معاوية عبد الرازق : ٭ قرار وزارة التربية والتعليم بإضافة عام دراسي لمرحلة الاساس أثار كثيراً من الجدل واللغط وسط الخبراء التربويين والمعلمين وأولياء الأمور بين مؤيد للقرار ومعارض له، رغبة في تصحيح مسار العملية التعليمية بالبلاد، وانتقد خبراء تربويون التخلي عن السلم التعليمي السابق ووصفوه بالخطأ الفادح، وأشاروا لعدم مشاورتهم في مثل هذه القرارات، مستنكرين عدم تدريب عدد كبير من الأساتذه على المنهج الجديد، وحذروا من مصاحبة القرار لخلل في الطريقة المتبعة بعد تصعيد طلاب الصف السادس مستقبلاً لمرحلة أخرى، متسائلين عن مصير طلاب الصفين السابع والثامن، وتوجس أولياء الأمور خيفة من دمج الأطفال والمراهقين داخل أسوار المدارس لفارق السن بينهما، مشيرين إلى أن الأمر ربما يحدث إشكالات تربوية ونفسية وأخلاقية تلحق بآثارها على الطلاب مستقبلاً، بجانب مشاكل أخرى متعلقة بالبيئة المدرسية وعدم توفر الإمكانيات المالية لإضافة الفصل التاسع، خاصة وأن غالبية المدارس لا تسمح مساحاتها بإضافة فصل آخر، إلا أن وزارة التربية الإتحادية بررت تغيير السلم التعليمي وإضافة العام الدراسي لمرحلة الأساس بمبررات عدة أهمها تعويض العام الدراسي المفقود الذي كان جزءاً من التعليم الأساسي «الإبتدائي والمتوسط» كما ترى أن زيادة عدد سنوات الدراسة في مرحلة التعليم الأساسي يقود التلميذ إلى اكتساب المهارات الأساسية المطلوبة في هذه المرحلة وهي «القراءة، الكتابة، الحساب». ٭ تخوف محمد عبد الرحمن والد أحد الطلاب الجدد من اختلاط التلاميذ الصغار مع الكبار وعدم مواكبة المقرر المفروض على طلاب الصف الأول وفشله لعدم درايتهم بما يحويه المنهج، ووضع حزمة من الاسئلة أهمها تدريب الأساتذه عليه بصورة تضمن استيعاب الطلاب له بسلاسة، أم أن الأمر سيترك لنا في المذاكرة والمتابعة، خاصة وأن أغلب أولياء الأمورلا يدرون شيئاً عنه، وهل سيتم إدخال وسائل تقنية جديدة أم ستبقى «السبورة» كما هي؟، بالإضافة لتوفير مدارس للمرحلة القادمة أم ستشهد ساحات المدارس اختلاط الصغار والكبار من الطلاب، وطالب بتحقيق المتطلبات قبل الشروع في تدريس المنهج الجديد. ٭ تسرع في القرار لم تتم مشاورة المعلمين في هذا القرار وهناك ضبابية في كيفية تنفيذه، بهذا التساؤل بدأ الخبير التربوي حيدر محمد مواصلاً إذا امتحن هؤلاء الطلاب الجدد بعد ست سنوات للمرحلة المتوسطة، فأين سيذهب طلاب الصف السابع والثامن؟ وهل سيضافون للمتوسطة أم سيبقون في المدرسة؟ وانتقد هذه الزوبعة حول هذه القضية بين القيادات السياسية فقط، وقطع بعدم دراية أكثر من 90% من المعلمين بما يحتويه المنهج الجديد، حيث لم يكن هناك تنويراً كافياً، فضلاً عن عدم تدريبهم على كيفية تدريسه، ٭ ووضع الخبير التربوي حلولاً لتلافي الأخطاء في إرجاع المرحلة مستقبلاً بوضع منهج متكامل إضافي إلى القديم، وبعض التحديثات في الصفين السابع والثامن، وحذر من حدوث خلل وفراغ في حالة تطبيقه بهذه الكيفية، وأكد على عدم رؤيته للمنهج الجديد، رغم اقتراب العام الدراسي الجديد، وقال انه سيُحدث اشكالية بحيث أن التدريب أثناء العام الدراسي سيخصم منه كثيراً، خاصة وأن عدداً كبيراً من المدارس تحتاج إلى أستاذ مدرب ومؤهل، وهذا غير موجود بعدد من المدارس، وأعرب عن أسفه لضياع فرصة تدريب المعلمين الجدد على هذا المنهج قبل تعيينهم بشهر، والاستفادة منهم في تدريسه مباشرةً حتى يكونوا نواةً لحاضر جديد مع إضافة بعض القدماء. ٭ وأوضح مدير الإدارة العامة للشؤون التعليمية بمحلية جبل أولياء فضل الله إبراهيم أن قرار إضافة العام هو إرجاع تدريجي للمرحلة المتوسطة، وأضاف: قدمت كل محلية اقتراحاتها ورؤيتها في كيفية إعادة المرحلة، وفي محليتنا نعاني من بعض الاشكاليات متمثلة في إنشاء مدارس جديدة فاقدمنا على إقامة مدارس رأسية في شكل مجمعات لاستيعاب الطلاب أو دمج بعض الفصول لفك الارتباط بين المرحلتين الأساس والمتوسط، وردد نرفض اختلاط الأعمار الكبيرة بالصغيرة في حوش واحد، وكشف عن تسلم كتب المنهج الجديد للصف الأول، موضحاً أنهم سوف يدرسون بمناهج جديدة حتى بلوغهم للمرحلة المتوسطة، بما فيها المدارس الخاصة، وعن تدريب المعلمين على المنهج الجديد أجاب: أكملنا تدريب الدفعة الأولى بمحليتنا، وسيستمر التدريب حتى يشمل كافة الأساتذة بالمحلية، أما فيما يتعلق بالفترة الزمنية، خاصة وأن المدارس على الأبواب ولا مشكلة في الزمن بإعتبار أن المعلمين مؤهلين وتدريبهم يكون في جزئية معينة في كيفية تدريس المنهج، وعن سؤال «آخر لحظة» عن مصير طلاب الصف السابع والثامن بعد وصول طلاب الصف الاول للصف السادس وتأهبهم للإنتقال لمرحلة جديدة وهي المتوسط أجاب: الموضوع به تدابير من الجهات العليا ولا توجد أية اشكالية، ومازالت أمامنا ست سنوات. ٭ وبما أن أي تغيير في السلم التعليمي يصاحبه تغيير في المناهج الدراسية أعلن المركز القومي للمناهج والبحث التربوي عن تغييرات في المناهج ألغت بموجبها مواد وأضافت أخرى، شرع الخبراء في صياغتها لتتماشى مع متغيرات السلم التعليمي، هذه التغييرات من أبرز ملامحها فصل مادة الرياضيات عن مادة اللغة العربية في الصف الأول من التعليم الأساسي، وفك محور الإنسان والكون في مرحلة التعليم الأساسي إلى ثلاث مواد مستقلة بعضها عن بعض «الجغرافيا، التاريخ، العلوم»، وأن يبدأ تدريس اللغة الإنجليزية والعلوم والجغرافيا والتاريخ والحاسوب اعتباراً من الصف الثالث أساس، وجعل حصة الأدب الإنجليزي ضمن حصص اللغة الإنجليزية، ترى هل ستعبر هذه الاجراءات بالطلاب لمرحلة الوعي والإلمام أم ستكون لها عواقب أخرى؟