بينما كنا جلوساً في دار الصحافيين مع أخوة كرام من الزملاء سألني الفكي مكي القادم من نهر النيل بقوة، والذي فج الصحافيين وكتب اسم الولايات بأحرف من نور في المجلس الأربعيني الجديد، وسألني عن كيفية اختيار موضوع المقال وطريقة الإعداد له، وقال إنه يطرح هذا السؤال على غالبية كتاب الأعمدة، فقلت له أولاً أقرأ الصحف واختار الموضوع واكتب الزاوية التي سأكتب فيها وابدأ وقد يتغير في بعض الأحيان، فالدخول في المياه الاقليمية للعمود له حسابات أخرى، وقد اتفق معي على إنها الطريقة المثلى رغم أنني أكدت له أن الاختيار في بعض الأحيان يكون من المجتمع، مثلما أفعل الآن، وقد ضربت له مثالاً بمحاربة الغلاءالتوجيه الذي أعلنه النائب الأول لرئيس الجمهورية في مؤتمر القطاع الاقتصادي للمؤتمر الوطني، فهو توجيه من القيادة العليا للبلاد ولنبدأ بوضع الخطط لمحاربته وهذا التوجيه له مابعده.. وفجاة وصلتني رسالة انتقال البروفيسور آمنة عبدالرحمن رئيسة جمعية محاربة العادات الضارة الى رحمة مولاها، ونحن نقول إنها ليست كثيرة على ربها، فهي قد قدمت لهذا البلد الكثير فكانت من أنشط النساء اللاتي عملن في مجال العمل الطوعي فأعطت دون أن تأخذ واذكر أنني التقيتها أول مرة في الجامعة، فقد استضفتها في محاضرة عن محاربة العادات الضارة، وكانت من أميز المحاضرات التي أقمناها في الجامعة، وهي صاحبة الأيادي البيضاء في محاربة ختان الإناث ورائدته، فقد قالت «لا» في زمن كان من الصعب أن تقال فيه أحاديث مثل ما تقول، حيث كانت من القضايا المسكوت عنها.. وقد احتسبتها الحركة النسائية وفيما يلي نص الاحتساب (تحتسب الحركة النسائية السودانية عند الله تعالى فقيدة الوطن والعمل الطوعي البروفيسور آمنة عبدالرحمن حسن رئيسة الجمعية الوطنية لمحاربة العادات الضارة بصحة الأم والطفل، التي لبت نداء ربها... ويتقدم الاتحاد العام للمرأة السودانية بأحر التعازي للمرأة السودانية ولجموع المتطوعين والأكاديميين فقد أمضت البروف آمنة حياتها في خدمة العلم والمجتمع، ونالت ثقة القارة الافريقية باختيارها في عدد من المواقع الاقليمية، وجابت أرجاء السودان تدعو لنبذ العادات الضارة المقعدة به، وظلت عضوة نشطة بالمجلس السوداني للجمعيات الطوعية (اسكوفا) منذ تأسيسه وخدمت وطنها بتجرد ونكران ذات.. نسأل الله أن يتغمدها برحمته الواسعة وأن يجعل الجنة مثواها ). وأخيراً نقول لفكي إن الأقدار قد تسوق قلمك وتتحكم فيه.