البروف الجليل غندور.. واليوم سلاماً ووداعاً.. واليوم استأذن الامبراطور وردي لاستلف منه كل البهاء وكل الرواء وكل الامتاع عندما تدفق العسل المصفى من حنجرته الذهبية وهو يشدو بقارورة العطر البهيج «قسم بي محيك البدري» والتي حرر بها الامبراطور وردي شهادة وفاة لكل الذين تغنوا بها من السابقين.. انثر امامك تحديداً «حكوتي وشكري».. وابدأ بالشكر وهو شكر شاهق ورائع لمهاتفتك الرصينة التي اعادت لي الأمل بأني مواطن سوداني كامل المواطنة وان كلماتي لا تحملها الرياح لتطير في الفضاء كما الدخان بل تستقر في عقول وقلوب كبار المسؤولين في هذا الوطن البديع.. شكراً مرةً اخرى.. والآن انتقل إلى شكوتي من الأحبة في المؤتمر الوطني وهم يضربون طبول التخويف، ولا أقول التخوين، ويهددوننا بالانتخابات، ويسخرون من كل المعارضة مجتمعة، ويقسمون بأنهم حتماً يكتسحون الانتخابات اكتساحاً اشدّ عنفاً من سيل أبو قطاطي ذاك الذي «وكت يكسح ما يفضل شي».. وللأحبة في المؤتمر الوطني نقول.. لستم بدعة ولن تكونوا بدعة في محيطنا العربي والافريقي في أمر الانتخابات.. لن تأتوا بما لم يستطعه الأوائل.. لن تكونوا حالة شاذة في امر الانتخابات.. مهلكم وبالله عليكم اهدأوا قليلاً و«اصبروا» جميلاً ودلوني على نظام حكم واحد شمولي أو قابض أو جاء لحكم اي بلد في الشرق الأوسط وافريقيا قد خسروا اي انتخابات جرت وهو في دست الحكم، وهل أنثر أمامكم أمثلة.. هاكم الواناً منها و«بالكوم».. خذوا مثلاً «بعث صدام حسين».. هل يجرؤ حزب واحد أن يقدم رجلاً في اي انتخابات منافساً للنشامي من أعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي.. وهل تعلمون أن آخر انتخابات جرت في العراق قبل رحيل صدام حسين إلى الأمجاد السماوية كان الرفيق صدام قد أحرز الدرجة الكاملة يعني 001% «يعني» ولا مواطن عراقي واحد كان ضد صدام..! ورغم ذلك كانت نتيجة الاستفتاء كانت «مية في المية» لصدام رغم اني أعرف «واحد» كان ضد صدام هو الشاعر مظفر النواب.. نودع بلد الرشيد ونذهب الى دمشق الغارقة الآن في بحر من الدماء للأسف والأسى والحزن حدَّ البكاء والنحيب.. وهل يستطيع اي حزب او كتلة أحزاب مؤتلفة أو مندمجة أو متكتلة.. أو منصهرة.. أن تفوز في اي انتخابات يقف في الجهة المقابلة لها حزب على رأسه اي من عائلة «الأسد».. ونغادر دمشق ونهبط أوندخل مصر إن شاء ا لله آمنين.. وهل حزب واحد.. تجمع أو وفد أو أحرار أو مصر فتاة قد دحر أو كان في مقدوره دحر الحزب الوطني؟؟ نحدثكم عن تونس الخضراء عن حزب «بن علي» أم نتسلل الى بلد المليون شهيد ذاك الذي ورث تلال وجبال وهران والذي استحم بدم ودموع «جميلة بوحريد» النازفة من هول سياط وعذاب الفرنسيين المتوحشة.. وهل تستطيع قوة في الارض أن تنزع الحكم من جبهة التحرير الجزائرية.. أم نودع كل أحبابنا العرب وندخل الى غابات افريقيا الشائكة التي يربض في ادغالها الوحوش والشيطان وحزب «موجابي» يمسك بدفة الحكم منذ أيام رفاقه الذين «خطوا في افريقيا للمجد دروبا» أمثال «سامورا ميتشيل»، «أوغستينوا نيتو»، و«باتريس لوممبا» يمسك بها وحتى يعلم الناس هذا.. بروف غندور.. صحيح ان الانتخابات التي تتم في كل بلاد اوربا وامريكا.. تجري احداثها تحت ظل الحكومات القائمة.. والتي تتكون من حزب أو أحزاب مؤتلفة، ولكن ذلك لا يعني شيئاً في بلاد «الكفار» اولئك، فقد شهدنا أحزاباً معارضة تفوز على أحزاب أو حزب وهو في السلطة ومثال ما زال طرياً وحاضراً وحياً يمشي بين أيدينا الآن فقد انهزم حزب «توني بلير» حزب العمال وهو في قمة السلطة والحكم أمام حزب «ديفيد كميرون» حزب المحافظين وهو خارج أبواب «عشرة داون ستريت» وليس غريباً ولا بدعة أن ينتصر «اوباما» وحزبه وهو خارج أسوارالبيت الأبيض على ساكن البيت الأبيض «بوش» وحزبه الجمهوري.. وبكرة آخر يوم لنتلاقى