لأن السودان يعتبر من الدول النامية، ولأن الحكومات في هذه الدول لا تستطيع العمل منفردة لتلبية متطلبات المواطنين، فإن هناك مجموعة منظمة وأفراد وشركات تقوم بسد النقص في هذه الظروف خاصة وأن العالم كله اتجه نحو منظمات المجتمع المدني لسد النقص في بعض المجالات، خاصة الاجتماعية منها، ونحن في السودان نجد أن هناك منظمات كثيرة تعمل في مجال تقديم المساعدات الإنسانية المتعلقة بالأيتام والتعليم والعلاج، فهناك منظمات تقوم بكفالة كاملة للأيتام عبر ضوابط تضعها، وتذهب لأكثر من ذلك كأن تقوم بمناشدات لشحذ الهمم والانخراط في أعمال الخير، كما أنها تقوم ببناء صروح لإسكان فئة من الطلاب تسعى لطلب العلم ولكن ضيق ذات اليد يمنعها من ذلك، كما أن البعد الجغرافي خاصة في مناطق الرحل، يحول دون تلقي عدد مقدر من أبناء هذا البلد للعلم، وكما ذكرت فإن هناك جهات ومنظمات تقوم بهذا الدور، منها منظمة الفيحاء الإسلامية الخيرية العالمية، بقيادة الشيخ محمد الحاج حمد العقلي وهو من الشباب الأخيار الذين تركوا الدنيا وما يفعله كثير من أقرانهم، وانخرط في جمع الحسنات.. فبعد أن أقام المجمع الديني في شمال كردفان، شرع الآن في بناء أحد الصروح الدينية المميزة التي تحتوي على مسجد وخلاوى ومنظمة خيرية عالمية لرعاية وكفالة الطلاب والأيتام وهي كفالة كاملة.. حقيقية مثل هذه الأعمال تحتاجها هذه الشرائح لمساعدتها والأخذ بيدها.. بدعم من الدولة، لأن هذه المنظمات لن تستطيع العمل منفردة. المهم سادتي مثل هذه المنظمات التي لا ترتجي أي أرباح مالية وكل همها هو جمع الحسنات، يجب أن يلتف حولها الناس وأن تكون أحد بواباتهم لتقديم الخير والمساعدات لنفر كريم من أبناء هذا البلد فقدوا آباءهم وفرصهم في التعليم والعلاج، ومساعدتهم تعتبر من الصدقات الجارية التي يبحث عنها الكثيرون، ويد الله مع الجماعة.. ونحن نرجو أن يحذو شبابنا حذو شيخ محمد الذي آثر خدمة أبناء بلده.. ويترك شبابنا التحسر على وظائف الخدمة المدنية المحدوة ويتجهوا الى مثل هذه الأعمال التي تفتح لهم أبواب السماء.