت الحاجة فاطمة في الخط!! هوي يا عبد العظيم نحن أصحاب!! الزول ده يهزر ساي!! وتانياً الزول ده مواطن عادي!! ü ورد «المواطن العادي» قائلاً: كلام الحاجة ده بشبه الأفكار «المزروعة» والمقصودة «بزرع» اليأس في نفوس الناس وقفل المناصب على ناس معينين!! ü قلت له «معينين» أو منتخبين!! وضحكت الأسرة السعيدة التي يحلم أحد أفرادها بكرسي الرئاسة بهذه الطريقة «الناعمة». ü السلطة في الدول جنوب الصحراء تشبه ما قاله صديقنا بكري عوض: السواقة في شوارع البلد دي «يا قالع أو مقلوع»!! ü علق أحد الأقارب وأنا في مناسبة اجتماعية وهو يبدي إعجابه بما كتبناه الأسبوع الماضي حول مبارك الفاضل وياسر عرمان ودورهما في إنتاج أزمات هذا البلد.. وسألني بالمناسبة ماذا تعني كلمة «إنتاج وإنتاجية»؟ وقبل أن أجيب تطوع أحد الذين يجلسون بالقرب منا قائلاً: إنتاج حقت الرجال!! وإنتاجية حقت الحريم!! وبالإنتاج نحمي بلدنا!!