طلاب الشهادة الثانوية وصفوا الامتحان بأنه لا ساهل ولا صعب! إحدى الطالبات قالت: (الامتحان موية) والموية هي المشكلة!! فهي دائماً ما تكذب الغطاس!! و الصحافة أيضاً داخلة على إمتحان (لا ساهل ولا صعب) الامتحان هو الحريات الصحفية التي قيل إن جرى إطلاقها!! العملية تذكرني بجريان المياه في أيام سابقة في مشروع قندتو الزراعي.. شيخ المشاريع بالولايات الشمالية! لا أعرف الآن كيف حاله.. أتذكر إنه كان محطة رئيسية لناشئة الصحفيين الذين يزورون مدينة شندي!! فلا حديث إلا عن المشروع!! يقول المسؤولون جرت المياه في المشروع!! عندما يذهب الصحفي لأرض الواقع تجد إن الجنابية ممتلئة بكل شيء إلا الماء!! الآن السؤال الصعب هل جرت الحرية في جداول مشروع الصحافة الذي يشكو العطش وتيبست شجيراته وأصابه المحل و«أصفر» الزرع في حقوله فانصرف عنه المزارع «التساقي» وحتى البهائم!! الصحافة شفاه «مشققة» ويابسة وحالها كحال العصفور الذي يرنو للأفق ولقطرة ماء ولو صغيرة تعيده لتلمس أوتار الحياة!! الصحافة يابسة الأوراق وأخشى أن تكون قد دخلتها «النقرة» والنقرة للذين لا يعرفونها حشرة صغيرة تندس بين أوراق القصة الجافة واليابسة فأن أكلتها «الغنماية» فأنها لا محالة ستلتصق بحنجرتها وتسد قصبتها الهوائية ثم تختنق ولا شيء أصعب وأمر من الاختناق!! يسأل الناس هل جرت المياه في جداول الصحافة ونتلفت يمنة ويسرة ونقول لا أدري، ومن قال لا أدري فقد أفتى، فقد سئل الإمام مالك في عشرة مسائل فأجاب في تسعة بكلمة لا أدري!! فأين نحن من إمام دار الهجرة!! هل الحرية الموعودة للصحافة هي المحدودة «بقانون» وما أدراك ما القانون الحالي أم «نشوت ضفاري» حتى يتبين لنا الخيط «الأبيض» من الخيط الأسود حتى طلوع الفجر! لا أحد حدثنا من أهل السلطة أو من أهل اتحاد الصحفيين أو المجلس القومي للمطبوعات ولم يصدر حتى اللحظة أي منشور «جمركي» يفصل فئات كل حرية. وكم تبلغ الرسوم في حالة المخالفة لقواعد الاستيراد والتصدير «للكلمة» والحرف و«الآهة» . واستحضر هنا طرفة صديقي البروفيسور إبراهيم محمد شريف وكيل جامعة نيالا قال لي إنه كان يستقل قبل سنوات مواصلات عامة خارج السودان وركب بجواره «سوداني صوفي قاطع» وعندما رأي أخونا إبراهيم يحمل في يده مسبحةكبيرة ويكر بحبيباتها في تفان سأله يا شيخنا انت من ياتو طريقة؟ قال إبراهيم رددت عليه فوراً حتى لا ادخل في أي نقاشات جانبية: «أنا عندي طريقة خاصة». فيا أخوانا خلونا نجرب طرقنا الخاصة في ممارسة حرية الصحافة المشتهنها جداً جداً.. وعليكم أمان الله ما تجييكم أي عوجة!! فالخطوط الحمراء معروفة وكذلك البيضاء والزرقاء والرمادية كمان!! الصحافة السودانية الآن في غرفة الانعاش و«الانقاذ» الوحيد لهذه الحالة المستعصية هي إدخال أنابيب الاكسجين!! اكسجين الحرية!! المهم تطابق هذه «الأنابيب» مع المعايير العالمية وإلا اختنق المريض و«فطست» هذه المرة عديل!!