أحبتي اصدقاء واعداء شمس المشارق.. لكم اطناناً من الحب.. وتلالاً من الود.. وبحاراً من الاحترام.. لا استثني أحداً.. إخوة أعزاء.. أو أعداء ألداء.. أخاطب عقولكم وقلوبكم التي تمنحونها عند كل اشراق لحروف مدادي.. لا فرق من كان منكم في اليمين القصي.. أو اليسار الأقصى.. حتى المنتمين لاحزاب الكرتون و «الفكة» أو المؤلفة قلوبهم.. أو الطامعين في أنهر عسل المؤتمر الوطني.. اليوم دعوني استميحكم عذراً شاهقاً وألتمس منكم عفواً شاسعاً.. اليوم يا أحبة أود أن انتصر لنفسي.. اليوم انا في اجازة من حمل آمالكم وأمانيكم وأحلامكم.. اليوم لن احمل منديلاً أو بشكيراً لأجفف دموكم الغالية الهاطلة من عيون جرحها واعشاها البكاء من سحب الظلم وأمطار المهانة.. اليوم لن اكتب حرفاً واحداً عن طفل طردته المدرسة عندما عزت «المصاريف» أو الرسوم.. اليوم أسِّد «دي بي طينة» و«دي بي عجينة» لا اسمع أنين مريض «مجدوع» في ردهات المشافي المتسخة أعني الأميرية والتي هي الحكومية.. التي تطالب المرضى الناحلة أجسادهم النافرة عروقهم المتيبسة أطرافهم «الفاضية جيوبهم» تطالب بثمن «الحقنة» و«فتايل» الدواء وحتى ثمن «الشاش» و «الجبص» لعامل هوى من فوق «سقالة». الليلة كل مدادي وغضبي «لنفسي وروحي» فقط.. أنا أعلم انها «انانية» مفرطة وهروب إلى حين من التصدي لمشاكلم وأوجاعكم النازفة.. ولكن سامحوني فقد فاض بي الكيل.. وبلغت المهانة مدَّاها.. حتى اجتاحتني غضبة مضرية عصفت بعقلي وكل كياني.. وهاكم أسباب الغضبة.. تجدونها في أحشاء كلماتي.. وهي ليست أكثر من رسالة أكتبها بأطراف أسنة وحناجر أو أعواد مشاعل.. تعالوا معي.. وأمرقوا الذِّمة كيف بنطاق هوان الأمة.. الإخوة.. في اعلام المؤتمر الوطني.. وقبلهم البروف غندور والدكتور مصطفى والجالس على تل الإعلام.. وكل الذين كانوا نجوماً تتلألأ في سماء الاسبوع المنصرم.. اسبوع خطاب السيد رئيس الجمهورية الذي جمع الشيخ بحيرانه والاستاذ بتلامذته بعد فراق ما كنا إنه «يتلم شتات» ثم مؤتمر البروف غندور ذاك الذي تلى خطاب السيد الرئيس.. دعوني أولاً أن أرسل لكم خالص التحايا وألوان مبهرة من السلام.. أخاطبكم بالرفيع من العبارات وهذا ابداً شأن قلمي وعطر مدادي الذي يكتب حتى في ذروة الغضب حروفاً أنيقة العبارة ثرية المفردة جزلة الاسلوب.. هكذا ادبت وعلمت «قلمي».. وأقول.. كنت سأستهل كلماتي لكم برائعة إبن زيدون التي ابكت ولادة بنت المستكفي و «خلخلت» «مخها» واعادت إلى عقلها المتعالي الصواب حتى كادت أن تصفح وتتنازل من زهوها الملوكي وتصالح إبن زيدون الذي بكى بالنزيف.. أضحى التنائي بديلاً عن تلاقينا، كدت استهل كلماتي لكم بتلك البكائية الفاجعة إلا أن شيطاناً قد تلبسني.. وايقظ في صدري حقداً والبسني روحاً شريراً.. فلم أجد غير أن «أفتتح» خطابي لكم بكلمات من زول قنع فخاطب محبوبه وهو من الزاهدين.. روح الغدر بي نفسو ما ببكوا عليه.. الموضوع يا أحبة في اعلام المؤتمر الوطني.. وحتى في الذين يخاطبون الأمة نيابة عن المؤتمر الوطني هي تجاهلي المتعمد في أي محفل اشرقت أو اظلمت أحداثه على ارض الوطن.. وقبل أن أحدثكم عن «الوطني» و «الوطن» وكيف أني اعرف تماماً حدودهما الجغرافية والتاريخية.. أود أن أهمس في آذانكم بأن هذا القلم يكتب من الخرطوم.. وفي صحيفة تنحدر من رحم مطابع هذا الوطن.. وإن هذا القلم لا يكتب في «ها آرتيس» أو أي صحيفة يهودية أخرى. مع السلامة وبكرة نتلاقى