تلقيت اتصالاً هاتفياً من الشيخ الورع صاحب الوجه الصبوح وطهارة الجسد والروح الشيخ أحمد الصابونابي خادم مقام والده العارف بالله الخليفة الشيخ محمد الصابونابي شيخ السجادة السمانية بالصابونابي. وكان الشيخ احمد الصابونابي (الابن) قد اتصل بي هاتفياً حيث وجه لي دعوة كريمة لزيارة الصابونابي، وذلك بعد أن علم أنه قد وقع عليه الاختيار ضمن كوكبة من مشائخ الطرق الصوفية لتوثيق سيرتهم ومسيرتهم الصوفية، وذلك في إطار المشروع القومي لتوثيق سير النخب السودانية في كافة المجالات.. هذا المشروع الذي تقوده منظمة ميديا للنشر والتوثيق التي اتشرف بقيادتها، وكانت المنظمة قد تشرفت بموافقة الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل برعاية المشروع. وكان الشيخ أحمد الصابونابي خلال الاتصال الهاتفي قد أعرب عن عميق شكره وتقديره لاختياره لتوثيق سيرته ومسيرته الصوفية الممتدة من منتصف القرن الماضي وحتى الآن، حيث ولد الشيخ أحمد الصابونابي عام 1950م ببلدة الصابونابي بمحلية ابوحجار التابعة لولاية سنار، وكان قد بدأ حفظ القرآن الكريم في خلوة والده الشيخ محمد الصابونابي الى أن ختم القرآن على يد الشيخ ابراهيم أحمد محمد، وذلك برواية الإمام الدوري ثم حفظ القرآن براوية حفص على يد الشيخ ابوبكر أحمد ثم أكمل الخلوة ونال شهادتها، ثم درس علوم الفقه والتوحيد والتصوف واللغة العربية على يد والده الشيخ محمد الصابونابي، وبعد ذلك عمل الشيخ أحمد الصابونابي بخلوة والده في القسم الثاني من الخلوة الخاص بتحفيظ القرآن الكريم للنساء، وقد تخرجت على يديه الكريمتين العديد من الحافظات والدارسات. المعلوم أن الشيخ أحمد الصابونابي كان يتمتع بآفاق واسعة وطموحات شاهقة ليس في مجال الصوفية فحسب، وإنما تجاوز ذلك الى دراسة العلوم الحديثة، حيث التحق بالمؤسسة القومية للتعليم بالمراسلة قسم العلوم التجارية والمحاسبة، ونال شهادة المؤسسة بدرجة مشرفة، بعدها التحق بالجامعة الشعبية العربية بالخرطوم، التي كانت تتبع للبعثة التعليمية المصرية بالسودان شعبة الآلة الكاتبة (اللغة العربية) وتخرج منها ونال شهادة الجامعة الشعبية. بعد ذلك عاد الشيخ أحمد الصابونابي أدراجه الى بلدته الصابونابي، حيث عمل في مدرسة الصابونابي الثانوية كمعلم متخصص في علوم التجويد وفي نفس الوقت كان قد أصبح شيخ حلقة القرآن والتجويد والتفسير بمسجد والده، وكان يقوم بتدريس الفقه والتوحيد والسيرة النبوية العطرة بالمسجد. عفواً سادتي لهذا الاستطراد ولكن أين لي وأنا في حضرة الشيخ صاحب الوجه الصبوح وطهارة الجسد والروح الشيخ أحمد الصابونابي؟ قلت آنفاً إن الشيخ أحمد الصابونابي كان يتمتع بآفاق واسعة وطموحات شاهقة، وقد تأكد ذلك في دراسته للعلوم الحديثة والتحاقه بالجامعة الشعبية العربية ولم يكتف بذلك وإنما انتابته في الآونة الأخيرة مشاعر متنامية وإحساس جارف بضرورة تحمل المسؤولية تجاه وطنه الأكبر السودان ووطنه الأصغر بلدته الصابونابي ففي المجال الأول وهو خدمة وطنه الأكبر السودان فكر في ضرورة المشاركة في اللجان التحضيرية لتظاهرة (سنار عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2017)، هذه الاحتفالية التي جاءت ضمن مقررات المؤتمر الإسلامي ومنظمة الايسسكو (المنظمة الإسلامية للثقافة والتربية والعلوم والاتصال) وهي منظمة استحدثها العالم الإسلامي لموازات منظمة اليونسكو العالمية. أما في المجال الثاني فقد وجهه إلى وطنه الأصغر بلدته الصابونابي، حيث أجرى اتصالات مكثفة مع عدد من المسؤولين بالمنظمة وعدد من أبناء الصابونابي بدول المهجر فاتحهم خلال هذه الاتصالات بضرورة قيام نفير لنهضة وتنمية وتطوير بلدت ومسيد ومسجد الصابونابي، بالإضافة الى ترقية وتطوير الخدمات العامة، وقد حظي هذا المشروع بدرجة عالية من القبول والهمة العالية داخل وخارج بلدة الصابونابي، بل وصل الاهتمام بالمشروع الى الخرطوم، حيث انبرى لهذا المشروع مكتب أصدقاء الكتاب باليونسكو بقيادة الأستاذ عبدالمنعم عبدالرحمن، وهو ناشط عظيم في مجال خدمة المجتمع والثقافة، فتم اتصال بينه وبين الشيخ أحمد الصابونابي وأبدى مشاركته ومساهمته في المشروع وعلى ضوء ذلك تم تشكيل لجنة باسم (لجنة نفير منارة الشيخ الصابونابي) وقد أدرج اسم عبدالمنعم عبدالرحمن ضمن أسماء هذه اللجنة ومعه أركان حربه الأستاذ أزهري الفضل مختار والفنان التشكيلي برعي عمر سالم، والأستاذ الشاعر ابراهيم عبدالرحمن محمد وشخصي، وأكثر من ذلك فقد أصدر الأستاذ عبدالعظيم آدم يوسف معتمد محلية ابوحجار قراراً باسم المعتمد بموجبه تم تكوين لجنة باسم (لجنة نفير منارة الشيخ الصابونابي) وكان من أبرز أعضاء هذه اللجنة المعتمد نفسه الأستاذ عبدالعظيم آدم يوسف، والمدير التنفيذي، وكل من السادة محمد الشيخ الهادي - أحمد الشيخ محمد - الشريف الطيب الشيخ - مدير وحدة ابوحجار- مدير العقيدة والدعوة - مدير إدارة الثقافة- ابراهيم عبدالرحمن محمد- الشيخ الرفاعي الشيخ الهادي وآخرون. وفي السياق كان الأستاذ عبدالمنعم عبدالرحمن مدير مكتب أصدقاء الكتاب باليونسكو قد شكل وفداً للاتصال المباشر بالشيخ أحمد الصابونابي، وكان هذا بمثابة وفد المقدمة لزيارة الشيخ أحمد الصابونابي، حيث سافر الوفد الى بلدة الصابونابي واجتمع مع الشيخ أحمد الصابونابي وتم الاتفاق على الخطوط العريضة لمشروع منارة الصابونابي، ومن بين هذه الخطوط قدم الوفد للشيخ أحمد الصابونابي خطة متكاملة للعمل الإعلامي الذي سيصاحب المشروع، وكان قد تم تكليفي باعداد هذه الخطة كما كان قد تم تكليف الفنان التشكيلي المعروف برعي عمر سالم بتقديم خطة عمل للجانب الذي يخصه وهو المعرض ومتحف المقتنيات والتراث الصوفي بالصابونابي. بقي القول: إن مشروع منارة الصابونابي ينبغي أن ينال حظه من الاهتمام من كافة الجهات والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني وكافة الطرق الصوفية وفي مقدمة ذلك الدولة نفسها.