احتفلت بلدان العالم باستثناء السودان باليوم العالمي للسياحة في السابع والعشرين من شهر سبتمبر المنصرم تحت شعار «بليون سائح بليون فرصة ) ONE BILLION TOURIST,ONE BILLION OPPORTUNITY هذا الشعار يعتبر من أهم الشعارات التي أصدرتها منظمة السياحة العالمية UN/WTO منذ قيامها في مطلع الستينيات من القرن الماضي.. الشعارات السابقة كانت تسلط الأضواء على دور السياحة اقتصادياً، واجتماعياً، وثقافياً، وإعلامياً، وتربوياً، وصحياً، وسياسياً، السياحة في التواصل الإنساني بين الشعوب، وتحقيق السلام وتعزيز الوحدة الوطنية، ودورها في تخفيف حدة الفقر وتحقيق التوافق الاجتماعي وكذلك دور السياحة في محاربة البطالة وحماية البيئة وتجميل المدن ودورها في توفير العملات الحرة التي تساعد البلدان النامية من استيراد الدواء والسماد والتقاوى ووسائل النقل والمواصلات ومستلزمات البناء وغيرها. بعض الشعارات كانت تقدم حلولاً ومعالجات للمشاكل والتقاطعات التي تعترض مسيرة السياحة إقليمياً ودولياً، وبعض الشعارات تطرح مقترحات وتوصيات هادفة تساهم في ازدهار حركة السياحة بصورة عامة. شعار هذا العام 2015م «بليون سائح بليون فرصة» يعتبر خبراً ساراً وبشرى عظيمة لكل أجهزة السياحة عبر العالم في القطاعين العام والخاص، لأن الزيادة في عدد السياح حول العالم يعني ارتفاعاً كبيراً جداً في الدخل السياحي الذي تجاوز الترليون دولار عام 2014م وهذا يعني زيادة في عائدات النشاط السياحي في كل بلدان العالم مما ينتج عنه ارتفاع في حجم الضرائب والرسوم التي تتقضاها أجهزة ومؤسسات السياحة وبالتالي تقوم الحكومات بصرفها على خدمات الصحة والتعليم والمياه والطاقة وخدمات الأمن وغيرها. إن الغرض من تخصيص يوم أو عام للسياحة يقصد به التوعية بأهمية النشاط السياحي ودوره في المجالات المختلفة، والتنوير والتبصير بأهداف ومضمون الشعار الرئيسي المحد للاحتفال باليوم العالمي للسياحة في السابع والعشرين من شهر سبتمبر كل عام، وبهذه المناسبة السياحية المهمة تقام المعارض والمهرجانات والسباقات والندوات ويتم تكريم المنشآت السياحية المميزة بغرض حث وتشجيع الآخرين للارتقاء بمستوى خدماتهم كما يخاطب قادة النشاط السياحي شعوبهم عبر وسائط الإعلام المختلفة، موضحين سياساتهم وخططهم المستقبلية بشأن تنمية وتطوير النشاط السياحي في بلدانهم متحدثين عن أهمية السياحة ودورها في المجالات المختلفة، مبينين أهداف وغايات الشعار المطروح. لقد ظل الجهاز السياحي الرسمي في البلاد يشارك في أحداث اليوم العالمي للسياحة منذ إنشاء أول جهاز حكومي لرعاية النشاط السياحي في البلاد في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي حتى الاحتفال الأخير الذي أقيم العام الماضي 2014م بحدائق متحف السودان القومي، ورغم أهمية الحدث السياحي الأخير والشعار المطروح كشعار رئيسي لاحتفالات العام الحالي 2015م وإجماع كل خبراء السياحة الأجانب الذين زاروا السودان عقب الاستقلال. إن السودان يمثل رصيداً ضخماً ومتنوعاً يمكن أن يحقق عشرات المليارات من الدولارات سنوياً، في حالة توفير كل متطلبات واحتياجات التنمية السياحية إلا أننا شاهدنا غياباً تاماً لكل أجهزة السياحة اتحادياً وولائياً في القطاعين العام والخاص خلال اليوم العالمي للسياحة هذا العام 2015م. أخيراً فالذي نأمله بعد نجاح مؤتمر الحوار الوطني بإذن الله وتوفيقه، وعودة السلام والاستقرار لكل ربوع البلاد أن لا تكون أجهزة السياحة الرسمية على مستوى المركز والولايات، مستودعاً للتهميش والترضيات الحزبية وأن يوضع الشخص المناسب في المكان المناسب بغية تحقيق نهضة سياحية شاملة وهادفة ومن أجل ألا تتكرر مثل هذه السلبيات والأخطاء مستقبلاً ومن عند الله التوفيق. - خبير سياحي - مدير سابق لإدارة الرقابة- الإعلام والتدريب بوزارة السياحة الاتحادية